السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم.
أنا فتاة أبلغ من العمر 13 سنة، لدي منذ الولادة على يدي اليمنى شامة حمراء اللون، من الأصابع حتى الكتف، وقليل من الظهر، وأحد أثدائي، وعندما أمرض بارتفاع درجة الحرارة يتفتح اللون إلى الوردي الفاتح، وعند الدورة الشهرية يتحول لونها إلى قريب الأسود، وقد عرضت على طبيب جلدي وأجرى على يدي الليزر (جزء بسيط من يدي) لكنه ترك علامة سوداء وأثرا لم يختف حتى اليوم، لكن عند الضغط على أي منطقة في اليد يرجع لونها أبيض، وبعد ثوان قليلة يرجع إلى اللون الأحمر.
أرجو أن أجد العلاج المناسب، وهل يمكن إجراء عملية أو ليزر أو أي شيء للتخلص منها؟
علما بأنها ليست وراثة، بل قيل إنه بسبب الولادة ربما حصل ضغط على اليد، والبعض الآخر يقول هي عبارة عن شعيرات دموية تحت الجلد ويمكن إزالتها بالليزر.
أرجو التوضيح إن كان هناك علاج، ولو كان غالي الثمن، أو تدلنا على مكان ولو كان خارج قطر، جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
ما تصفينه من حالتك هو ما يسمى بالوحمة الدموية (HEMANGIOMA) والوحمة الدموية عبارة عن ورم حميد يحدث بسبب زيادة تكاثر الخلايا الوعائية الدموية، وهي مشكله شائعة، حيث تصيب طفلا واحدا من كل 100 طفل يولد، وهي أكثر شيوعا في الفتيات عن الأولاد بمعدل 5 إلى واحد، ويمكن أن يظهر هذا النوع من الوحمات في أي مكان من الجسم، رغم أنها في أغلب الأحيان تصيب الرأس أو العنق بنسبة 70-80 ٪، وأيضا الأطراف، وتحدث إما نتيجة توسع في الأوعية الدموية، أو نتيجة تغيرات خلقية، ويكون ظهورها إما بعد الولادة مباشرة، أو خلال الأسابيع الأولى منها، وفي الغالب فإن هذه الوحمات تنمو ويزداد حجمها في السنة الأولى، وبالذات في الفترة من 3 إلى 9 أشهر، ثم تستقر في السنة الثانية، وتبدأ في الضمور بعد ذلك حتى تضمحل وينكمش نصف حجمها في سن الخامسة، و90% منها تصبح على مستوى الجلد عند بلوغ 9 سنوات، وقد تختفي كليا، أو قد تبقى، خاصة إذا كانت الوحمة كبيرة -كما في حالتك.
هذه الوحمات الدموية حميدة كما أسلفنا، ولكن من أهم مضاعفاتها التي يجب الانتباه إليها وتجنب حدوثها هي: الالتهابات الجرثومية، النزيف والتقرحات في الوحمة، إعاقة عمل أعضاء الجسم الحساسة إذا كانت الوحمة تتركز في مكان حساس من الجسم، مثل العين والفم واللسان أو الأنف، أو فتحات البول، أو الشرج.
في معظم الأحيان لا تحتاج هذا النوع من الوحمات أي تدخل علاجي؛ لأنها في 90 % من الحالات تنكمش وتتلاشى من تلقاء نفسها مع الوقت، وفي أحيان قليلة -كما في حالتك- يحتاج الطبيب إلى التدخل والمبادرة بعلاجها حسب خيارات العلاج المتاحة، والحالات التي تستدعي التدخل هي:
- أن تكون الوحمة مؤثرة على وظيفة أعضاء الجسم الحساسة، أو تترافق الوحمة مع حالات نزف متكررة.
- وجود مشاكل في صورة الدم، أو وجود وحمات داخلية مصاحبة لوحمة الجلد.
أما أهم خيارات العلاج المتاحة الفعالة في هذه الحالات فهي:
- الليزر: وهو فعال إذا تم اختيار المركز المجهز بأجهزة الليزر الخاصة بمعالجة هذا النوع من الوحمات، وكذلك وجود الخبرات الفنية المدربة، ويتم على جلسات كل شهر جلسة.
- التدخل الجراحي وإزالة الوحمة جراحيا إذا كانت الوحمة صغيرة ومحدودة المساحة.
مع ملاحظة أن الوحمة الدموية تستجيب للعلاج إذا تم ذلك في فترة النمو النشطة للوحمة، وهي من سن 3 إلى 12 شهرا، أما إذا تأخرت الحالة لما بعد العام والنصف فإن نسبة الاستجابة للتدخل العلاجي تكون أبطأ وأطول.
نسأل الله لك الشفاء.