السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ابنتي عمرها 19 شهرا، وهي تعاني من سعال ليلي شديد يبدأ عادة بعد النوم العميق، وقد بدأت هذه الحالة لديها منذ خمسة أشهر تقريبا، وعندها قمنا بإعطائها مهدئات السعال، ومضادات الحساسية، ولم تعط نتيجة فعالة فقمنا بإعطائها حقنة دكساميثازون، وانتهى السعال لديها لمدة أسبوعين تقريبا، ثم عاد واضطررنا إلى استخدام أنواع أخرى من مضادات الحساسية، ومهدئات السعال (Sinecod , finallerg)، ولم تكن فعالة أيضا، وقرر لها الطبيب حقنة ديكساميثازون مع أفيل، وهدأ السعال لمدة يومين فقط، ثم عاود الظهور من جديد، ثم قمنا بإعطائها شراب fenistil ، ولم يعط نتيجة تذكر.
بعدها لاحظنا أن السعال يبدأ مباشرة بعد شربها للحليب، وهي في النوم العميق، وتستمر نوبة السعال الشديد حتى الصباح، فقمنا بتغيير نوع الحليب، وجربنا أنواعا حليب بقرية طازجة، ولم تعط نتيجة، ثم إلى نوع خال من اللاكتوز، فهدأت يوما، ثم عادت مرة أخرى، ثم غيرنا إلى بروتين فول الصويا، فهدأ السعال يومين، ثم عاد من جديد، وبعدها ذهبت إلى طبيب آخر، فأعطاها شراب بلسم للسعال، و ketotiphen مضادا للتحسس، ولم تعط نتيجة، فقام بتغيير علاج التحسس إلى نوع آخر اسمه Apidone ، ولم يعط نتيجة أيضا، ثم قمنا بالذهاب إلى طبيب آخر، وقام بعمل جلسة تنفس للبخار، وأعطاها حقنة لم أعلم ما هي، وأعطاها مجموعة أدوية هي:
Prospan
Epicophylline
ocean spray بخاخ لتحسس الأنف، ولكن السعال ازداد بقوة ليوم واحد بعد الجلسة، وانتهى لمدة عشرة أيام، ثم عاد من جديد، وكنا حينها وحتى الآن مداومين على العلاج الذي قرره الطيب، وتجنبنا كل مواد التحسس، والبخور، والأدخنة، ولكن السعال مستمر حتى اليوم.
ما لاحظناه هو أن السعال يبدأ بعد شرب الحليب في الليل، ويكون السعال مع بلغم، ويزداد السعال عندما يتزامن مع وجود سيلان، ونزول للأنف.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصعب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ما تصفه هو حالة تحسس واضحة، فتحسس الجهاز التنفسي يؤدي إلى كل تلك الأعراض التي تشكو منها الطفلة، ولنتعامل مع تلك الأمراض يجب أن نعرف أنها أمراض التهابية مزمنة، قد تخف حدتها مع الزمن عند بعض الأطفال، لكنها لا تختفي، لكن مع تطبيق العلاج والإجراءات الوقائية تقل درجات إصابة الطفلة، وتقل المعاناة من الأعراض الشديدة.
الإجراءات الوقائية هي محاولة تجنب التعرض لمثيرات التحسس بقدر الإمكان، مثل الغبار، ودخان السجائر (إذا كان أحد يدخن أمام الطفلة) والحشرات الصغيرة التي تسكن الأغطية الثقيلة، والسجاد (وذلك بكنسها أو نفضها) والتعرض للشمس، مع تجنب الموكيت الذي لا يمكن نزعه بقدر الإمكان.
في بعض الأحيان القليلة يتم الربط بين الحليب، وبين التحسس للجهاز التنفسي، وإذا تكررت أعراض التحسس بشكل مؤكد مع إعطاء الحليب يمكن استبعاد الحليب من طعام الطفلة مع إعطاءها شراب للكالسيوم، وفيتامين د ، والتغذية مناسبة.
الشق الآخر هو العلاج وينقسم إلى شقين:
أولا: العلاج أثناء الإصابة بالأعراض الحادة، ويكون باستخدام موسعات الشعب في شكل بخاخ (ذو اللون الأزرق أو السماوي) أو جلسات بخار (Nebulizer) واستخدام شراب البردينزون (الكورتيزون) أحيانا، ولمدة قصيرة لا تتجاوز خمسة أيام، وذلك لتقليل التأثير البعيد المدى للموصلات الكيماوية الالتهابية على مجاري التنفس، والتي تطلقها الخلايا عند تفاعلها مع أي مثير للتحسس، وقد يؤدي ذلك في المدى البعيد لتغييرات دائمة بمجاري التنفس (Airway Remodelling).
ثانيا: الشق الثاني من العلاج هو البخاخ الواقي (ذو اللون البني) وهو بخاخ الكورتيزون، وهو آمن، ولا ضرر منه، فقط في عمر طفلتك يجب استخدام جهاز مساعد ليسهل للطفلة استنشاق العلاج (Air Chamber) أو (Spacer).
استخدام المضادات الحيوية، ومضادات البرد، والسعال يكون في أضيق الحدود ومن خلال طبيب متخصص يجيد تقدير المواقف وتحديد احتياجات الطفلة الحقيقة من العلاج.
والله الموفق.