السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي طفلة واحدة من مواليد 11-2-2011 حيث أني أعاني من حركتها الشديدة، ولا تجلس إلا عند النوم، وقلة نومها وأكلها.
علما أنه ليس لديها أي اهتمام في التلفاز والألعاب سوى المشاكسة والعناد، وعند منعي لها وأمري لها بالابتعاد عن الأمور الخطرة أضطر إلى ضربها بشدة،
فهل حالتها طبيعية أم لا؟ وهل تعاني من فرط الحركة؟ وهل هناك علاج لها أو أي مهدئ؟ وهل أنا أم غير صالحة في مداراة طفلتي؟ لأني لا أتمتع بالتحمل والصبر، لأني شديدة الانفعال بسرعة، وأعامل ابنتي بقسوة.
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم آرزن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن الأطفال يتفاوتون في درجة نشاطهم – هذا أمر مألوف – وكذلك تتفاوت الأمهات في درجة تحملهن لأطفالهن.
إذن هنالك جوانب مشتركة ربما تكون الطفلة بالفعل كثيرة الحركة، وهذا نعتبره طبيعيا جدا في بعض الأطفال في هذا العمر، وفي نفس الوقت قد يكون تحملك أيضا أصبح قليلا، لكن لا أقول إنك أم غير صالحة، هذا خطأ، وأرجو ألا تبني هذا المفهوم أبدا - أيتها الفاضلة الكريمة – بل على العكس تماما، جزء من علاج حالتك هي أن تنظري إلى طفلتك كنعمة عظيمة من رب العالمين، الذرية من أعظم النعم، وتذكر هذا والاستبصار به يجعلك حقيقة تكونين أكثر صبرا، ولا شك أن الضرب منهج خاطئ، ومن الناحية التربوية سوف يضر بالطفلة لأنه يشعرها بعدم الأمان، يضعف شخصيتها، وفي ذات الوقت يبني لديها الخوف الذي سوف يجعلها تقوم بردود فعل سلبية.
أيتها الكريمة: ابتعدي عن طفلتك حين ينتابك الغضب – هذا مهم جدا – واعرفي أن ضربك لها ظلم لها، والظلم ظلمات، لابد أن تضعي لنفسك كوابح قوية وشديدة في هذا المجال، وكما ذكرت لك: هذا منهج خطأ.
ثانيا: لا يعالج المشكلة أصلا.
وثالثا: سوف يشعرك أنت بالذنب.
أنا لا أريد أن أصل وأقول: الأمهات اللواتي يضربن أطفالهن غالبا ما يكون لديهن تجارب سالبة في أيام طفولتهن – أي كن عرضة للضرب – هذا لا أريد أن أصل إليه، وإن كان يذكر في كثير من الكتب العلمية.
أيتها الفاضلة الكريمة: ضعي لنفسك كوابح، تذكري وداعة طفلتك، تذكري أن هذه نعمة عظيمة، وتذكري أن المنهج التربوي الصحيح هو عدم الضرب.
ثانيا: التجاهل، التجاهل يتطلب الصبر فعلا، لكنه وسيلة علاجية ممتازة جدا لكثرة الحركة لدى الأطفال.
ثالثا: هذه الطفلة صغيرة، وصغيرة جدا حقيقة، عمرها عام ونصف فقط، فلا نتوقع منها الالتزام بالضوابط الاجتماعية المطلوبة، هذا لا يمكن أن يحدث أبدا.
من الضروري أن تحاولي أن تلاعبي طفلتك، ملاعبة الطفلة، احتضانها، الابتسامة في وجهها، أن تنزلي إلى عمر طفوليتها، هذا سوف يقلل من حركتها، ويصرف انتباهها عن الإكثار في الحركة.
أيضا: ابني لديها الرغبة في بعض الألعاب، الألعاب التي تصرف انتباه الطفل وتجعله مندمجا للدرجة التي يتم امتصاصه وجدانيا، هذه معروفة وتساعد كثيرا.
لا تعطي ابنك دواء مهدأ، أرجوك، أنا أعرف أن هذه الممارسة موجودة، لكنها ممارسة خاطئة وخاطئة جدا، فأرجو ألا تلجئي إليها أبدا.
بالنسبة لك: أرجو أن تديري وقتك بصورة صحيحة، أن تأخذي قسطا من الراحة، لأن الإجهاد والإنهاك أيضا يجعل الأم أكثر عصبية، وإسلام ويب لديها استشارة تحت الرقم (2136015) تتحدث عن أهمية تمارين الاسترخاء وكيفية تطبيقها، فأرجو أن تسترشدي بها، هذا مهم جدا، وأرجو أيضا أن تجعلي نمط حياتك تفاعليا إيجابيا، واحرصي في عباداتك والصلاة في وقتها وتلاوة القرآن، وعليك بالدعاء لابنتك.
- بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد، ولهذه الابنة الحفظ، وأن تكون قرة عين لكما.