السؤال
السلام عليكم
جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه لإخوانكم المسلمين.
إخواني: أنا أعاني من فترة طويلة من ضيق في الصدر -ثقل في صدري- تقارب 8 سنوات، ذهبت لأحد المشايخ وتعالجت بالرقية -والحمد الله- وخفت عندي الكتمة والضيق في التنفس.
لكن لاحظت أنها عادت إلي بضيقة مستمرة وألم في الصدر، مع العلم أنني كشفت على صدري وعملت التحاليل مرتين -والحمد الله- سليمة.
لكن الألم في صدري وتحت الإبط في العضلات عند الضغط على الأضلاع، أحس بضيق بالتنفس إلى أن ضاق صدري عند الخوف من التوتر.
أحيانا فجأة أحس بخوف وضيق بالتنفس وألم في الصدر والبطن ولما أسترخي يذهب تدريجيا.
قرأت عدة مواضيع هنا، والأعراض غالبا يكون ردكم بأنها قلق.
أتعبتني حتى صرت أخاف من الخروج من البيت، دائما في البيت، وإذا شعرت بضيق حاولت أن أشغل نفسي في أي شيء ويذهب، أخاف من السفر.
عمري الآن 29 سنة، ووزني تقريبا 78 طولي 170، بدأت الحالة معي مذ كان عمري 22 تقريبا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فوصفك جيد جدا لحالتك، وأقول لك أنه توجد مؤشرات قوية جدا بوجود القلق النفسي، وتجسد قلقا في أعراض جسدية أكثر من أعراض نفسية، نعم أنت تصاب بشيء من الخوف والتوتر، لكن الضيق في منطقة الصدر، وفي عضلات معينة هو المؤشر الحقيقي الذي يدل على أنك تعاني بالفعل من قلق نفسي، ظهر في شكل أعراض نفسوجسدية.
أنت قمت -الحمد لله- بالإجراء الصحيح، وهو التأكد الطبي من وضعك الصحي، ووزنك وكذلك طولك كلها أراها -الحمد لله- متناسقة ومناسبة جدا.
الذي أرجوه منك أولا هو: ألا تنزعج أن هذه الحالة كانت معك لفترة طويلة، هكذا القلق أصلا، قد يكون جزءا مكونا للشخصية، وبعد ذلك تظهر أعراض قلقية حقيقية، لأن الاستعداد النفسي موجود، والقلق طاقة جيدة، يمكن للإنسان أن يستفيد منها، وذلك من خلال تحسين فعاليته وإنتاجيته، وإيجابياته في الحياة.
ثانيا: هنالك علاجات ننصح بها كثيرا من الناس، البعض يأخذ بها ويستفيد كثيرا، وبكل أسف البعض يهملها تماما، الناس دائما تركز على الدواء في بعض الأحيان، نعم الأدوية لها فعالية ولها فضل كبير في مساعدة الناس، لكن لابد من الأخذ أيضا بالإرشادات الأخرى، فأنت -على سبيل المثال- مطالب أن تقوم ببرامج رياضية يومية، والمشي هو أفضل أنواع الرياضة، المشي ذو التأثير الرياضي، أي المشي السريع، وإن طبقته لفترة ثلاثة إلى أربع مرات في الأسبوع بمعدل ساعة في كل مرة هذا سوف يكن كافيا، وإذا التزمت بهذا البرنامج سوف تحس بتغير غير عادي طرأ على صحتك النفسية، من حيث التوتر، من حيث الضيق، من حيث ضيق التنفس، وفوق ذلك سوف تحس أنك في حالة انسجام مع نفسك وارتياح وتطبع إيجابي.
فإذن -أخي الكريم- الرياضة مهمة، ولها أهمية خاصة في مثل حالتك، فأرجو أن تستفيد من هذا الأمر، وذلك بتطبيق هذه التمارين.
ثالثا: تمارين أخرى وهي تمارين الاسترخاء، منذ أربعين عاما أثبتت جدوها العلاجية إذا طبقت بصورة صحيحة، وأنت ذكرت أنك حين تسترخي يذهب عنك ما بك تدريجيا، ولذا طبق هذه التمارين بصورة علمية، لها أسس علمية، لها معايير، وإسلام ويب لديها استشارة تحت رقم (2136015) توضح كيفية تطبيق تمارين التنفس التدرجي، وكذلك تمارين قبض العضلات وشدها ثم إطلاقها.
وتوجد أيضا كتيبات وسيديهات في المكتبات خاصة مثل مكتبة جرير في المملكة العربية السعودية توضح كيفية القيام بهذه التمارين.
رابعا: لا بد أن تكون لك اطلاعات حول موضوع القلق، هنالك كتاب جيد لديل كارنيجي تمت ترجمته بعنوان (دع القلق وابدأ الحياة) هذا يعتبر من الكتب الجيدة جدا، والتي ننصح بها كثيرا، ونفس الكتاب قد تجده تحت عنوان (سوف تتخلص من القلق وتبدأ حياتك) ومكتبة جرير لديها هذا الإصدار. كتاب الدكتور عائض القرني (لا تحزن) متداول منذ زمن وأنا أعتبر أنه من المراجع الممتازة جدا لإزالة شوائب النفس ومساعدة الإنسان على الاسترخاء والطمأنينة، لكن بكل أسف كثير من الناس يهمل هذا المؤلف الممتاز.
رابعا: اجعل لحياتك معنى من خلال إدارة وقتك بصورة جيدة، كن مثابرا، فاعلا، مفيدا لنفسك ولغيرك، القراءة، الاطلاع، التزود المعرفي، الحرص على صلاة الجماعة، التزود من فيض حلق القرآن، هذا إضافة عظيمة لحياة الإنسان.
النقطة الأخيرة هو أني أرى أنك في حاجة لعلاج دوائي، وهنالك أدوية مفيدة جدا، من أفضل الأدوية التي تفيد في حالتك عقار يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل) واسمه العلمي هو (سلبرايد) هذا أنت محتاج لأن تتناوله بجرعة خمسين مليجراما (كبسولة واحدة) تناولها ليلا لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعلها كبسولة صباحا ومساء، واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها كبسولة واحدة مساء لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم توقف عن تناول الدواء.
وهنالك دواء ثان يعرف علميا باسم (باروكستين) ويعرف تجاريا باسم (زيروكسات) أرجو أن تتناوله بجرعة نصف حبة -أي عشرة مليجرام- تناولها ليلا بعد الأكل لمدة شهر، بعد ذلك اجعلها حبة واحدة ليلا لمدة شهر آخر، ثم اجعلها نصف حبة ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
كما تلاحظ أدويتك أدوية بسيطة، والجرعة جرعة صغيرة، ومن جانبي أسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية، وأشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، وكل عام وأنتم بخير.