السؤال
السلام عليكم.
أنا تعبان نفسيا، أنا شاب عمري 21 عاما، لست متزوجا، كنت أستخدم أدوية (إيفكسور سيتالوجون 20 فافرين) مررت بظروف وتندمت أني استخدمت الأدوية، لأني نصحت بها في وقت ما، أصبت بالاكتئاب النفسي الشديد، أتمنى الموت الآن وأفكر بالانتحار، لا أعرف ماذا أقول، لا أستطيع أن أصف حالتي، الآن تركت استخدام الأدوية منذ شهرين، أتوهم الأمراض النفسية، كالفصام والأمراض الذهانية، وحالتي سيئة جدا، وأنا أيضا حساس، كرهت أهلي ونفسي، وكل شيء، فقدت الأمل، وأيضا سبب ترك الأدوية أني طلبت من الطبيب أن أتركها، وقال لي اتركها، وسبب تركي لها أني لم أجد أي تحسن، ولو كنت أعرف عن مخاطرها لما استخدمتها.
أيضا عندي وسواس قهري، وقد زاد، لا أعرف هل من الأدوية، أم من ماذا، لم أر اهتماما من أحد، حتى الطبيب، قد يكون كلامي هنا غير مفهوم بعض الشيء، من شدة الحالة التي أمر بها، هل يوجد حل لمشكلتي؟ وهذا جزء بسيط عني، لأني سبق وأن قلت إني لا أستطيع أن أتكلم وأجمع الكلام، وأصف حالتي بأحلام غريبة، كذلك التدخين الكثير بشكل عجيب، لم أكن هكذا إطلاقا، أناقض نفسي أحيانا، هل يوجد حل؟ لا تتجاهلوا رسالتي، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ كآبة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فنشكر لك تواصلك مع إسلام ويب، ولا أريدك أخي الكريم أن تنعت أو تصف نفسك بالكآبة، فرحمة الله واسعة جدا، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يحب الفأل في كل شيء، حتى في وجود المرض، فكان يقول: (لا بأس طهور إن شاء الله) ودخل على رجل فقال له هذا الدعاء فقال الرجل: بل حمى تفور على شيخ كبير كيما تزيره القبور؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "فنعم إذن" أراد النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يضيء الجانب الحسن من الأمر، ويلفت نظر الشيخ بأن هناك ثمة فائدة لمرضه وألمه وشقائه؛ لكن الرجل المريض لم يشأ إلا أن يرى أسوأ ما في الأمر، ويقف عنده لا يبرحه، فالدنيا بخير، والحياة طيبة وجميلة أيها الفاضل الكريم.
العثرات النفسية وعسر المزاج كثيرا ما يضع الإنسان في زاوية يصعب عليه التحرك منها، لكن الإنسان بقوته وتوكله على الله وإصراره على الإنجاز وإصراره أن يكون مفيدا لنفسه وللآخرين، يستطيع أن يكسر هذه الحلقات الاكتئابية، ويخرج للدنيا، ويعيش ويحس جمالها وخيرها - إن شاء الله تعالى - .
الذي أراه من خلال رسالتك أن الوسواس القهري هو الذي يسيطر عليك، وأتفق معك أن الوساوس حين تكون مستحوذة وثقيلة على النفس وملحة تؤدي إلى اكتئاب نفسي، 60% من الذين يعانون من الوساوس القهرية يعانون أيضا من الاكتئاب النفسي، وبفضل من الله تعالى الآن الأدوية مطروحة، معظمها تعالج الاكتئاب النفسي والوساوس القهرية في ذات الوقت، ولا أقول لك أن العلاج الدوائي هو المنهج العلاجي الوحيد، لا.. توجد مناهج أخرى كثيرة جدا، منها: الاستبصار، المساندة، تقوى الله وهو علاج عظيم، العلاج النفسي المعرفي، تطوير المهارات الحياتية والمهنية والاجتماعية، التواصل الاجتماعي، التفكير الإيجابي، إدارة الوقت بصورة طيبة، وهذا يعني إدارة الحياة، فكل هذه علاجات، وعلاجات متاحة لأي إنسان، يجب ألا نتوقع أن التحسن سوف يأتينا آليا، لابد أن نبحث عنه، هو لن يبحث عنا، ولن نبحث عنه إلا من خلال الآليات التي ذكرتها.
أيها الفاضل الكريم: أنا أأسف جدا إن كنت لم تجد الرعاية التي تتوقعها من جانب الطبيب، لا أعتقد أنه يضمر لك سوءا أو شيئا من هذا القبيل، ربما مشغولياته، ربما أسباب أخرى غير معروفة جعلته يتشاغل عنك، فإن شاء الله تعالى أنت محط الاهتمام والتقدير، وهذا هو منهجنا هنا في إسلام ويب على الأقل، وأنا متأكد أن الأطباء قد أقسموا أن يرعوا مرضاهم وأن يقدروهم وأن يحترموهم وأن يساعدوهم وأن يعالجوهم، هذه مبادئ لا أحد يستطيع أن يحيد عنها.
فيا أخي الكريم: أرجو حتى وإن عوملت معاملة غير طيبة من جانب هذا الأخ الطبيب أرجو ألا يكون ذلك تعميما فكريا يفرض نفسه عليك ويجعلك تتخذ مواقف سلبية من الطب والأطباء، لا ، الطب سبب من الأسباب التي سخرها الله تعالى لمساعدة العباد، ويمكنك أن تذهب إلى نفس الطبيب النفسي، أو تذهب إلى طبيب آخر، وبجانب ما ذكرته لك سوف تجد المساعدة والمساعدة المتقنة جدا - إن شاء الله تعالى -.
أما بالنسبة للأدوية: أنت تناولت ثلاثة أدوية، لا أعرف إن كنت تناولتها كلها مع بعضها البعض أم في فترات مختلفة، يجب ألا نحكم سلبيا على الأدوية، نعم الإنسان قد لا يستفيد من هذه الأدوية، قد تكون الجرعات ليست صحيحة، قد تكون الأمور ليست مرتبة، وهكذا.
فاطمئن تماما، واذهب إلى الطبيب، وإن لم تشأ أن تذهب إلى الطبيب هنالك دواء واحد فقط يعرف تجاريا باسم (بروزاك) ويعرف علميا باسم (فلوكستين) هو من الأدوية الفاعلة الممتازة جدا، ويمكنك أن تتناوله بجرعة كبسولة واحدة يوميا لمدة أسبوعين، ثم اجعلها كبسولة يوميا لمدة أربعة أشهر، ثم كبسولة واحدة يوميا لمدة ستة أشهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
لا تفكر في الانتحار، فهو لا يناسبك أبدا، أنتم مسلم، وأنت - إن شاء الله تعالى – في حفظ الله ورعايته، وعش على الأمل والرجاء، أسأل الله أن يفرج عنك في هذه الأيام الطيبة الجميلة.