السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أولا أريد أن أشكر كل القائمين، والعاملين والمشرفين على هذا الموقع، وأسأل الله أن يبارك لهم في أعمالهم وأن يجعله في ميزان حسناتهم.
استشارتي تخصني كوني كنت مصابا بمرض الذهان، الذي صاحبه اكتئاب كلفني انقطاعا عن الدراسة لمدة ما يزيد عن السنة.
الحمد لله استطعت أن أسترجع صحتي وأسلوبي العادي في الحياة، والاندماج بطريقة إيجابية في المجتمع، والفضل يرجع أولا لاستعانتي بالله عز وجل، وثانيا للخضوع للعلاج، واتباع نصائح الطبيب، والآن لا أتناول سوى 0 ,5 مج من العلاج.
أود أن أستشيركم بخصوص قابليتي للاستغناء بصفة نهائية عن الدواء: هل سيكون لها تأثير في المستقبل، علما أني ألاحظ في سلوكي بعض الأعراض كالسرحان، وقلة التركيز خصوصا عندما لا أنام جيدا والضحك بدون سبب في بعض الأحيان، كل هذه الأعراض تقلقني في حياتي اليومية رغم أنها ليست بالدرجة العالية.
أريد توجيهاتكم، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
ما ينتج عنه العلاج في حالات الأمراض النفسية خاصة الأمراض الذهانية نسميه بمآل المرض أي ما سوف ينتهي عليه المرض من حيث درجة الشفاء أو عدمه أو التحسن، هنالك عدة ضوابط ومعايير عامة يمكن أن تعطي مؤشرا لمآل المرض؛ لكن لا نستطيع أن نقول أننا تطبق على جميع الحالات؛ حيث أنه لكل مريض ظروفه التي تحيط به، والتي لابد أن يقدرها الطبيب جيدا حين يقرر استمرارية العلاج من عدمه.
بصفة عامة الأمراض الذهانية تختلف وهي متعددة جدا، هنالك الذهان الحاد، وهنالك الذهان الذي يأتي مع الفصام، وهنالك ذهان الفصام، وهنالك ذهان الهوس، وهنالك الذهان الاكتئابي، وهكذا، وهي متعددة جدا، وهي تختلف كما ذكرت لك.
الذهان الحاد مثلا، وهي تتطلب علاجا لمدة ستة أشهر على الأقل، وإذا حدثت انتكاسة يكون العلاج لمدة ثلاث سنوات، مرض الفصام بصفة عامة النوبة الأولى منه يجب أن تعالج علاجا مكثفا لمدة عامين، ثم بعد ذلك يمكن أن يتم التوقف عن الدواء إذا شفي المريض، وإذا كانت الظروف المحيطة به جيدة، وإذا لم يكن له تاريخ مرضي أي لا يوجد تاريخ من الأمراض العقلية أو النفسية الشديدة في أسرته، هذه مجرد أمثلة في حالة الانتكاسة في مرض الفصام، مثلا هنا لا بد أن يستمر المريض على العلاج لمدة لا تقل عن خمس سنوات بأي حال من الأحوال، وفي حالة الانتكاسة الثالثة يكون العلاج مدة الحياة وهكذا.
إذن أخي: الضوابط تترك للطبيب ليقدرها حسب الحالة، وما آلت إليه من تحسن من عدمه، أنت -الحمد لله تعالى- استجابتك جيدة للعلاج، وأنت ذكرت أنك تتناول خمس مليجرام من العلاج لم تذكر اسمه، لكن أحسب أنه ربما يكون عقار زبراكسا، وأقول لك أن الاستمرار على الجرعة الوقائية مهم.
أنا لاحظت أن لديك بعض الأعراض فالضحك بدون سبب هذا يعتبر عرضا، عدم التفكير والسراح الشديد يعتبر عرضا أيضا، لا يمكن أن نقلل من أهميته، فيا أخي الكريم أقول لك: إنه توجد بشريات عظيمة جدا، لكن أرجو أن لا تتوقف عن الدواء دون استشارة الطبيب، ومثل حالتك تقريبا الحاجة للعلاج تكون لمدة ثلاث سنوات، ولا ينتابك اليأس من العلاج، العلاج نعمة عظيمة وكبيرة وهذه الأمراض الآن يجب أن تعامل مثل الأمراض البسيطة الأخرى، كأمراض السكر والضغط وخلافه، وهي أمراض شائعة جدا، المهم هو الالتزام بالتعليمات الطبية، والأمر الأخر هو أن يؤهل الإنسان نفسه بأن يعيش حياة طبيعية ولا يعتمد على الأدوية فقط.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.