تعرفت على صديقة حولت حياتي للأسوأ، ولا أستطيع نسيانها، فما الحل؟

0 581

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا جديدة في هذا الموقع الرائع، بل العظيم، وجزاكم الله كل خير، وجاهدت حتى قمت بالتسجيل معكم، وأرجو أن أكون خفيفة عليكم باستشاراتي التي لا أدري لمن أحكيها، ولا أدري من سيحل عقدتها بعد الله - سبحانه وتعالى-، وأتمنى منكم مساعدتي ولو أنني لا أستطيع تقديم لكم شي غير خالص دعواتي لكم، والشكر الجزيل لحضرتكم.

استشارتي طويلة وكثيرة، فأنا فتاة، في مقتبل العمر، أنعم الله علي بميزات عديدة – والحمد الله،- ولكنني لم أستغلها بالشكل الصحيح، ففي مرحلة الثانوي، كنت نادرا ما أصلي، أما في مرحلة الابتدائي، كنت أصلي وصلواتي كانت منتظمة، حتى أنني كنت أقوم خاشعة في قيام الليل، كنت أحب الناس، اجتماعية الكل يحبني، كانوا الكبار يحبون الاستماع إلى حديثي كأنني فتاة بالغة، كل ذلك تغير منذ وصولي لمرحلة الثانوي، فقد واجهتني مشاكل صحية وغير صحية، جعلتني لا التزم بصلاة، مستهينة بديني، بت أخلع حجابي، واجهت العديد من الشدائد، غيرت أطباعي، فأصبحت أعلي صوتي على أسرتي، ولاحظت وجود مشاكل طبية مثل ضيق التنفس، وكحة، وتسارع نبضات قلبي، وكلما أذهب للطبيب وأجري الفحوصات أجد النتائج سليمة.

عند دخولي للجامعة، تعرفت على صديقة أحببتها من كل قلبي، أسمها لا يذهب من بالي، اعتبرتها أختي، لا بل توأمي، دخلنا الجامعة سويا، وعشنا سويا في السكن الداخلي، ومن هنا بدت حياتي للأسوأ، تعاهدنا أنا وصديقتي أن نكون لوحدنا صديقات لا يقربنا أحد، ولكنها أخلفت بوعدها،وأنا التزمت بذلك لآخر لحظة.

أصبحت هي تصادق صديقات السوء، ولكنها تحبني وتعتبرني أهم ما لديها، وحاولوا صديقاتها الجدد تفرقتنا، وفعلا قاموا بذلك، وهي على علم بأنهم قاموا بذلك عمدا، ولم تدافع عن صداقتنا بل جرحتني، وتارة تتجاهلني، وتارة تتغير علي، وعيشتني في أسوا لحظات عمري، وأنا لا أستطيع أن أغضبها، بل أحن عليها، وإن جرحتني أقوم أنا بالمبادرة.

ثم بعد ذلك عرفتني على شباب، أقمت علاقات حب، وصور، وأسوأ وأسوأ، لا أقول الحق ولكن الجزء الأساسي هي، اللوم علي أنا، ومن ضمن صديقاتها الجدد شخصية غامضة، ولها صديقة أيضا تكرهني وتريد أن تفرقني عنها بأي وسيلة، وذات يوم قصيت شعري، ووضعته في حقيبة يدي ملفوف في ورقة، وحقيبتي كانت في غرفتهم، وتذكرت أنني نسيت الحقيبة في غرفتهم وبها شعري، وعندما ذهبت لأخذها لم أجد شعري ملفوف في الورقة أحدهم أخذه، ولم أكترث وقلت لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.

الآن أنا فتاه جديدة، التزمت وتحجبت ورجعت لديني بفضل - الله تعالى-.

فقط أريد سؤالكم، لا أستطيع نسيان صديقتي، رغم حدوث مشاكل كثيرة بيننا، وجدتي تقول لي: لا تصاحبيها فهي ليست مخلصة، لكنني ليس لدي أصدقاء غيرها ماذا افعل؟

كيف أجدد ثقتي بنفسي؟ وكيف أجعل الناس تحبني؟ وكيف أكتسب أصدقاء يحبوني مثلما يحبون صديقتي، وبالمناسبة هي تصلي، ولكنها غير محجبة، ولها علاقات كثيرة، والبنات يحبونها جدا، وهذا ما يقتلني، أحس أنني وحيدة، وأنا أحب الناس، ولدي صديقات لكن ليس مثلها، وعندما لا تكلمني، أحس نفسي أنه لا يلزمني صداقة الفتيات الأخريات، وأحس نفسي غير سعيدة.

ماذا أفعل؟ وكيف أبعد عني الشكوك بأني مسحورة، كيف أرجع علاقاتي الاجتماعية.

آسفة على الإطالة، وعلى الكلام الغير مرتب، لكنني أحتاج لمساعدتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ almoltazema حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد.

مرحبا بك ابنتنا العزيزة في استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا، ونتمنى أن تجدي عندنا كل مفيد ونافع، ونحن على استعداد لتلقي استشاراتك والإجابة عنها على الدوام إن شاء الله.

ونسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير، ويتولى توفيقك، ونهنئك أولا بالتوبة إلى الله تعالى من ذنوبك السابقة، وندعوك إلى الثبات على توبتك وكوني على ثقة تامة بأن طاعتك لله تعالى ستجلب لك كل خير من دين ودنيا.

ونصيحتنا لك أيتها الغالية، أن تحاولي التعرف على النساء الصالحات والفتيات الطيبات، وهن -ولله الحمد- كثيرات، والأمر يقتضي منك الجد في البحث عنهن في الأماكن التي تظنين تواجد الملتزمات كمواقع أنشطتهن في جامعتك، وكذا في مساجد النساء، ودور تحفيظ القرآن الكريم، وغير ذلك، وستجدين عندهن من الحب لك، والحرص على تقديم الخير لك وعلى ما يسرك، وفي صحبة الصالحات ما يغنيك عن الجري وراء هذه الصديقة التي تزهد فيك، ورضيت بأن تستبدل بك غيرك، وهي مع ذلك لا تستحق أن تحرصي على صحبتها، مادامت بالأوصاف التي ذكرت.

وذكري نفسك على الدوام بأنه لا فائدة تعود عليك من وراء صداقتك لها، وإذا داومت على هذا السلوك فإنك ستنسينها بإذن الله تعالى.

وأما عن السحر، فنصيحتنا لك أن لا تكترثي لذلك ولا تلقي له بالا، فإنه لن يصيبك إلا ما قدره الله لك، ولكن مع ذلك ينبغي أن تحمي نفسك من الشرور كلها، وذلك بالمواظبة على الأذكار، لاسيما أذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم ودخول الحمام، ونحو ذلك.

نسأل الله تعالى أن يدفع عنك كل شر ومكروه.

مواد ذات صلة

الاستشارات