ليس لدي لباقة في الكلام كبقية الناس.. أرجو المساعدة

0 509

السؤال

السلام عليكم

في الأيام الماضية كنت أشعر بالحزن كثيرا في مصر، وهذه مشكلتي أني لا أعرف كيف أتحدث مع الناس عكس هنا في الإمارات، فهناك لا أستطيع أن أجاري الناس في كلامهم، ولا مزاحهم، وشباب مصر عندهم لباقة، ويعرفون كيف يتحدثون بلباقة.

أنا أعرف أصدقاء عن طريق ابن عمتي، وكنت أخرج معهم أحيانا أتحدث معهم، وأحاول أن أتناقش، لكن ليس لدي قدرة على مجاراتهم في مزاحهم وثقافتهم، ليس لدي خلفية كثيرة مع أني أخرج مع أصدقائي في الإمارات.

بدأت ألاحظ أن لدي أشياء كثيرة تنقصني كاللباقة والجراءة، أشعر بأني أقل اهتماما من قبل الناس حتى أقرب أصدقائي، مع أني لا أقصر في تلبية مساعدتهم، والوقوف بجانبهم، لكن هذا لا يكفي، فليس هناك أحد يقول لي: أريد أن أتحدث معك في موضوع أو مهتم جدا أن يسمع رأيي حتى الأصغر مني هو أحسن مني كما ذكرت، فابن عمتي رغم أنه أصغر مني بـ3 سنين إلا أني أجد نفسي أنا الذي أحب أمزح معه أو أتحدث معه.

ومما أستغرب له هو أني عندما أكون حزينا مثلا: ارتكبت ذنبا كبيرا أو صغيرا لا أستطيع التحدث مع الناس، عكس الناس بالرغم أنهم يتكلمون في أشياء محرمة إلا أنهم يتحدثون بشكل لبق، أنا أستغرب لماذا لا أستطيع أن أتحدث مثلهم! حتى وإن كنت قد ارتكبت ذنوبا أرجو منك أن تساعدني، وجزاك الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mustafa حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإن الفوارق المعرفية والثقافية وطرق التفاعل الاجتماعي وتطوير المهارات الاجتماعية لا شك أن البيئة تلعب فيها دورا كبيرا، وكما ذكرت وتفضلت فالشباب في مصر لهم منهجيتهم في التحدث، وفي التخاطب وفي التفاعل الاجتماعي، وأنت في المنطقة التي تعيش فيها لابد أنه يوجد نوع من الاختلافات، وربما تكون أنت أيضا قد اكتسبت نوعا من المهارات التي يفتقدها شباب مصر، فليس من الضروري أن تكون حياتك كلها إخفاق ونقص وحياتهم كلها نجاح وإيجابية، فلا بد أن يكون لك ما يميزك، ولك ما ينقصك، ونفس الشيء ينطبق على الشباب في مصر.

عموما ليس هنالك ما يدعوك للحسرة أو إنقاص الذات وتحقيرها، لا تكن موسوسا حول هذا الموضوع، أعد تقييم نفسك، ما هي المهارات التي اكتسبتها؟ كيفية الاستفادة منها؟

وبالنسبة لموضوع التواصل مع شباب مصر: هذا ممكن وهذا سهل، الآن الوسائط كثيرة جدا من أجل التواصل، ويمكنك أن تذهب في الإجازات وتتفاعل مع الناس – وهكذا – والإنسان يكتسب مهارات البيئة إذا عاش فيها، هذا معروف وهذا مؤكد.

فيا أيها الفاضل الكريم: لا تقلل من شأنك أبدا، هذا مهم جدا، لا تحقر ذاتك، لابد أن يكون لديك معلومات جيدة وطيبة ومصادر قوة تتميز بها شخصيتك، لكنك لم تستشعرها، لأنك حاولت أن تقارن ما بينك وبين الشباب في مصر، وركزت على مصادر قوتهم، وفاتت عليك نقاط ضعفهم، وفي نفس الوقت لم تركز على مصادر قوتك وركزت على نقاط ضعفك.

والناس يكملون بعضهم بعضا، وهذه هي طبيعة الحياة، وهذه هي سنة الكون، قال تعالى: {نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا} يعني كل مسخر لكل.

فالذي أرجوه منك هو أن تقيم شخصيتك تقييما إيجابيا، وأن تكثر التواصل مع أهلك وأصدقائك في مصر، وفي نفس الوقت تستفيد من مصادر القوة في البيئة التي تعيش فيها الآن في دولة الإمارات، وتحاول أن تتجنب الشوائب والنواقص.

أنت ذكرت أن بعض الناس يتكلمون في أشياء محرمة إلا أنهم يتحدثون بشكل لبق، هل تريد أن تكون مثلهم؟ بالطبع لا، تحدث في الخير، وتحدث في الأشياء الجميلة، احضر محاضرات العلماء، حاول أن تستمع للبرامج التليفزيونية الجيدة، ولا مانع من التقليد والمحاكاة في مثل هذه الحالات، وأرجو أن تعرف أن خير وسيلة لحسن التفوه والمخاطبة واللباقة الكلامية تأتي من خلال المعرفة والاطلاع ومجالسة أهل المعرفة وأهل العلم وأهل الدين والاطلاع.

يجب أن تحمل مثل هذا النموذج في تفكيرك، الأمور لا تأتي هكذا لوحدها، وأرجو أن تكون أكثر ثقة في نفسك، وأسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات