السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكركم على الإجابة على سؤالي رقم(^2140176و2144112^) وجزاكم الله خيرا.
حملت للمرة الثالثة وأجهضت في الأسبوع الخامس، وقد أخذت علاجا للغدة الدرقية، وأخذت علاجا لالتهابات عنق الرحم، وأخذت (اسبرين بيبي) وأجريت تحاليل الأجسام المضادة، وهرمون الحليب، وكل شيء طبيعي، فأود أن أعرف السبب؟! وعملت سونار الرحم وكل شيء طبيعي أيضا، وأخذت الدكتورة عينة من المهبل وعنق الرحم وظهرت نتيجة تحليل المهبل ويوجد جرثومة فأعطتني مضاد erythrodar250 لمدة سبعة أيام ولم تظهر نتيجة عنق الرحم بعد، فهل الالتهابات هي التي سببت الاجهاض؟
راجعت عند دكتور آخر وقام بإجراء تحاليل مرة أخرى ولم تظهر النتيجة، فهل أستطيع الحمل مرة أخرى أم لا؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا، وما الأمور أو التحاليل التي يجب أن أعملها قبل الحمل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سعاد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنرد لك الشكر بمثله, ونسأل الله العلي القدير أن يعوضك بكل خير، وأن يجعل صبرك واحتسابك في ميزان حسناتك يوم القيامة.
أتفهم حيرتك وقلقك بشأن تكرر الإجهاض, والحقيقة هي أنه بعد حدوث ثلاثة إجهاضات متتالية, فإن الحالة هنا تصبح هامة وتصنف على أنها ( إجهاض متكرر) بغض النظر عن عمر السيدة.
بالنسبة لك, وكون الحمل يحدث بشكل طبيعي, لكن المشكلة هي في استمراره, فهنا يجب أخذ كل العوامل المحتملة عندك بعين الاعتبار, سواء من ناحية العمر أو وظيفة الغدة الدرقية أو الالتهابات.
بالطبع يا عزيزتي, يمكنك الحمل مرة ثانية, وفرصتك في نجاح الحمل مجددا -إن شاء الله- تبقى أعلى من احتمال حدوث الإجهاض.
للتوضيح أكثر أقول لك: بأنه لو حدث حمل جديد إن شاء الله, بعد 3 إجهاضات متكررة, فإن احتمال استمراره هو تقريبا 65%, واحتمال إجهاضه, لا قدر الله هو 35 %.
إن علمت بأن النسبة الطبيعية للإجهاض عند أي سيدة, حتى لو لم تجهض في السابق, هي نحو 15%- لرأيت بأن النسب السابقة ما تزال في صالحك.
على كل حال, أنصحك الآن بعمل تحليل جديد للغدة الدرقية, وهو TSH-FREE T3-T4 والتأكد من أن تحليل ال FSH هو دون ال- 3 - فهذا هو المستوى الذي نفضله لمن كانت حاملا أو عند من تخطط للحمل, أي أن المستوى الذي نعتبره طبيعيا في الحمل, هو أخفض من المستوى الذي نعتبره طبيعيا خارج الحمل, وهنا قد تكونين بحاجة إلى زيادة جرعة الثيروكسين, وللأسف هذا ما يهمله كثير من الأطباء الذين يتابعون السيدة الحامل أو التي ترغب بالحمل، ولديها قصور بالغدة الدرقية.
أنصحك, وبغض النظر عن نتائج التحاليل التي أخذت من عنق الرحم, بأن تتناولي (مضادا حيويا) مثل ( الاريثروميسين ), والأفضل أن يكون المنتج الأصلي وليس المحلي) عيار 500 ملغ ثلاث مرات يوميا, أي كل 8 ساعات لمدة أسبوع, وقبل حدوث الحمل, وذلك لعلاج أي التهاب قد يكون كامنا, ولا يظهر حتى مع العينة والزراعة.
عليك البدء بتناول حمض الفوليك, إن لم تكوني قد بدأت بتناوله, والاستمرار عليه طوال الحمل.
كما أنصحك في حال حدث حمل جديد -إن شاء الله- وبالإضافة إلى تناول حبوب أسبرين الأطفال, أن تتناولي أيضا حبوبا تسمى (بريدنيزون), بجرعة 40 ملغ يوميا, وذلك فور معرفتك بحدوث الحمل.
بالطبع يجب أن تكوني تحت اشراف طبي خلال تناول تلك الأدوية, والأفضل أن تشترك طبيبة الباطنية في مراقبة العلاج بدواء (بريدنيزون ).
بالطبع كل هذه العلاجات هي نوع من الوقاية والأخذ بالأسباب, ويبقى التوكل على الله عز وجل فهو الأساس وهو خير الحافظين.
نسأل الله العلي القدير أن يمن عليك بما تقر به عينك.