السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد كنت من أشد محبي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما زلت، وكنت أذهب مبكرا وأستمع إلى مجالس العلم، ولكن منذ فترة شاهدت الفيلم المسيء، ومنذ ذلك الحين انتابتني الشكوك، ولكنني والله لا أستطيع التحكم بها، وفقدت لذة الاستماع للحوار الديني، وكدت أن أقتل نفسي، ولكني خفت من عقوبته، وأحاول معالجة نفسي مرة بعد مرة فأشفى ثم أعود ثانية، ولا أعلم ماذا أفعل؟ وكنت قد أخبرت والدتي فقالت إنها أشياء تافهة لا تفكر فيها، وبحثت عن دواء بروزاك ولكني لم أجده.
أريد علاجا بسيطا، وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فلا أعتقد أن الأمر يحتاج إلى علاج دوائي، كل الأمر يحتاج منك إلى شيء من التثبت وشيء من التفكر والتأمل، أعداء الإسلام ليسوا من اليوم، فمنذ أن قام الدين كان هنالك من يعاديه، وتذكر - أيها الابن الفاضل الكريم - أن الرسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أوذي وقد حورب، حتى في حياته، فنحن لا نستبعد مثل هذه التفاهات التي تظهر من وقت لآخر بعد موته - صلى الله عليه وسلم -.
الأمر يحتاج منك فقط للتفكر والتدبر والتأمل، وحين يهاجمك الآخرون اعلم أنك على حق، لن يرضى عنك الكفار، اعلم هذا جيدا كمسلم، سوف يسوقون الشبهات والأفعال والأفكار السيئة والمقززة، ولكن المسلم يعرف أنه على حق.
فيا أيها الفاضل الكريم: نصيحتي لك في هذا السياق وأنت لست محتاجا لعلاج دوائي أبدا، ونصيحتي الأخرى لك: يجب أن يكون لك السند والعضد من الرفقة الطيبة، إخوانك الشباب من الصالحين، من المصلين، من الثابتين على عقيدتهم، اجعلهم أخلاء لك، هذا مهم تماما.
استعن أيضا بعد الله تعالى بإمام مسجدك، جالسه، استمع إلى الأحاديث الطيبة، وفي نفس الوقت احرص على محبة والديك والبر بهما، هذا يثبت الإيمان، ويساعد الإنسان في إزالة القلق والتوتر، وعليك أيضا أن تحرص في الدراسة والعلم، نحن نريد شبابا قويا مزودا بالعلم والمعرفة.
هذا هو المطلوب، وهذا يدل على الانعكاس الحقيقي لشخصية المسلم ومحبته لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأعظم محبة للرسول -عليه الصلاة والسلام– هي أن نتبع سنته وما أتى به، قال تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم}.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأشكر لك تواصلك مع إسلام ويب.