السؤال
السلام عليكم..
منذ ثلاث سنوات بدأت أشعر بأني لا أستطيع أن آخذ نفسا إلا إذا قمت بتثاؤب لأكثر من مرة، وبعد فترة كنت جالسا في مكان عام فانقطع عني النفس، وأحسست أني سأموت، وأني خارج هذا العالم، وبرودة في الأطراف، وتنميل، وعدم قدرة على السيطرة على نفسي، أصبحت أحس أني إذا تناولت الطعام سأختنق، حتى الماء لم أعد أشربه، أصابتني حالة اكتئاب شديدة مع ضيق نفس، وألم في المعدة وحرقة في المعدة، ذهبت لطبيبي وأعطاني الدواء للمعدة، وبعده تحسنت، وأنجبت طفلي.
أخاف أن ترجع لي الحالة؛ لأن ضيق النفس كان يعمل أزمة واكتئاب شديد، ودائما لما يأتيني أقول أني سأموت.
ومنذ فترة رجعت لي الحالة، لكن أقوى من قبل صرت أحس بضيق، والنفس لا يكتمل دائما، وألم في عظام صدري، وضربات قلبي صرت أحسها سريعة، صرت أخاف أن أكون مريضة بمرض خطير!
دائما خائفة وأوسوس وألمس قلبي، وصدري، وبطني أخاف من الأمراض كثيرا، وأخاف الذهاب للمشافي والدكاترة، وهذا يزيد من سوء حالتي كثيرا.
بعدت عن عائلتي، وأهلي، والسبب الخوف من الأمراض والموت، نفسي أرجع طبيعي أتمنى أن يذهب ضيق النفس.
أرجو إفادتي، وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الوردة الذهبية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فنشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، ونشكرك كذلك على وصفك الطيب والجيد لحالتك، وأقول لك بأنه لديك كل المؤشرات التي تشير أنك تعانين من قلق المخاوف الوسواسي، هذا تشخيص معروف لدينا في الطب النفسي، وحالتك من الحالات البسيطة - إن شاء الله تعالى -.
حدث تحسن مرحلي بالطبع، الحالة الآن ليست على شدتها، لكن لديك دائما الوسواس التوقعي أنه سوف يحدث كذا وكذا، وهذا مؤلم نفسيا، لكنه - إن شاء الله تعالى – ليس خطيرا.
أيتها الكريمة الفاضلة: يجب أن تواجهي هذا الفكر من خلال تجاهله وتحقيره وعدم اعتباره، وقولي لنفسك: (هذه الأعراض أتتني منذ قبل الولادة لطفلتي، وأنا الحمد لله الآن بخير) وهكذا. هذا نسميه بالتأثير الإيحائي المعرفي الإيجابي يفيد الناس كثيرا.
الجانب الآخر في العلاج هو العلاج الدوائي، وأنت بالفعل محتاجة لأحد الأدوية الرائعة مثل عقار (إستالوبرام) والذي يعرف تجاريا باسم (سبرالكس)، أرى أنه سيكون مفيدا جدا في حالتك، والجرعة المطلوبة في حالتك هي جرعة صغيرة، والدواء يتميز بأنه ليس إدمانيا، وليس له أضرار على جسم الإنسان، ولا يؤدي إلى تغيرات في الهرمونات النسائية، لكن لا ينصح باستعماله في فترة الحمل.
تبدأ جرعة السبرالكس كجرعة صغيرة جدا، وهي خمسة مليجرام، يتم تناولها ليلا، خمسة مليجرام، يعني أن تقسمي الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام إلى جزئين، وتتناولي نصفها بعد الأكل، ويجب أن تستمري على الدواء لمدة أسبوعين، بعد ذلك ترفعي الجرعة إلى عشرة مليجرام ليلا بعد الأكل، وتستمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضي الجرعة إلى خمسة مليجرام ليلا لمدة شهر، ثم اجعليها خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر أيضا، ثم خمسة مليجرام مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة أسبوعين، وبهذا نكون قد وضعنا الخطة العلاجية الدوائية بصورة ممتازة جدا، جرعة البداية – أو الجرعة التمهيدية – ثم الجرعة العلاجية، ثم الجرعة الاستمرارية والوقائية والتوقف التدريجي.
وأرجو أن تمارسي تمارين الاسترخاء، فهي مفيدة جدا لمثل حالتك، وإسلام ويب لديها استشارة تحت رقم (2136015) بها تعليمات وكيفية تطبيق هذه التمارين، فأرجو الحرص على اطلاعها وتطبيق ما ورد بها.
أرجو أن تطمئني تماما - أيتها الكريمة الفاضلة – حالتك مشخصة، وإن شاء الله تعالى باتباعك لما ذكرته لك سوف يزول عنك هذا الخوف.
احرصي أيضا على الدعاء، وأن تحصني نفسك، واصرفي انتباهك عن القلق والتوتر وذلك من خلال إدارة الوقت بصورة ممتازة، وعدم ترك أي مجال للفراغ، أنت لديك أشياء طيبة وجميلة في حياتك، يجب دائما أن تضعيها أمامك، وتكون في أسبقية أفكارك، هذا يفيدك كثيرا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك العافية والشفاء، وكل عام وأنتم بخير.