آلام شديدة في المعدة تعيقني عن الأكل.. هل هي حموضة أم وحام؟

0 1191

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في البداية أشكر لكم جهودكم في الإجابة على تساؤلاتنا عبر هذا الموقع الرائع والمفيد، سلمت أناملكم.

أنا سيدة متزوجة منذ ثلاثة أشهر تقريبا، حدث الحمل في شهر 8 ، وعلى حساب الدكتورة التي أراجع عندها قالت إن الحمل بدأ في 11-8-2012

مشكلتي بدأت في بداية الشهر الثاني حيث بدأت أشعر بآلام شديدة في رأس المعدة كانت تعيقني عن أكل ما أريد وحتى عن شرب الماء أحيانا، وإذا كنت جائعة ولو قليلا يبدأ الألم بشكل أكبر بحيث أشعر أن هناك ما يقف على رأس معدتي، ولا أتحمل الوقوف، أحاول تحمل الألم وإقناع نفسي بأني أبالغ أحيانا، ولكن ما أشعر به صحيح.

ذهبت للدكتورة وقالت لي: إنها ارتجاع معدي "حموضة" ناتجة عن إنتاج هرمون البروجسترون الذي يعمل على إرخاء عضلات المعدة أو شيء من هذا القبيل، ووصفت لي نوعين من الأدوية من دون أن تجري أي فحوصات.

1- دواء شرب موكسال.

2- موتيليوم.

أحسست بالفرق في أول يومين فقط من الاستعمال، والآن لا أشعر بأي فائدة من الأدوية إلا دواء الموكسال، فأشعر بتحسن قليل بعدها.

تطورت حالتي الآن، وأصبحت أتقيأ في الصباح قيئا أصفر مرا، وأحيانا بعد كل وجبة طعام لا أرتاح إلا بالقيء، وأصبحت أشعر بالحموضة تحرق صدري، ما الذي يحدث معي؟ هل هو وحام أم التهاب في المعدة أم هو القولون أم حموضة؟ حيث أني أسمع بأن الحموضة تبدأ في الأشهر الأخيرة نتيجة انضغاط المعدة فلماذا بدأت معي بالأشهر الأولى؟ هل يجب علي إجراء فحوصات للتأكد من سلامة المعدة؟

علما بأني لم أكن أشكو من أي شيء قبل الحمل، -ولله الحمد-.

هل هناك دواء فعال، وغير ضار لمثل حالتي؟ وما رأيكم بدواء نيفادوكسين لمثل هده الحالة؟ وإلى متى ستبقى هذه الأعراض والآلام؟ هل ستبقى للشهر الثالث كما يقول البعض أم أنها من الممكن أن تبقى حتى الأشهر الأخيرة؟

حتى الآن لم أفحص حملي بالسونار؛ لأن الطبيبة قالت لا داعي حتى نهاية الشهر الثاني، فهل كان يجب علي التأكد من سلامة حملي قبل نهاية الشهر الثاني؟

أعتذر عن الإطالة، ولكم مني جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد الرحمن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فنشكر لك كلماتك الطيبة, ونسأل الله العلي القدير أن يوفق الجميع إلى ما يحب ويرضى دائما.

وبما أن هذه الأعراض قد ظهرت عندك في الحمل, ولم يكن لديك أي شكوى سابقة مشابهة قبل الحمل, فان هذا يدل على أنها ناتجة عن تأثير هرمونات الحمل على المعدة.

في بعض الحالات قد يكون لدى السيدة ضعف في معصرة المعدة تسمى باللغة العربية الطبية ( معصرة الفؤاد) من قبل الحمل, لكنه بسيط لا يسبب لها أعراضا في الحالة العادية، ولا تشعر به, لكن بعد الحمل فإن هذا الضعف يزداد بفعل هرمونات الحمل, ويصل للمرحلة التي يعطي فيها أعراضا, وقد تكون هذه الأعراض شديدة.

إن الشكوى عندك هي مزيج من الوحم مع قصور معصرة الفؤاد, فحدوث الحرقة هو بسبب قصور في معصرة الفؤاد، وصعود حمض المعدة إلى أسفل المريء, وهذا يحدث بسبب تأثر المعصرة بهرمونات الحمل وتحديدا (البروجسترون ), وهذه الحالة تظهر مبكرا في الحمل، وتستمر طوال فترة الحمل, لأن كبر الرحم فيما بعد سيكون له دور ميكانيكي إضافي فيضغط على المعدة، ويسبب زيادة ارتخاء المعصرة.

أما الإقياءات فهي من أعراض الوحم المعروفة والشائعة, وهي بسبب هرمونات تسمى باللغة العربية الطبية (المنميات الكريونية المشيمة) وهذه تظهر مبكرا جدا في الحمل، ثم تبدأ تخف تدريجيا, لذلك فمن المتوقع أن تخف الإقياءات والغثيان أو تزول كليا بعد 14 أسبوعا.

وكنوع من الاحتياط يجب أن يتم دوما عمل تصوير تلفزيوني بشكل مبكر لكل سيدة تعاني من إقياءات شديدة في الحمل, وذلك للتأكد من أن الحمل هو حمل مفرد، وليس توأم, وللتأكد من أنه حمل طبيعي، وليس عنقوديا –لا قدر الله-.

وكذلك يجب دوما عمل تحليل لوظائف الغدة الدرقية عند وجود إقياءات شديدة, ففي بعض الحالات قد يحدث خلل في نشاط هذه الغدة.

لذلك -يا عزيزتي- إن كانت الإقياءات عندك شديدة كما تصفينها, فيجب عمل تصوير تلفزيوني, وتحليل للغدة هو TSH-FREE T3-T4 وكذلك تحليل للشوارد والأملاح في الدم.

فإن كان كل شيء طبيعيا -إن شاء الله-, فيمكنك التعامل مع هذه المشكلة باتباع التعليمات التالية:

- تناول وجبات متعددة، لكنها صغيرة كل ساعتين لتفادي هبوط السكر ولتخفيف تهيج المعدة.

- والبقاء بوضعية جلوس بعد الانتهاء من الطعام لفترة لا تقل عن نصف ساعة.

- العمل على تفادي الأطعمة المبهرة بكثرة أو تلك التي تكون حادة وحارة.

- تفادي الأطعمة الدهنية والإكثار من البروتينات.

- شرب السوائل المفيدة والماء بكميات كافية, لكن بالطبع على فترات متكررة حتى تتحملها المعدة, مع الابتعاد عن الأجواء الحارة والجافة.

- تقليل شرب القهوة والشاي وكل ما يحتوي على الكافئين.

- عمل بعض النشاط اليومي الخفيف مثل المشي في الهواء الطلق فهذا ينشط الدورة الدموية, ويقوي عضلات الجسم كلها, بما فيها عضلة المعدة بالإضافة إلى أنه يعطي شعورا نفسيا بالارتياح والاسترخاء.

- يمكنك تجربة حبوب فيتامين- B6- عيار 50 ملغ حبة إلى حبتين يوميا فهي مفيدة جدا في مثل هذه الحالات.

- كما يمكنك تجربة شرب منقوع أوراق النعناع أو الزنجبيل أو البابونج لغاية ثلاثة أكواب في اليوم فالكثيرات يشعرن بالراحة عند شربها.

إذا لم يحدث تحسن على الإجراءات السابقة، فيمكن إعطاء الأدوية المضادة للإقياء والمضادة للحموضة, وهي كثيرة ومتنوعة, لكن يجب تجربة الإجراءات السابقة أولا.

نسأل الله العلي القدير أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية وأن يرزقك بما تقر به عينك عما قريب.

مواد ذات صلة

الاستشارات