ابني لا ينتظم في معهده ولا يكتب واجباته.. هل أعيده للروضة؟

0 429

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

ابني يبلغ من العمر 5 سنوات تقريبا، وقد كان العام السابق بالصف الأول الروضة لغات بأحد المعاهد الأزهرية، أتعبنا كثيرا حتى ينتظم بالذهاب للمعهد، ولم يذهب إلا بعد شدة زجر والده له لشدة ارتباطه بنا.

فهو الولد الوحيد بعد ثلاثة بنات، ولكنه كان يصاب بنزلات برد وحساسية صدر متكررة، فكنا نكثر من غيابه، وأثر ذلك على مستواه التعليمي كما أنه لم يندمج مع زملائه، فكان يجلس أثناء الفسحة بالفصل وحده، ولا يتحدث معهم، ولكنه يحدثني عنهم بعد عودته كثيرا بأنه يلعب معهم، ويحدثهم، وأنا أعلم أنها كذب وتخيلات، ولكنه أحب معلمته ولكنها تركت المعهد هذا العام، وكنت أحاول استشاراتكم أثناء الإجازة، هل أعيد له دراسة الصف الأول الروضة مرة أخرى؟ حتى يصبح أكثر تمكنا دراسيا، لأن دراسته لغات، وكذلك أكبر جسديا، فجسمه نحيل، وبالتالي تزيد ثقته بنفسه، أم أن ذلك سيضيع عليه سنة من عمره؟ وقد يؤثر عليه سلبا نتيجة ملاحظته وجوده بفصل آخر غير الذي يوجد به زملائه؟

ولكني لم أتمكن من استشارتكم واستخرت الله، وهو الآن منذ أسبوع بدأ الدراسة بالصف الثاني الروضة، عنيف معنا يقذف أخواته بالكتب، وأي شيء آخر، ويضيع الوقت حتى لا يعمل واجباته، وبالفعل لم يقم بعمل واجباته تماما رغم أنها مجرد مراجعة لما سبق لا تصعب عليه، فماذا أفعل معه؟

هل أعيده للصف الأول أم أن هذا يخالف استخارتي؟ ويؤثر عليه نفسيا بالسلب أم أخرجه نهائيا من المعهد وألحقه بدور حضانة تسير معه حسب مستواه؟ أم إن ذلك سيء أيضا لنزوله من مستوى أعلى لأقل؟ علما أني هددته بإخراجه من معهده، وإلحاقة بحضانة، ولكنه لم يجب، ونام ولم يكتب واجبه، فماذا أفعل؟ مع العلم إن معلماته بدؤوا يسرعون في منهجهم؟ وكيف أحببه في الدراسة والاندماج مع زملائه؟ مع العلم أننا نحفزه ببعض الهدايا حين ذهب للمعهد، ورغم ذلك يرفض عمل الواجبات، ولا يعمل إلا القليل منها صباحا قبل موعد المدرسة، وحين نذكر بأننا سندخله فصلا آخر واجباته أسهل يرفض بشدة، ويتمسك بفصله وزملائه، ومع ملاحظة أنه ذكر لأخته أنه بكى بالمعهد؛ لأنه يريدني كما أنه يحب النوم بجواري أو جوار والده، ونحن نحاول منعه مرة، ونتركه أخرى، فما السبيل لإصلاحه قبل أن يعتاد عدم أداء واجباته، وتدهور مستواه عن زملائه.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عمر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا.

لا أنصح بكثرة نقل الطفل من صف لآخر، ومن معهد لآخر، فقد انتقل بما فيه الكفاية، والأفضل لمصلحة الطفل أن يشعر بشيء من الاطمئنان والاستقرار، فتغيير الصف أو المعهد من المصادر الرئيسية لقلق الطفل، وخاصة أن بعض الأعراض التي وردت في سؤالك تشير لبعض أعراض القلق.

إن بعض الصعوبات في دراسته، وتردده ورغبته في الدراسة لأمر عادي عند الأطفال في هذا العمر، وتبقى المهمة الأهم في هذه المرحلة أمران:

الأول: إدخال الطمأنينة إليه ليشعر بالهدوء والاستقرار، وعدم تغيير الصف يساعد كثيرا في تحقيق هذا.

والأمر الثاني المطلوب: هو رفع ثقة الطفل في نفسه من خلال التركيز على إيجابياته بدلا من الإشارة إلى عيوبه ونواقصه، وتقديم الإطراء بدل الانتقادات... ومما يعين في تحقيق هذا تشجيعه على بعض الهوايات التي يحب كالرياضة وغيرها، ولابد هنا لوالده من أن يكون له دور كبير في توجيه هذا الطفل، وخاصة أنه الصبي الوحيد مع ثلاث أخوات، فمما يحتاجه كثيرا أن يتماهى مع والده ويقلده مما يعزز عنده هويته الصبيانية أو الذكرية، وهو في حاجة ماسة لهذا، ليصحبه والده معه إلى المسجد والسوق، وليلعب معه قدر الإمكان.

ومن علامات القلق عنده رغبته في النوم بقرب والديه، والمشكلة أنكم أحيانا تسمحون له في هذا، بينما تمنعوه في أوقات أخرى، وهذا الأمر مشوش جدا للأطفال، والأفضل الاستمرار في منعه من النوم معكم، ولكن ليس بالعنف ورفع الصوت؛ لأن هذا يزيد من خوفه وقلقه، وإنما بمنتهى الهدوء والاطمئنان والحزم، والحزم لا يعني العنف، وإنما يعني العزم على تطبيق هذا الأمر.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات