طبيبي شخص مرضي بفصام غير متدهور، أرجو التوضيح.

0 512

السؤال

بعد الشكر لهذا الموقع الجليل

والتحية للدكتور: محمد عبد العليم.

النقطة الأولى:

أود ذكر أنه لما ذهبت للدكتور المعالج قال لي: إن مرض الفصام الذي عندي غير متدهور، وأنه غير مؤثر في شخصيتي، وإني من 30% الذين لا يتدهورون، ومع ذلك يصر على أن آخذ العلاج، ولي أكثر منذ 6 سنين ونصف أتعالج، ما معنى كلام الدكتور هذا؟

النقطة الثانية:

أنا أمر بحالة غريبة، أحيانا أراجع ذكرياتي المؤلمة، وكأنها شريط يمر علي غصبا عني، وأحس باليأس، وأني تدمرت، وأن أهلي هم الذين عملوا في هكذا، وأقوم بتعلية صوتي على أمي وأحيانا أشتمها، والله غصبا عني لمدة 10 -15 دقيقة أكثر أو أقل، وترجع حالتي الطبيعية، وأتأسف لها أحيانا أخرى، أتخيل أني تعاركت وذلك في عقلي، وليس تهيؤات، وأتنرفز وأبقى غاضبا جدا، وأحيانا أنفعل على نفسي، وتتغير ملامح وجهي فأظهر وكأني متقلب الأحوال.

وأحيانا عندما أتوتر أشعر بارتعاش يدي، ليس لي شكوى أخرى، علما أني آخذ دواء ابيكسدون (ريسبريدون) 4 مج دائما.

الأسئلة:

أرجو توضيح كلام الدكتور، وهل أحكي لطبيبي على هذه "أحلام اليقظة".

هل سيعدل الجرعة، وما هي الجرعة المناسبة من وجهة نظرك؟ علما أني أذهب وأرجع في الصالة كثيرا، ولما أجلس أهز رجلي، ما هذا العرض؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرض الفصام الآن نحب أن نسميه (أمراض الفصاميات)؛ لأنه ليس مرضا واحدا، نعم هنالك أشياء وعوامل وسمات وصفات وسجايا، وعلامات مشتركة بين أمراض الفصاميات، لكن الاختلافات أيضا موجودة، وطبيبك صادق، بل أعجبني كلامه جدا حين قال لك أنك: أنت من الذين لا يتدهورون، أي الذين لا يتفتت وجدانهم أو كيانهم أو شخصياتهم، أو يفتقدون مهاراتهم؛ لأن مرض الفصام -خاصة ما يسمى بالفصام الهيبفريني Hebephrenic Schizophrenia- قد يؤدي إلى ذلك.

إذن -أخي الكريم- هذه بشارة كبرى حملها لك الطبيب، وأنا كذلك أود أن أحملها لك، وهذا يعني ضرورة الالتزام بالعلاج، والعلاج هنا مهمته أنه وقائي، ويجعل كيمياء الدماغ لديك في وضع منسجم وترتيبي، وهذا لا يؤدي أبدا إلى تطور المرض.

العلاج مطلوب في الأنواع التي يتدهور فيها الإنسان والأنواع التي لا يتدهور فيها.

بالنسبة للحالات التي لا يتدهور فيها مريض الفصام ربما يكون العلاج أكثر أهمية؛ لأنه سوف يمنع هذا التدهور، ويساعد على التعافي والتشافي، وأنا -أيها الفاضل الكريم- أعرف من يعاني من مرض الفصام، وهم أساتذة في الجامعات -هذا الكلام لا مبالغة فيه أبدا- لكنهم حريصون جدا على تناول علاجهم، فيا أخي الكريم: هذا كله كلام طيب وبشارة لك.

ما تمر به من أعراض: كما تعرف أن مرض الفصام ليس فقط أفكارا توهمية أو ضلالية، الفصام يؤثر على الوجدان، على العواطف، قد يؤدي إلى القلق، قد يؤدي إلى وشاوش في التفكير، وضعف في التركيز -وهكذا- وقضية الانفعالات السالبة الزائدة قد تحدث أيضا مع مرض الفصام، فأرجو -أخي الكريم- أن تتحكم في ذاتك، وفي تصرفاتك، وأنت -الحمد لله- مستبصر ومدرك، لا ترفع صوتك مرة أخرى على والدتك أبدا، وأسأل الله تعالى أن يغفر لك ما مضى، وعلى العكس تماما بر الوالدين يساعد على الشفاء، أنا أعرف أنك لم تقصد ذلك، إنما المرض قد يكون فرض نفسه عليك، لكني في ذات الوقت آمل وأتعشم ألا يحدث هذا، لأني أراك إنسانا واعيا ومستبصرا.

أحلام اليقظة هي مجرد تدخلات فكرية قلقية، وأفكار تسلطية، وهذه دائما يتخلص منها الإنسان من خلال صرف الانتباه، فاصرف انتباهك عنها، إذا كنت جالسا فقم، وإذا كنت واقفا فاجلس، اتفل على شقك الأيسر ثلاثا، اقرأ آيتين من القرآن الكريم، اشغل نفسك بشيء معين، اصرف نفسك عنها بما هو أفيد، وهذه طريقة علاجية ممتازة ولكن بكل أسف الكثير يجهلها.

بالنسبة للعلاج الدوائي: الرزبريادون دواء رائع، دواء ممتاز، والجرعة المناسبة لعلاج مرض الفصام هي من أربعة إلى ستة مليجرام، وأربعة مليجرام تعتبر جرعة وقائية، والآن يوجد دواء رديف للرزبريادون يعرف باسم (إنفيجا INVEGA) ربما يكون أفضل قليلا من الرزبريادال، لأن آثاره الجانبية قليلة، لكن من المؤسف أنه مكلف بعض الشيء، لأنه يعتبر من الأدوية الجديدة.

لا أريدك أن تكلف نفسك فوق طاقاتها، فالرزبريادال جيد وممتاز، والطبيب -إن شاء الله- سوف يراقب الجرعة.

هنالك عرض مهم ذكرته، وأشكرك جدا على هذه الملاحظة، وهي أنك ذكرت أنك حين تجلس في الصالة وتكون في وضع الجلوس تهز رجليك كثيرا، هذا العرض بالفعل يحدث نتيجة لتناول الرزبريادون، وأنا على ضوء ذلك أقول لك: بل الطبيب غالبا سوف يقوم بإعطائك عقار (إندرال) ومعه عقار (جونتانتين) أو (آرتين) هذه أدوية طيبة ممتازة للتخلص من هذا العرض.

فيا -أخي الكريم-: كل أمورك طيبة، -والحمد لله تعالى- أنت تبحث عن عمل، وهذا أسعدني كثيرا؛ لأن العمل فيه تأهيل في تطوير المهارات، وأسأل الله تعالى أن يرزقك بما يفيدك، وأشكرك على ثقتك في شخصي الضعيف وفي إسلام ويب، وأقول لك: بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وكل عام وأنتم بخير في هذه الأيام الطيبة.

مواد ذات صلة

الاستشارات