ضيق في التنفس وإرهاق وتعب عند بذل أي جهد.. أرجو المساعدة؟

0 629

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

منذ مدة طويلة، وأنا أعاني من ضيق في التنفس مع الشعور بإرهاق شديد، وتنميل في سائر الجسم، أستيقظ أحيانا من النوم، وأنا فزع وربما أمشي خطوات، وأنا فزع حتى أستيقظ وأحس أحيانا (بردكة) في ضربات القلب، مع العلم أني ذهبت إلى طبيب القلب ثلاث مرات، وعملت تخطيطا للقلب والإيكو، وظهر القلب سليما مئة بالمائة.

ما يؤرقني ويتعبني أني عندما أعمل أي مجهود بدني أحس بعد وقت قصير بتعب وإرهاق، وألم في العضلات، ومفاصل الجسم، مع العلم أني عملت كل التحاليل، وظهرت سليمة جدا، وكذلك عملة إيكو للرئتين من أجل ضيق التنفس، وظهرت الرئتين سليمتين.

أحب ممارسة الرياضة، ولكني لا أستطيع، لأني كلما عملت مجهودا إلا وأحس بالأعراض التي ذكرتها سابقا حتى السلالم لا أستطيع الصعود إليها، وكلما ذهبت إلى طبيب يقول لي: إنك لست مريضا، ويعطيني بعض الفيتامينات، والمقويات، ولكن بدون جدوى مازالت الحالة كما هي.

أرجو من الدكتور الكريم أن يشرح لي حالتي، ويساعدني لأني تعبت كثيرا، وشكرا جزيلا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ياسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبالطبع نحن سعداء جدا أن نعرف أن وضعك الصحي الجسدي بالرغم مما تعانيه من أعراض إلا أنه لا توجد علة عضوية، وذلك حسب الفحوصات الطبية المفصلة التي قمت بإجرائها، وبقي أمامنا أن نفكر في الاكتئاب النفسي؛ لأن الاكتئاب النفسي أصبح الآن يتشكل ويتلون، ويظهر في شكل أعراض قد لا تكون مثالية، أو مطابقة للنوعين والتشخيصين المعروفين بالنسبة للاكتئاب النفسي، لذا نقول أن الاكتئاب قد أصبح اكتئابات، بمعنى أنه تعدد وتشكل، والآلام الجسدية، وافتقاد الطاقات النفسية والجسدية أصبحت علامة مميزة للاكتئاب النفسي خاصة وسط صغار السن.

فيا أخي: أنا أميل كثيرا أن الذي بك هو اكتئاب نفسي، وضيق التنفس لا شك أنه عرض من أعراض القلق، وكثيرا ما يكون الاكتئاب النفسي مصحوبا أيضا بأعراض قلقية.

عدم استمتاعك بالنوم، واستيقاظك وأنت في حالة فزع، لا شك أن هذا قلق نفسي، ويسمى بنوبات الهلع أو الفزع أو الهرع، والرابط بينها وبين النوم معروفة ومثبتة تماما، كما أن تسارع ضربات القلب لا شك أنه عرض من صميم نوبات الهلع والقلق.

إذن أرى أنه من الحكمة أن تعالج حالتك كقلق اكتئابي مصحوب بأعراض الهلع والهرع، وهذا تمثل أيضا في إجهاد جسدي واضح.

إن استطعت أن تذهب إلى طبيب نفسي، فهذا أمر جيد، وإن لم تستطع، فأنا أقول لك أن من أفضل الأدوية التي سوف تساعدك دوائين:
أحدهما أساسي، والآخر يعتبر إضافيا أو مساندا.

الدواء الأساسي يعرف تجاريا باسم (سبرالكس)، ويسمى علميا باسم (إستالوبرام)، والدواء المساعد يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل)، ويعرف علميا باسم (سلبرايد).

جرعة السبرالكس المطلوبة هي أن تبدأ بنصف حبة (خمسة مليجرام) من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام، تناولها يوميا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة – أي عشرة مليجرام – استمر عليها لمدة شهرين، ثم ارفع الجرعة إلى عشرين مليجراما يوميا، وهذه هي الجرعة العلاجية، وهذه استمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى عشرة مليجرام يوميا لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها خمسة مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أما بالنسبة للسلبرايد فجرعته هي أن تبدأ بخمسين مليجراما – أي كبسولة واحدة – تناولها ليلا، استمر عليها لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها كبسولتين في اليوم – واحدة في الصباح وأخرى في المساء – لمدة شهرين، ثم اجعلها كبسولة واحدة مساء لمدة شهر، ثم توقف عن تناول السلبرايد، لكن يجب أن تستمر على الإستالوبرام كما وصفنا لك.

التحسن -إن شاء الله تعالى– يبدأ بعد أربعة إلى ستة أسابيع من بداية العلاج، لذا يعتبر الالتزام القاطع بالعلاج أمرا ضروريا ومهما جدا.

أنصحك أيضا بأن تطبق تمارين الاسترخاء، وإسلام ويب لديها استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن تتطلع على ما بها من تفاصيل مهمة، ودقيقة لكيفية ممارسة تمارين الاسترخاء، وأرجو أن تلتزم بها.

أريدك أيضا أن تبدأ في برنامج رياضي متدرج، ورياضة المشي هي الأفضل، ابدأ بعشر دقائق فقط في اليوم لمدة ثلاثة أيام، ثم اجعلها ربع ساعة يوميا، ثم بعد ذلك ارفع معدل المشي بأن تتباعد خطواتك حتى تحس بالأثر الرياضي، ويكون المشي نصف ساعة لمدة أسبوع، بعد ذلك ارفع المعدل إلى خمسة وأربعين دقيقة أربع مرات في الأسبوع، ثم بعد ذلك اجعلها ساعة كاملة بمعدل أربع مرات في الأسبوع، هذا تمرين متدرج مهم وضروري، -وإن شاء الله تعالى- يساعدك كثيرا.

أرجو أيضا أن تتأكد من مستوى فيتامين دال في الدم، تأكد مرة أخرى، وإن كان هنالك نقص لابد أن تأخذ علاجا تعويضيا.

بعض الناس يستفيدون أيضا من المركب الذي يعرف باسم (Omega 3)، لا مانع أن تتناوله بمعدل حبة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، أنت ذكرت أنك تناولت بعض الفيتامينات والمقويات، لكن الـ (أوميجا ثري) له خاصية معينة في تحسين التركيز، وإزالة الجهد العصبي والنفسي والجسدي، خاصة حين يكون ناتجا من الاكتئاب النفسي.

هنالك دواء مضاد للاكتئاب لم أصفه لك يعرف تجاريا باسم (سيمبالتا)، وآخر يعرف باسم (إفكسر) هذه تعالج الاكتئاب المصحوب بآلام جسدية، لكن أعتقد أن الإستالوبرام سيكون هو الأفضل لك على الأقل في هذه المرحلة.

أيها الفاضل الكريم: أرجو ألا تعطل حياتك أبدا، كن فعالا على النطاق الاجتماعي والعملي والإنتاجي، ولابد أن تكون حريصا على الصلاة في وقتها، والدعاء، وتلاوة القرآن، أحسب أنك حريص على هذا، لكن ذكرته لك من منطلق التذكير لنا ولك، ولكل من يطلع على هذه الرسالة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وكل عام وأنتم بخير، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات