السؤال
السلام عليكم
أنا متزوجة منذ 5 سنين، ولي 3 أطفال، وكانت ولادتهم طبيعية -لله الحمد والمنة-، مشكلتي أن لدي ضعف في الإحساس بالمنطقة الحساسة، ولم أعد أستمتع بالجماع كما كنت في السابق، وأغلب الأوقات لا أشعر بالراحة بعد الجماع علما بأن آخر ولادة كانت قبل 8 أشهر، وبعد الولادة لم أجر عملية تضييق المهبل، هل وسع المهبل وقرب آخر ولادة هما السبب؟ أم أنني أعاني من تأخر الإيلاج؟ وهل هناك علاج لذلك خاص بالنساء؟ وهل تنصحوني بتضييق المهبل؟
أفيدوني، جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد الرحمن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
كثير من الزوجات، وحتى الأزواج يظنون أن اتساع المهبل بعد عدة ولادات هو السبب الرئيسي في تغير العلاقة الخاصة، فتبدأ الوساوس والظنون والمشاكل، ويبدأ التفكير في العمليات الجراحية لإصلاح هذا الخلل الكبير كما يتوهمون، ويتناسون الحلول والأسباب الأخرى.
اتساع المهبل في حد ذاته ليس عائقا للعلاقة الخاصة، بل يمكن تخطي ذلك بعدة أمور:
1. عمل تمارين لعضلات الحوض بانتظام والاستمرار عليها، وهي ما تسمى ب( تمارين كيجل ) - لها شرح مفصل في الإنترنت - وقد وجد أنها ذات فعالية عالية في شد عضلات المهبل لو تم ممارستها بشكل صحيح وبانتظام، وقد تظهر النتائج بعد 3 أشهر من التمارين، بل هي حتى أفضل من العمليات الجراحية لتضييق المهبل، وذلك أن الجراحة فقط هي تضييق ظاهري للمهبل، وليست شد لعضلاته فبعد سنوات عديدة من العملية سيرجع المهبل للارتخاء بعكس التمارين لو انتظمت المرأة عليها.
2. ممكن كذلك عمل تمارين للفخذ مع تمارين كيجل لتقوية العضلات القريبة من المهبل، وتقوية المنطقة ككل، وكلا التمرينين بسيط وسهل، ولا يأخذ من الوقت والجهد الكثير ولهما نتائج طيبة بإذن الله.
3. مناطق الاستثارة عند المرأة متعددة ومنها، مواضع معينة في المهبل، وليس المهبل كله كالمنطقة الأمامية من المهبل خاصة التي تقع خلف عظم العانة، البظر من أكثرها حساسية، والشفران الصغيران، فالانتباه لذلك مهم لتحقيق المتعة لكلا الزوجين.
4. تغيير أوضاع الجماع: وأراها من أكثرها مساعدة على تخطي عقبة اتساع المهبل، وهذا ليس بدعا جديدا بل إن الله أباح ذلك في قوله سبحانه:{ نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم } سورة البقرة، فلك الرجوع لتفاسيرها وستستشعرين عظم هذا الدين وكماله.
هذا ما ذكرناه سبب واحد، لكن كما قلت هناك عدة أسباب وعوامل قد تؤثر على رغبة المرأة، والعلاقة الخاصة كالعوامل النفسية والاجتماعية والصحية والجسدية وسأذكر بعضا منها:
1. العوامل الجسدية: زيادة أعباء العمل على المرأة خاصة عندما تخرج للعمل، فمسؤوليات المنزل، والعمل، والمتطلبات جعلها متعبة ومنهكة لا تبحث إلا عن الراحة، وغير قادرة على قبول اللقاء أو التهيؤ له.
2. العوامل النفسية: انشغال فكرها وتوترها بسبب كل هذه المسؤوليات يجعل ذهنها مشوشا خاصة في وجود رضيع، أو طفل صغير حيث اهتمامها يزيد، فلا تستطيع أن تعيش العلاقة بهدوء، ومتعة لانصراف ذهنها، أو أن تكون خائفة من الحمل خاصة إذا لم تستخدم أي مانع.
3. الأدوية: استخدام بعض الأدوية كموانع الحمل الهرمونية قد تسبب قلة الرغبة عند بعض النساء.
4. العوامل الصحية: وجود بعض الأمراض المزمنة قد يؤثر في العلاقة.
5. قلة المعرفة والعلم: حيث إن الزوج قد لا يتفهم رغبات زوجته، فالمرأة ليست كالرجل، فاستثارتها يحتاج إلى وقت من المداعبة والتلطف، وكذلك بلوغ النشوة لديها يتأخر عادة عن الرجل، وهذا يحتاج إلى نوع من المصارحة والتفاهم لدى الزوجين.
هذه العوامل كلها يمكن علاجها وحلها بقليل من الصبر والتفاهم، فعليك أن تعرفي حقيقة ما تعانينه وتبدئي بحله، وخصصي لكما وقتا، أو إجازة من فترة لأخرى تستعيدون فيه ذكرياتكم، وعلاقتكم بعيدا عن مشاغل الحياة وهمومها.
وإذا استمرت المشكلة، فعليك بزيارة طبيبة نسائية للاستشارة.
وأنصحك بالرجوع إلى بعض الكتب المتخصصة في ذلك، -والحمد لله- الكتب الإسلامية أصبحت متوفرة ومنها:
1. تحفة العروس للاستانبولي.
2. 100 سؤال وجواب عن العلاقات الزوجية والمشاكل الجنسية للدكتورة سلوى بنت محمد بهكلي ( أجزاء متعددة ) ......وغيرها
أسأل الله أن يصلح أمورك، ويوفقك لخيري الدنيا والآخرة.
والله أعلم.