كيف أتخلص من وسواس العقيدة؟

0 449

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ابتليت بوسواس في العقيدة: في ذات الله, وأريد علاجا لذلك, ويشهد الله أني من المحافظين على الفروض بوقتها.

يأتيني الوسواس عند السجود, وقراءة القرآن, وذكر الله, فأرجو منكم مساعدتي.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

فإن الوساوس منتشرة - خاصة الوساوس ذات الطابع الديني - وإن شاء الله تعالى فيها خير للإنسان، ويمكن علاجها، وتعالج بصورة ممتازة جدا، فتوجد الآن أدوية نعتبرها فعالة, ونعتبرها من الأشياء التي غيرت حياة الناس بصورة إيجابية وطيبة جدا.

أنت لم تذكر عمرك، وموضوع العمر مهم جدا فيما يخص الأدوية وتناولها، فإن كان عمرك عشرين عاما أو أكثر فليس هناك ما يمنعك أن تتناول أدوية حتى دون إشراف طبي، لكن إذا كان عمرك أقل من ذلك فلابد أن تذهب إلى الطبيب النفسي ليشرف إشرافا مباشرا على علاجك.

من الأدوية الممتازة جدا والتي نعتبرها مفيدة لعلاج هذه الوساوس دواء يسمى تجاريا (بروزاك), واسمه العلمي (فلوكستين), وهذا الدواء في بعض الأحيان يعطى بدون وصفة طبية.

فإن لم تتمكن من الذهاب إلى الطبيب، والعمر كان مناسبا – أي في عمر العشرين أو أكثر – فتناول كبسولة واحدة من هذا الدواء، تناولها يوميا بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم اجعلها كبسولتين في اليوم، واستمر عليها لمدة ستة أشهر، بعد ذلك خفض الجرعة إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة أربعة أشهر، ثم اجعلها كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

كما تلاحظ الدواء له بداية، وبعد ذلك حين نصحنا برفع الجرعة، فهذه نسميها بالمرحلة العلاجية الحقيقية والجوهرية، وبعد ذلك – أي بعد أن خفضنا الدواء مرة أخرى إلى كبسولة في اليوم – فهذه مرحلة الوقاية، ثم التوقف بصورة متدرجة عن الدواء.

الدواء سليم وفاعل وممتاز جدا، وآثاره الإيجابية سوف تظهر بعد أربعة أسابيع من بداية العلاج، وسوف تحس أن هذه الوساوس أصبحت أقل، ولن تزول في هذه الفترة، لكن سوف تصبح أقل بكثير، وهنا تسعى أنت لتحقير هذه الوساوس، ورفضها تماما، وعدم اتباعها، وهذا منهج ضروري وضروري جدا.

الوساوس تعالج من خلال التحقير، ومن خلال رفضها، وألا نتبعها أبدا.

لكن كثيرا من الإخوان والأخوات يحسون بقلق شديد حين يطبقون هذه التمارين؛ لذا نقول: إن الدواء مهم ومهم جدا؛ لأنه يسهل كثيرا على الناس, ويساعد على شفائهم، فكن حريصا على ذلك - أيها الأخ الكريم -.

لا شك أنني سعيد جدا أن أسمع أنك من المحافظين على الصلاة في وقتها، وأسأل الله تعالى أن يزيدك تقوى والتزاما، ولا شك أن الصلاة عنوان الإيمان، فإن من اعتاد المساجد نشهد له بالإيمان، والصلاة هي عماد الدين، وإقامتها في وقتها وبخشوع يسعد الإنسان في الدنيا، ويكتب له الثواب في الآخرة بفضل الله تعالى.

من المهم جدا أن تواصل حياتك بنفس النشاط أو تزيد منه، إذا كنت في محيط العمل فحاول أن تتقن عملك، وفي النطاق الاجتماعي أكثر من التواصل الاجتماعي، ومشاركة الناس في مناسباتهم وصلة الرحم، ولا تعر هذه الوساوس أي اهتمام.

كثير من الناس يضرهم الفراغ كثيرا, فحين يكون لديهم فراغ وعدم استغلال الوقت بصورة جيدة، تجدهم يفكرون في هذه الوساوس بصورة أكثر.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية, والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات