هل ما زال يريدني أم أنه يفكر بفتاة أخرى.. ما توجيهكم؟

0 550

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة عمري 25 سنة، لي سنة منذ أن توظفت، مشكلتي أن زميلي بالعمل، وهو إنسان محترم جدا، وطيب سألني إن كنت موافقة عليه فسيتقدم لخطبتي، ولكنني رفضت؛ لأنه سمين، وتكبرت وقلت له: إذا نحفت سأوافق عليك، وقال لي: أنا مستعد أن أنحف، وكان مندفعا جدا لخطبتي.

هذا الكلام كان في شهر 6 أي قبل رمضان، المهم بدأ الدوام منذ أسبوعين، ولكن لاحظت أنه يتعامل معي بشكل طبيعي، وأحيانا أشعر به يريدني، ولكن توجد مشكلة لا أدري ما هي؟ ولا أعلم لماذا تغير؟ فلما رأيته هكذا أصبحت لا أذهب لمكتبه كحفظ من نوع الكرامة.

مرت الأيام أصبحت لا أراه إلا نادرا، ولكن حالتي النفسية سيئة جدا، أصبحت أحبه أكثر، ولا أفكر إلا به، وأشعر بقهر شديد، وأريد أن أعرف ما الذي حدث، هل أهله مثلا لم يوافقوا علي؟ هذا الاحتمال وارد، وهل في أمل أن يتقدم لي؟ أم أن الأمر منتهي بالنسبة له؟ أم لازال يحاول مع أهله؟

أريد أن أرتاح، وأشعر أنني ضيعته من البداية؛ لأنه كان يموت في، ولكني تكبرت وقلت له انحف.

الآن أريد المساعدة منكم، كيف أعرف إذا كان يريدني أم لا؟ أحيانا أفكر أدخل مكتبه وأسأله إذا كان يريدني، ولكن كيف سأفتح الموضوع بلباقة، وبصورة غير مباشرة، وحفظا لكرامتي؟ أم أنت لديك حل آخر؟ ماذا أعمل؟ أريد أن أقتنع تماما إذا كان يريدني أم لا؟ وكيف أتصرف؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بشرى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه..

نشكرك - ابنتنا الفاضلة – على تواصلك مع الموقع، ونشكر لك هذا الحرص على السؤال، ونرحب بك في موقعك، ونسأل الله أن يلهمك السداد، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

ولا يخفى على - ابنتنا الفاضلة – أن هناك فرقا بين الإعجاب وبين الرغبة الأكيدة في الزواج، وأن مثل هذا الكلام قد يكون معتادا بين الزملاء، قد يكون هو نوع من التجربة، ونوع ممن يقتضيه الوقت والكلام، وليس هناك مصلحة في التواصل مع الرجال بهذه الطريقة، فهذا الشاب إذا كان يريدك عليه أن يبدأ خطوات فعلية، إذا كان فعلا راغبا، وكان جادا في طلبه فعلا، وطلبت منه أن يبدأ أن يغير بمظهره، ينبغي أن يهتم بهذه الناحية، لأن هذا دليل على أنه يرغب في الاستمرار، أو أن الأوراق على الأقل بيده.

كثير من الشباب يتكلم، ولكنه عندما يرجع إلى البيت ليس رفضا لك ولا لغيرك، لكن دائما الموظف الخريج دائما أسرته تعد له قائمة من الخيارات، لأنهم من فرحهم بأبنائهم وببناتهم يعدون لهم شريكة المستقبل للرجل، أو شريكها في المستقبل بالنسبة للفتاة، وهذا من حب الأهل، وهذه ممارسات موجودة عندنا في النظام العربي، والنظام القبلي؛ لأنهم دائما يحرصون على مثل هذه الأمور.

ولذلك أرجو ألا تنزعجي من هذه المسألة، وإذا كان هناك زميلات عاقلات كبيرات على علم بالموضوع فيمكن أن يقمن بالدور، لأن النساء يجدن القيام بمثل هذه الأدوار، كأن تسأله: هل تزوجت؟ متى ستتزوج؟ أو هل وجدت الزوجة (العروس) المناسبة؟ مثل هذا الكلام، أقول: إذا كان عندكم امرأة كبيرة جدا في السن كالعاملات الموجودات - أو كذا - إذا كان هذا ممكن، ولكن الأصل أن تصلي إلى محارمه - إلى أخواته - إذا كان ذلك ممكنا، وأن يصل هو إلى محارمك، لأن الشريعة ترفض هذا التواصل المباشر، وليس فيه مصلحة للطرفين، فإن الرجل أولا كان ينبغي أن يوصل الرسالة بطريقة أفضل من هذا، لكنه تجاوز وأوصلها فإنه يصعب على الفتاة أن تجاريه بنفس الطريقة، ولكن من المناسب أن تنتظري، فإذا جاء خاطب، وطرق الباب يمكن هاهنا أن تخبريه أن هناك من يتقدم، فهل عنده رغبة؟ هل هو على عزمه وعلى فكرته؟

حتى هذا نحن نجد فيه من الحرج، لكن هذه من الأساليب التي تحرك الماء الراكد، وتجعل الإنسان بعد ذلك يرد بالجواب الواضح، الجواب الفعلي الحقيقي، فإما أن يقول (لا، انتظري وأنا عندي كذا، ولك الخيار، وأرجو أن تستخيري، وأنا سأسعدك، وأفعل)، أو إما أن يقول (صراحة أنا مرتبط، ولا أفكر في الزواج حاليا، أو أهلي حددوا لي فتاة من بنات عمي أو نحو ذلك كما هو معروف) نكون بذلك قد خرجنا من الحرج.

ولكن أنا أعتقد أن المدة قليلة جدا، فلا تنزعجي الآن، ولا تحركي ساكنا، وحاولي – بالعكس – أن تكوني في عملك، واعلمي أن قيمة المرأة تزداد عند الرجل عندما تتأبى عليه، وأن الرجل يحتقر المرأة عندما تقدم له التنازلات، فالإسلام أراد للفتاة المسلمة والمرأة المسلمة أن تكون مطلوبة عزيزة لا طالبة ذليلة، والرجل دائما يجري وراء المرأة التي تهرب منه، ويهرب من المرأة التي تطارده وتجري خلفه، ولو حصل أن امرأة بهذه الطريقة تقدمت، وتم الزواج فإنه عند أول مشكلة سيقول (أنت التي جئت ورضيت بي، وجريت ورائي، وأنا كان عندي رأي آخر وكنت أفكر في الانسحاب، لكن رأيتك مصرة وخشيت عليك من الحرج) نحن لا نريدك مستقبلا أن تسمعي هذا النوع من الكلام، فلا تعطي الموضوع أكبر من حجمه، وانشغلي بعملك، وكما هو جعل العلاقة سطحية فاجعليها أنت كذلك، فلا خير في ود يجيء تكلفا، ولا خير في ود امرئ متقلب.

هذه كلها موجودة الآن، فاتركي الأمور تمشي على وضعها، واجتهدي في الدعاء إن كان فيه خير أن ييسر الله الأمر، وإن كان فيه غير ذلك أن يصرفه الله تبارك وتعالى عنك، ويصرفك عنه، لأن هذه المشاعر التي نبتت لم يكن لها غطاء شرعي، ونحن نخاف من المشاعر التي تتمدد بغياب معرفة الأهل، بغياب العلاقة الرسمية، بغياب الخطبة الصريحة، أي مشاعر تتمدد في هذا الاتجاه فهي ليست من المصلحة، لأنها تتمدد دون أن يكون لها غطاء شرعيا، ودون أن يكون فيها مجيء البيوت من أبوابها.

فعليه إن كان راغبا أن يتقدم إلى أهلك، ويطرق الباب، ويقابل أهلك الأحباب، وإلا فعليك أن تشتغلي وتنتبهي لعملك، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

مع ضرورة أن تستفيدي أيضا من الدرس، فلا تستعجلي في رد أي شاب، إذا خاطبك شاب فقولي (لا مانع، لكن عمي فلان، وخالي فلان، وبيتنا في المكان الفلاني) فالذي يريد عليه أن يطرق الباب، ويأتي البيوت من أبوابها، فإذا فتح هذا الباب وجاءت المقابلة، فعندها أيضا الأسرة تطالب بأن يأتي بأمه وأبيه، فتحصل المعرفة ويحصل التوافق والتآلف، وعند ذلك تمضي الأمور في طريقها الصحيح.

أيضا هذا يوفر لك معنى الاحترام والثقة عند أهلك، فإن الرجال دائما - والبيوت دائما - قد يرفضون للفتاة التي تخطب لنفسها، وتأتي بعريسها جاهزا لهم، يفاجئون به، ولكنهم يسعدون مع الفتاة التي تشاورهم وتجعل أمرها إلى أوليائها، وفعلا لأن الرجال أعرف بالرجال؛ ولأن الولي هو مرجع الفتاة، لذلك الشريعة تعطيه هذا الجانب التوجيهي الاستشاري، تعطيه هذه المكانة لأنه أعرف بالرجال، وأهلك أيضا أحرص الناس على مصلحتك، والرجل يظهر له من الرجال، فالرجال أعرف بالرجال.

فإذن أنا أتمنى أن توقفي التفكير بهذه الطريقة، وتشتغلي بعملك، وتتشاغلي بالعكس عن هذا الطلب، وعن تلك الرغبة، وعندها ستمضي الأمور في طريقها الصحيح، وإذا جاءك هذه المرة فقولي له: (ما عندي مانع، ولكن أرجو أن تكلم أهلي، ونبدأ الطريق بخطواتها الصحيحة وفق الضوابط الشريعة التي أمرنا بها رسولنا وجاءت بها هذه الشريعة التي ما تركت خيرا إلا دلت عليه، ولا تركت شرا إلا وحذرت ونهت عنه).

نسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد.

مواد ذات صلة

الاستشارات