التوتر وعلاقته بالقولون العصبي وطرق علاجه؟

1 406

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سؤالي ينقسم إلى جزئين:

أولا: كنت مصابا بالقولون، وكان عندي إمساك دائم -والحمد لله- تعالجت منه، وللأسف أنه نادرا ما أدخل الحمام في البيت (غالبا لو كنت في إجازة من العمل) لكن غير ذلك فإني أدخل الحمام في العمل، يمكن مرتين أيضا، وغالبا بعد أن أفطر هناك فلا أعرف، هل هذا طبيعي؟

نادرا جدا أستيقظ مثل الناس بشكل طبيعي حيث أني أدخل الحمام ومعدتي تنتفخ كثيرا على الأقل أربع أو خمس مرات في الأسبوع بعد الأكل، وكنت آخذ ديسفلاتيل "استحلاب"، وعندما أحس بهذا الانتفاخ أدخل الحمام بشكل طبيعي، دائما برازي يبقى غير طبيعي "قطع صغيرة".

ثانيا: أنا شخص كثير التوتر، وبسبب الإمساك حدث لي موقف وأنا في موقع حرج، وما زلت محصور من الشغل، ولم أجد حماما أدخله، وكنت سأتقطع إلا أن ربي وفقني وعثرت على حمام وحدث هذا الموقف للأسف مرتين أو ثلاث مرات، ولأني شخص قلق دائما فقد أصبحت أفكر وأعمل حسابا لبطني بشكل كبير.

فمثلا لو دخلت للمدير في اجتماع لمدة ساعة مثلا أقول بيني وبين نفسي لو أن بطني آلمتني فكيف سأستأذن, طبعا سأقوم، وأظهر نفسي أني أتكلم في التليفون، وهذا طبعا يؤثر على تركيزي في الاجتماع، أو وأنا أصلي أتعمد أني أصلي في نهاية الصف لاعتقادي أن معدتي يمكن تتعبني، وأترك الصلاة فمن أجل أن لا أحرج نفسي فأنا أصلي في مؤخرة الصفوف، وفعلا أحيانا وأنا مع المدير يشتد علي القولون، ولا أعرف أهو بسبب التوتر أم التفكير لكن -الحمد لله- يخرج هواء ليس له صوت ولا رائحة.

الموضوع هذا أتعبني نفسيا جدا، وأفقدني الثقة في نفسي فمثلا أقعد في اجتماع وبجواري أناس لمدة طويلة، وفعلا سأكون مرغما لساعات لكني دائما أتعمد أن أقعد على الطرف أو بجوار الباب، أو في نهاية القاعة لخوفي من حدوث شيء!
أرجو الرد بالتفصيل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ضياء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالقولون العصبي وحالة القلق والتوتر التي تعاني منها لا يمكننا الفصل بينهما، فالتوتر والقلق يؤدي إلى أعراض القولون العصبي، وأعراض القولون العصبي تؤدي إلى المزيد من القلق والتوتر وربما عسر المزاج.

والقلق لديك أعتقد أنه وصل أيضا لمرحلة وسواسية، فالأسئلة الافتراضية التي تطرحها على نفسك في مواقف معينة حول ما سوف يحدث لك، مثلا عندما تكون في اجتماع مع المدير وهو ما سوف يحدث: هذا نوع من القلق التوقعي الوسواسي، وهذا أيضا جزء من حالة القلق والتوتر العصبي الذي تعاني منه.

أنا أرى أولا أن تغير نمط حياتك بقدر المستطاع، ونمط الحياة يمكن تغييره من خلال إدارة الوقت وتوزيعه بصورة ممتازة، بمعنى أن يخصص الإنسان وقتا للعمل، ووقتا للراحة، ووقتا للرياضة - وهذا مهم جدا في علاج أعراض القولون العصبي – ووقتا للترفيه والترويح عن النفس.

التواصل الاجتماعي وتعزيزه والتطوير الثقافي والمعرفي أيضا له عائد إيجابي جدا على الإنسان، فكن حريصا على ذلك.

أعراض القولون العصبي فيما يخص الذهاب إلى الحمام بعد تناول الطعام: هذا أمر طبيعي جدا يعاني منه الكثير ممن يعانون من القولون العصبي، وبالطبع الانتفاخ هذا شيء أيضا من الأعراض الرئيسية جدا التي نشاهدها في حالات القولون العصبي، شيء من الآلام، عدم الارتياح، وسوء الهضم، وكثير من مرضى القولون العصبي أيضا يشتكون كثيرا من الإرهاق والإنهاك الجسدي.

فهذه أعراض تنطبق تماما على القولون العصبي، فأرجو أن تطبق ما نصحتك به فيما يخص نمط الحياة.

والشيء الآخر بالنسبة للطعام: يجب أن تتخير الأطعمة التي تناسبك، والتجربة خير برهان في هذا المجال، ويجب أن تكثر أيضا من تطبيق تمارين الاسترخاء، ولدينا في إسلام ويب استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجع إليها وتستدركها جيدا وتحاول أن تطبقها.

هناك أبحاث أشارت أن ستين بالمائة من الذين يعانون من حالات القولون العصبي يستجيبون استجابة ممتازة جدا للأدوية المضادة للاكتئاب، وأعتقد أنك - إن شاء الله تعالى – سوف تكون من هذه المجموعة، حتى وإن لم تكن مكتئبا اكتئابا حقيقيا، لكن وجود التوتر في حد ذاته يدعو لاستعمال هذه الأدوية، وهي سليمة جدا - إن شاء الله تعالى - .

الدواء الذي أفضله في حالتك هو عقار (لسترال) والذي يعرف تجاريا أيضا باسم (زولفت) ويعرف علميا باسم (سيرترالين) ويسمى أيضا تجاريا في مصر باسم (مودابكس) أرجو أن تتناوله بجرعة نصف حبة، تناولها ليلا بعد الأكل لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة لمدة ستة أشهر، ثم نصف حبة يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

بجانب السيرترالين (موادبكس) عقار فلوبنتكسول – الذي يعرف علميا باسم فلوبنتكسول – مفيد جدا أيضا لعلاج هذه الحالات، والجرعة هي حبة واحدة في الصباح وحبة في المساء لمدة شهرين، ثم حبة في الصباح لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء، وقوة الحبة هي نصف مليجرام.

هذه أدوية سليمة ممتازة، إذا تناولتها وقمت بترتيب نمط حياتك كما ذكرت لك، وصرفت تفكيرك تماما عن موضوع القولون من خلال تغيير نمط الحياة، أعتقد أنك سوف تشفى تماما - بإذن الله تعالى – .

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات