السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني من مشكلة ولم أعرف كيف أتخلص منها؟ فقد انتشر قديما في منطقتنا السحر، وقد كانت أمي تخاف أي شخص كبير في السن امرأة أو رجل، هذا الأمر انتقل لي أنا وورثت الخوف من أمي حتى الآن، مع أنني –والحمد لله- أحافظ على الأذكار والقرآن، ولكن ما أن أرى رجلا أو امرأة كبيرة في السن، أو شكله يوحي لي برهبة حتى يبدأ الوسواس، حتى أني لا أستطيع النوم، حاولت التخلص من المشكلة، ولكن لم أستطع، وأغلب أخواتي مثلي.
أنا الآن أخاف على أولادي أن يتنقل لهم هذا الوساوس والخوف مثلما انتقل لنا من أمي، فقد كانت شديدة الحرص والخوف علينا، وإذا رأت أحدا كبيرا تحاول أن تخفينا حتى لا نراه، لا أعرف ماذا أفعل؟
أرجوكم ساعدوني فلقد تفاقمت المشكلة، أصبحت أخاف مواجهة الأشخاص الغرباء، وأوسوس كثيرا وأخاف على أولادي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم الزهراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
أيتها الفاضلة هذه المشكلة مشكلة قديمة، وبكل أسف هي مفهوم خاطئ سخيف جدا انتشر بين الناس، وأدى إلى الكثير من التوهم، بل نقول أنه فيه شيء من ضعف الإيمان، وأنا بالطبع لا ألومك حول هذه المشاعر؛ لأن التأثير الإيحائي واضح جدا عليك، والأمر كما ذكرت أصبح متوارثا.
أقول لك أن الإنسان يجب أن يقتنع قناعة صارمة وجازمة ولاشك فيه مطلقا أن النافع هو الله، وأن الضار هو الله، وأنه لن يصيبكم إلا ما كتب الله لكم، وأن المؤمن يجب أن يحسن الظن بالله، وأن يعرف إن كان هنالك سحر فإن الله سيبطله، هذا يكفي تماما من وجهة نظري.
أقول هذا مع تقديري الشديد لأمر الوسوسة الذي أصبح مستحوذا وفارضا نفسه عليك، وهذا أعتقد أنه يتطلب علاجا دوائيا، ولذا أقول لك أقدمي على تناول أحد الأدوية التي تعرف بفعاليتها في علاج قلق المخاوف الوسواسية، الدواء باسم سبرالكس، واسمه العلمي استالوبرام، أرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة (10) مليجرام ليلا بعد الأكل لمدة شهرين، ثم ارفعي الجرعة إلى (20) مليجرام ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضهيا إلى عشر مليجرام ليلا لمدة ثلاثة أشهر أيضا، ثم اجعليها (5) مليجرام أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام، وهذه استمري عليها لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء، هو دواء فاعل وممتاز وغير إدماني إن شاء الله تعالى له قوة خارقة جدا في علاج المخاوف الوسواسية أي كان نوعها.
أيتها الفاضلة الكريمة: أخرجي نفسك من هذا المستنقع الفكري السخيف وذلك من خلال مصاحبة الصالحات من النساء الداعيات -إن شاء الله تعالى- تجدين المساندة والمؤازرة والاستماع بنفح العقيدة الصحيحة، عليك بالدعاء، وأسأل الله تعالى أن يحفظ لك أولادك، وأرجو مخلصا أن لا تتحدثي في هذا الموضوع أمام أولادك حتى لا ينتقل إليهم الأمر.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.