السؤال
أنا شاب بعمر 29 سنة، أعوذ بالله وأسأل الله أن يتوب علي، قبل 25 يوما ارتكبت الفاحشة مع إحدى الفتيات، وبعدها بأسبوع بدأت الوساوس لي أنني مصاب بالإيدز، وبسبب خوفي وجزعي بدأت أحس بارتفاع درجة حرارتي، وأصبحت لا أنام الليل من شدة الوسواس، ولدي اعتقاد بأنني أصبت، وبعد مرور 14 يوما عملت فحص بالاليزا-والحمد لله- كان سلبيا، لكني مازلت على وسواسي وأرقي، وأدعو الله في كل سجود أن ينجيني، ويجعلها لي توبة من الزنا.
سؤالي: بماذا تنصحونني؟ وماذا يجب علي أن أعمله؟ أرجوكم ردوا علي، فحالتي النفسية سيئة ولا أنام، ولا أتذوق طعما لطعام.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو الحسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
لا شك أن الزنا فاحشة وذنب عظيم وهو ظلم للإنسان، يظلم نفسه بنفسه، وهو تحقير للذات، أسأل الله تعالى أن يتوب عليك، واستر على نفسك، وشروط التوبة معروفة يجب أن تأخذ بحذافيرها، وهذا هو الذي يصد عنك هذه المخاوف الوسواسية التي أصابتك.
الخوف الذي أتاك سببه نفسك اللوامة، والنفس اللوامة مطلوبة في مثل هذه الحالات، فأرجو أن تستفيد منها بحيث لا ترتكب مثل هذا الجرم والذنب مطلقا، وتندم على ما سبق، -ويا أخي الكريم- النفس اللوامة إذا اتبعتها فستنقلك -إن شاء الله تعالى- إلى النفس المطمئنة.
أيها الفاضل الكريم: لا أعتقد أنك محتاج إلى إجراء أي نوع من الفحوصات، لقد قلت (أن يجعلها الله لك توبة من الزنا) يجب أن تكون توبة بالفعل، وأسأل الله تعالى أن يتقبل الدعاء، ويجب أن تكون صارما مع نفسك، وتحبط كل دسائس النفس، وتجميلها للحرام.
أيها الفاضل الكريم: أنت -الحمد لله- بلغت من العمر مبلغا يؤهلك للزواج، ولديك وظيفة محترمة، أرجو -أيها الفاضل الكريم- أن تستبدل ما هو كريه وحرام بما هو طيب وحلال وجميل، هذا يطمئنك طمأنة كبيرة.
لتتخطى هذه الوساوس والمخاوف أريدك أن تتخطى الجانب المرضي فيها، ولا أريدك أبدا أن تتخطى العبرة التي يجب أن تتعلمها منها.
عقار سبرالكس Cipralex واسمه العلمي هو استالوبرام Escitalopram جيد في إزالة المخاوف، وأنت محتاج إليه لمدة قصيرة، ابدأ بـ(5) مليجرام أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشر مليجرام استمر عليها لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة أي عشرة مليجرام يوميا لمدة شهرين، ثم اجعلها (5) مليجرام يوميا لمدة أسبوعين، ثم (5) مليجرام يوما بعد يوم أسبوعين ثم توقف عن تناول الدواء.
أيها الفاضل الكريم: كن دائما في صحبة الصالحين، وطور نفسك مهنيا، وصل مع الجماعة، وأكثر من الاستغفار، وهذا يجعلك تعيش في سعادة ورضا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.