السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا متزوجة، وعمري 21 سنة، تأتيني وساوس من المرحلة المتوسطة، لكنها متنوعة، ومنذ قرابة أكثر من سنة تقريبا لا أدري بالضبط كم، زادت علي الوساوس في الصلاة، والوضوء، والدين، وتعالجت لمدة 6 أشهر تقريبا - ولله الحمد - تحسنت، وقطعت الدواء من كلام الطبيبة لي؛ لأني على وشك الزواج، ولكن لم تذهب الوساوس كليا، وأشعر بالحلم، وعدم الإحساس بنفسي لم يذهب، فهو يلازمني من أول ما أفتح عيني إلى أن أغمضها، والآن زادت الوساوس بالصلاة، والوضوء، تقريبا أجلس ساعتين لأنهي وضوئي وصلاتي، والوساوس ليست تكرار في الوضوء، لا أعرف كيف أشرحها!.
في طهارة الأشياء أجلس أراجع نفسي قبل أن أصلي ماذا لمست، وفي ظهور شعري في الصلاة، وإذا كان ورائي درج فيه أشياء فيها اسم الله عز وجل أفكر، هل يصلح أن أعطيها ظهري، أشياء كثيرة أتعبتني، علما أني أتركها كثيرا، وأحاسب نفسي كثيرا على الكلام، وقبل أن أقول قصة أو أي شيء أراجع نفسي بشكل متعب، هل هي حرام أم لا؟ وأنا الآن حامل في الشهور الأولى، أرجو الإفادة، هل من دواء ينفع مع الحمل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
أيتها الفاضلة الكريمة: هكذا هي الوساوس القهرية دائما تصيب الطيبين، وأصحاب الخلق والدين، ونسأل الله تعالى أن يصرفها عنك، وأؤكد لك أن الوساوس ليست ضعفا في شخصيتك، ولا قلة في إيمانك، بل على العكس تماما، هي من صدق إيمانك، كما ذكرت الوساوس دائما تصرف إن شاء الله تعالى من خلال تحقيرها، وعدم اتباعها وعدم إخضاعها للمنطق؛ لأن الوساوس في الأصل لا تقوم على المنطق.
الوساوس الخاصة بالوضوء والصلاة تعالج من خلال الإصرار، وعدم التكرار، وحتى العلماء جزاهم الله خيرا لهم آراء متميزة جدا في موضوع سجود السهو بالنسبة للموسوس، نصيحتي لك في موضوع الطهارة .... حددي كمية الماء بالنسبة للوضوء ولا تتوضئي بماء الصنبور ضعي الماء في إناء، وحددي كمية الماء، وتذكري أن الإسراف مذموم، وأن الرسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ بالقليل من الماء، وحين تبدئي في الوضوء أكدي على نفسك الثقة، بمعنى بعد عقد النية حين تغسلي يديك قولي لنفسك غسلت يدي، ثم انتقلي إلى المضمضة والاستنشاق، وفي كل مرة أكدي على نفسك الفعل قولا وفعلا، سوف تجدين أن الأمر في غاية البساطة، وحددي الزمن، وهكذا.
إذن هذا هو المطلوب، بقية الوساوس يتم علاجها بالتجاهل، وفعل ما هو ضدها، ولا تسرفي أبدا في موضوع المنطق، أي لا تحاولي أن تقنعي نفسك أن الوساوس حقيقية، الوساوس ليست حقيقة، وهي سخيفة، وتفرض نفسها ومن خلال ذلك يتم التعامل معها -إن شاء الله تعالى-.
العلاج الدوائي أنا أبشرك جدا بأنه توجد أدوية سليمة جدا في الحمل، وعقار بروزاك هو على رأس هذه الأدوية، ويمكن تناوله طيلة فترة الحمل، والجرعة هي كبسولة واحدة في اليوم، ويمكن أن ترفع إلى كبسولتين في اليوم، بعد مضي أسبوعين من بداية العلاج، والوساوس دائما تحتاج لفترة علاج أطول فيما يخص العلاج الدوائي، وأنا أعتقد أن فترة عام أقل فترة للاستقرار على الدواء حتى تكون النتائج جيدة وممتازة.
قبل بداية الدواء لا بد أن تطلعي طبيبتك ( النساء والتوليد)، وإن قابلتي طبيبا نفسيا، فهذا أيضا أمر جيد، أطلعي الطبيبة ودعيها تشاركنا في القرار أن تبدئي العلاج الدوائي بالنسبة لي كمختص في الطب النفسي، أعرف تماما أن البروزاك هو دواء سليم جدا في الحمل.
وللمزيد من الفائدة يمكنك مطالعة الاستشارات التالية حول علاج وساوس الطهارة سلوكيا 274477- 275960 - 266975.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، وكل عام وأنتم بخير.