زوجي يقول عني أشياء غير صحيحة فكيف أتعامل معه؟

0 545

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أود أن أعرف حكم الشرع بزوجي، والذي دائما ما يكذب علي أمام أهله، فيبين لهم بأني امرأة شريرة، وأني لا أحبهم، ولا أرغب بحضورهم لبيتي، وأني مسحورة، وأنه تعبان معي، وكنت دائما أحب أن أقدم لهم الهدايا بجميع المناسبات، واكتشفت الآن أنه كان يقول لهم أنه هو من دفع قيمة الهدايا، وأني أجبره على دفع قيمتها، وأنه لا يحبني، وأنه تزوجني وهو لا يرغب الزواج بي، مع أنه تمت الخطبة عن طريق الأهل، وتمت الرؤية الشرعية، وبعد زواجي بـ 4 أشهر كانت تصلني أقاويل أنه يقول عني أني مهملة ببيتي وبه، وأنني امرأة عقيم، ولهذا كان دائم العلاقات ويبحث عن زوجة جديدة.

وللعلم علاقتي الجنسية بزوجي سيئة، فلم تتم الدخلة إلا بعد شهر من زواجي، وكانت كذلك لمدة 12 سنة للآن، مع العلم بأن جميع هذه الأقاويل كاذبة، ولا أكن لهم إلا كل محبة واحترام -والله يشهد علي-.

أكتب لكم وقلبي يتقطع من الألم على ما فعله زوجي بي، وأشعر بالظلم يخنقني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أم راشد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

بداية نرحب بك في موقعك، ونشكر لك هذا التواصل، ونشكر لك هذه المشاعر النبيلة التي تحملينها تجاه هذا الزوج، ولن يضيع هذا الخير الذي قمت به عند الله تبارك وتعالى، وكذب هذا الزوج لن يضر به إلا نفسه، وسيأتي اليوم الذي يعرف فيه الناس الحقائق، واعلمي أن كذبه وكونك تصري وتجبريه على شراء هدايا لأهله، هذا مهما كان محمدة لك وأمر تمدحين عليه، وما تكلم به عنك من السوء فلن يضيع أجرك وثوابك عند الله تبارك وتعالى.

فحاولي الاقتراب من هذا الزوج، ومعالجة هذا الخلل، فإن أمثال هؤلاء الأزواج قد يكون عنده مشكلة نفسية، وقد يكون بالعكس هناك ثناء من الأهل بالنسبة لك وإعجاب وثناء وشكر لك، فعند ذلك ربما تأخذه ما يشبه الغيرة، فيبدأ يذكر المذام والجوانب السلبية في شخصيتك، وإذا كنت ولله الحمد تعرفين أنك على خير وأنك تقومين بواجباتك فلن يضرك هذا الكلام الذي يقوله هذا الزوج، وحاولي دائما أن تجلسي معه لتتفهمي الأسباب، يا ترى من وجهة نظره ماذا يربح؟ ما هي أهدافه من هذا الكلام؟ إذا كان الأهل أنت حريصة على الإهداء لهم وتحملين مشاعر نبيلة لهم، فلماذا هو يتكلم بهذه الطريقة؟ هل أجبر على الزواج منك وأجبرت على القبول به؟ إذا كانت علاقتك بأهله وثيقة لماذا هو يطرح هذا الكلام الذي ليس بصحيح وليس بكلام إيجابي ولا بكلام طيب؟

لذلك نحن نرجح أن يكون عند الرجل إشكال في نفسه، وغالبا ما تكونين أنت ممدوحة، لك وضع في المجتمع، الناس يثنون عليك ويمدحون ما فيك من إيجابيات، وأكملت هذا بأن تقدمي هدايا لأهل الزوج، وهذا كله يدل على أن نيتك طيبة، وعلى أنك على خير كثير.

مهما كان مصدر هذه الهدايا فإن زوجة الابن التي تقدم الهدايا لأهله هذه امرأة ناضجة وتحمل مشاعر نبيلة، وأنت ولله الحمد بهذا المعنى وبهذه الروح.

وإذا كان الأمر واضحا والزوج يكذب عليك، فإنه سيأتي اليوم الذي يعرف فيه الناس هذا الكذب، فإن حبال الكذب قصيرة، والكذاب لابد أن ينكشف، وما تقومين به من مشاعر نبيلة ومن إهداءات يكذب فعلا كذبه، وهو فعلا عمل فعلي تكذبين به كل ما صدر عنه وكل الأقاويل التي يقولها.

ونحن نتمنى ألا يحملك إساءة الزوج على مقابلة إساءته بمثلها، وألا تحملك إساءة الزوج وكذب الزوج على أن تسيئي في شأن أهله وفي حق أهله، لأن الإنسان ينبغي أن يفعل الخير سواء شكره الناس أو لم يشكروه، بل ينبغي أن يكون هذا فيه اختبار، ودافع لك من أجل أن تحتسبي كل عمل تقومين به، وتطلبي في كل عمل وجه الله تبارك وتعالى، وعند ذلك لن تتضرري أبدا من كلام هذا الرجل مهما تكلم، لأنك تريدين وجه الله تبارك وتعالى، والله يعلم السرائر ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ويعلم نية كل إنسان، فاجعلي نيتك لله، واجعلي عملك لله، ولا تتركي عمل الخير لأجل هذا الزوج الذي نتمنى أن تقتربي منه لتعرفي أسباب هذا الذي يحدث، وسنكون سعداء إذا حاولت أن تتعرفي على الأسباب وتكتبي إلينا، على الأقل من وجهة نظره، هل ما قلناه صحيح؟ هل لأنك ناجحة وهو غير ذلك؟ هل لأنك محبوبة وهو غير محبوب؟ هل لأنك (مثلا) تفعلين الخير وهو لا يستطيع أن يفعل؟ فلابد أن تكون هناك أسباب لهذه المسألة، ونحن نرجح هذه الجوانب، وننتظر سماع تفاصيل وتحليل هذا الوضع من وجهة نظرك.

أما ما حدث من تأخر في العلاقة الخاصة فأيضا نحن نتمنى أن نبحث في الأسباب، هل يا ترى هو كان يعتذر لماذا أم لم تكن عنده رغبة؟ هل نستطيع أن نقول: ربما يكون هناك مرض عضوي يحتاج معه لزيارة الطبيب، نحتاج تفاصيل أكثر حتى نستطيع أن نوضح هذه المسألة وتصبح الصورة أمامنا واضحة، وسوف نكون سعداء إذا كتبت إلينا بتفاصيل أكثر عن هذه الأحوال، حتى نصل للقرار الصائب الصحيح، وعلى كل حال فنحن نرشدك إلى التمسك بحياتك الزوجية، والحرص على هذا الرجل، ومعاونته على بلوغ العافية.

نسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد، ونكرر شكرنا على التواصل مع الموقع.

وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات