حياتي الخاصة غير مستقرة بسبب سفر زوجي، فما نصائحكم؟

0 516

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

قد يكون طرح المشكلة صعب علي، ولكن الأمر وصل إلى حد لا يطاق تعبت نفسيا، سأذكر نقطة مهمة لعلها تساعد في إيضاح المشكلة.

أنا متزوجة منذ سبعة أشهر، وبسبب ظروف دراسة زوجي، فهو بعيد عني، ولا نلتقي كثيرا، وعندما يأتي الآن لزيارتي أتمنى أن يغادر سريعا بسبب هذه المعاناة.

ما يضايقني، ويقلقني معاتبة زوجي الدائمة لي في شأن الجماع؛ لأنه من بداية زواجنا التي هي هذه اللحظة لم يحدث بيننا جماع حقيقي، أشعر بخوف وتردد، وألم غير طبيعي، وإذا أصر على ذلك، أشعر بضيق، وأبكي مما يجعله يتضايق، وأحيانا يجرحني في كلامه، وحاولت كثيرا، ولكني في كل مرة أفشل ربما الأمر الذي يخيفني كثيرا هو شعوري بجهالة تجاه هذه الأمور.

أعذروني إن أطلت في الكلام، ولكم مني خالص الشكر والاحترام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ باغية رضى ربي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

حقيقة يجب أن نثمن شجاعتك، وعلى طرحك لهذا الموضوع، ولا حياء أبدا في هذه الأمور، اللجوء إلى المختص أمر مرغوب - إن شاء الله تعالى – وأنت مأجورة على ذلك.

كثيرا ما تفرض علينا مجتمعاتنا ألا نتحدث في هذه الأمور، ومن وجهة نظري أن هذا خطأ، نعم الإنسان يتحلى بالسرية، لكن يجب ألا تصل هذه السرية لمرحلة الكتمان، وعدم الاستعانة بالمختص.

أولا: أنا أؤكد لك أن هذه الحالات يمكن أن تعالج، لكنها تتطلب تعاونا ما بين المعالج، وما بين الزوجين. كثير من الأزواج قد لا يقدمون على طلب المساعدة الطبية النفسية، وهذا خطأ كبير.

الآن مشكلتك أنت واضحة بالنسبة لي، لكن مشكلة زوجك غير واضحة، وذلك لسبب بسيط، وهو لأنه لم يتواصل معنا، والسبب في ذلك مقدر ومفهوم.

معاناتك وشعورك بالألم أثناء الجماع: هذا يحدث لحوالي عشرين إلى خمسة وعشرين بالمائة من النساء، والسبب في ذلك أن المخاوف حول المعاشرة الجنسية أيضا موجودة في مجتمعاتنا نسبة للمفاهيم الخاطئة التي تسمعها البنت قبل ليلة الزواج مثلا، وهذه تؤدي إلى ارتباطات شرطية سلبية جدا لدى المرأة.

بعض النساء أيضا لديهن احتقان في الحوض - أو التهابات - وهذا قد يؤدي إلى ألم أثناء الجماع، ومن الأسباب المهمة والضرورية جدا ما نسميه بالتشنج المهبلي، والمقصود بذلك هو أن فرج المرأة به مكونات عضلية، وهذه المكونات العضلية قوية جدا.

لدى بعض النساء خوف أكثر من اللزوم حول المعاشرة الزوجية، وهذا يؤدي إلى انقباضات عضلية في الثلث الخارجي من الفرج، وهذه الانقباضات هي انقباضات لا إرادية، لكن الخوف يلعب فيها دورا، وتنتج انقباضا عضليا شديدا جدا في عضلات الحوض، وكذلك في عضلات الفخذين، وهذا بالطبع يصعب عملية الإيلاج والمعاشرة الزوجية على الزوجين، وتكون الزوجة أكثر ألما وقلقا.

هذه الحالات تعالج من خلال:
أولا تغيير المفاهيم، وأهم مفهوم يجب أن تغيريه أن ما يسمع عن الزواج، وعن المعاشرة، وليلة الدخلة ليس صحيحا، وبمقارنة بسيطة بين رأس الطفل، والعضو التناسلي للرجل سوف تتضح الفروق الكبيرة جدا، فنفس الفتحة التي يتم فيها الإيلاج هي الفتحة التي يخرج منها رأس الطفل.

فإذن من الناحية التشريحية المهبل (أو الفرج) يحتوي تماما ذكر الرجل بدون أي صعوبة، هذا يجب أن يكون مفهوما لديك، وهذا يساعدك كثيرا في التغيير المعرفي النفسي.

ثانيا: يجب أن تتدربي على تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، ولدينا في إسلام ويب استشارة تحت رقم (2136015) حاولنا أن نوضح فيها قدر المستطاع التعليمات البسيطة التي تبين كيفية هذه التمارين، ومن يطبقها لا شك أن ذلك سيؤدي إلى استرخاء عضلي، وتحسن مزاجي مما يشعر الإنسان بالطمأنينة، فأرجو أن تمارسيها.

ثالثا: توجد أدوية مضادة للمخاوف، هنالك دواء يعرف تجاريا باسم (سبرالكس)، ويعرف علميا باسم (إستالوابرام) من الأدوية الممتازة جدا، والجرعة المطلوبة في حالتك هي خمسة مليجرام – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – يتم تناولها يوميا لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول هذا الدواء.

وهنالك بعض الكريمات الموضوعية، وهي نوع من البنج الموضعي يستعمله بعض الناس، وإن كنت لا أميل لذلك كثيرا.

إذن بالنسبة لك خطة العلاج واضحة جدا، وبالطبع إذا وافق زوجك أن تذهبي وتقابلي الطبيب، فهذا أيضا جيد ومفيد، وهنالك بعض المعالجات الآلية التي تستعمل لتوسيع فرج المرأة مثلا، لكنها غير مقبولة في مجتمعاتنا.

بالنسبة لزوجك الكريم: يجب أن تقابليه بشيء من الود والعطف، وأن تشرحي له ما ذكرناه لك، لا عيب في ذلك أبدا من أنك تعانين من كذا وكذا، وهذا يجعله - إن شاء الله تعالى – يركز أكثر على المداعبة، واللعب الجنسي المشروع، هذا يهيئ المرأة ويهيئ الرجل كذلك، وإن شاء الله تعالى تتسهل الأمور بالنسبة لكما.

هذا هو الذي أنصح به، ولابد أن تقبلي زوجك، ولا بد أن تجدي له العذر، وأنا أؤكد لك أن عملية المعرفة في المعاشرة الزوجية ليست ضرورية، لأن هذا الأمر غريزي وطبيعي ويمارسه المتعلم وغير المتعلم، فإذن الفروقات هنا ليست ضرورية أبدا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات