السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا دائم الصلاة والسلام على سيدنا محمد، وأقرأ في السيرة النبوية، وأحاول تطبيق سنته في كل شيء، ولكن قرأت أنه دعا على سبعة من المشركين، وفجأة جاءني وسواس يقول لي كيف يدعو سيد الخلق سيدنا محمد عليهم، وهو نبي الرحمة، وقال عليه الصلاة و السلام في حديث (لم أبعث لاعنا) فماذا أفعل؟ وأخشى أن أقع في دائرة الشك في سيدنا محمد.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
مرحبا بك في استشارات إسلام ويب.
ونحن نهنئك بإكثارك من الصلاة على رسول الله صلى الله وسلم، وهي عبادة عظيمة ستجر إليك خير الدنيا والآخرة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لمن وعده بجعل ساعة دعائه صلاة وسلاما عليه قال له:
(إذا تكفى همك، ويغفر لك ذنبك).
والنبي صلى الله عليه وسلم أرسله الله تعالى رحمة للعالمين كما فهمت، وهو صلوات الله وسلامه عليه أبعد ما يكون عن لعن من لا يستحق اللعن، ولكنه صلى الله عليه وسلم لعن من يستحق اللعن، وهذا بوحي من الله تعالى؛ لأنه لا ينطق عن الهوى، فهو إذن لعن قوما أو شخصا إنما يخبر بإبعاد الله تعالى لهذا الملعون عن رحمته سبحانه، وهو صلى الله عليه وسلم بشر يعمل بالظاهر فقد يلعن من يكون في الظاهر مستحقا للعن، وفي الباطن خلاف ذلك فقد يلعن من يكون في الظاهر مستحقا للعن، وفي الباطن خلاف ذلك، وهو مأمور بالأخذ بالظاهر، والله يتولى السرائر، ومن كمال شفقته ورحمته صلى الله عليه وسلم أنه خاف أن يقع في هذا فدعا ربه سبحانه قائلا: ( اللهم إنما أنا بشر فأيما رجل من المسلمين سببته، أو لعنته، أو جلدته فاجعلها له زكاة ورحمة) رواه مسلم في صحيحه، وفي رواية عند مسلم أيضا ( فاجعلها له صلاة وزكاة، وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة).
وأما الدعاء على من يستحق، فقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم على بعض الكفار والمنافقين، وهم أهل لذلك، وهذا لا ينافي رحمته صلى الله عليه وسلم، وقد فعل ذلك الأنبياء قبله.
وبالله التوفيق والسداد.