السؤال
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
مشكلتي هي الخوف من الموت بشكل رهيب، ما أن أسمع أن أحد توفى أشعر أني أنا أيضا سوف أموت، وأي حلم أحلمه أفسره أني سأموت، حتى لو كان الحلم خيرا لي، وهذا الشيء استمر معي 3 سنوات، ثم تطور معي وصرت أخاف من الأمراض والمستقبل، أقول أني لن أعيش، صرت أوسوس بأمراض خطيرة.
أما الآن فصرت أخاف من حوادث السيارات، خصوصا في السفر، وأنا بعد يومين مسافرة وخائفة كثيرا، لدرجة أني أقول لأهلي لا أريد أن أسافر ولكنهم ألزموني أن أذهب معهم، أما بالنسبة للأعراض دائما أشعر بشي ثقيل على صدري، وأحس بخنقه وضيقة، وأحيانا أنكتم وأشعر أني لا أستطيع التنفس.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أحلام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد.
فالذي يتضح لي أنه لديك درجة بسيطة إلى متوسطة من قلق المخاوف، وهي متعددة، لكن بالطبع الذي يشغلك أكثر هو الخوف من الموت، والرابط المثير لديك هو سماع نبأ أن أحدا قد توفي إلى رحمة الله تعالى.
بقية المخاوف هي الخوف من السفر، والخوف من الحوادث، وهذه مخاوف شائعة جدا وكثير ما تنتهي تلقائيا - أي بمعنى أنها تغير نفسي مرحلي ينتهي إن شاء الله في فترات ليست بالبعيدة -.
وبعض الناس لديهم استعداد أصلا لقلق المخاوف، وهذا يظهر لي من وصفك لحالتك.
أنا أريدك أن تكوني أكثر ثقة بنفسك، وأن تعرفي أن المخاطر موجودة في الحياة، والإنسان يقاوم ذلك بأن يسأل الله تعالى أن يحفظه دائما، وأن يتحوط، لكن لا يتجنب، فالسيارات لابد أن نستعملها، السيارات نعمة عظيمة من رب العالمين، والدين الإسلامي الحنيف أوضح لنا كيفية أن نطبع أنفسنا ونطمئنها، دعاء الركوب مثلا: أنا وجدت على النطاق الشخصي أنه من أكبر بواعث الطمأنينة في النفس، عند ركوب الطيارات أو السيارات - وهكذا - وكثير من الذين جربوه بصدق وتمعن وتفكر ذكروا لي نفس الشيء.
فيا أيتها الفاضلة الكريمة: كل شيء له معالجات، الخوف من الموت، نعم الموت لا شك أنه مخيف، لكن الخوف منه لا يزيد في عمر الإنسان ولا ينقصه، حين يأتي للإنسان شعور بالخوف من الموت لابد أن يسعى أن يكون أكثر قربا إلى الله تعالى، هذا يخفف من هذا الخوف، أو على الأقل يغيره من خوف مرضي إلى خوف معقول ومقبول، ولابد أن يكون.
الخوف من الموت أنا أعتقد أنه غير طبيعي، هذا اعتقادي الشخصي، لكن الإنسان الذي يتقي ربه ويعرف أن الأعمار بيد الله ويكون على يقين صارم بذلك لا يخاف خوفا مرضيا من الموت أبدا، إنما يخاف خوفا عقديا صحيحا، بأن يسعى ويعمل لآخرته وأن يتقي الله ربه، {قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنت تعملون}.
فأرجو أن تقاومي هذه الأفكار الو سواسية، وأفكار المخاوف، وتعرفي أنها سخيفة، ولابد أن تعرضي نفسك لمصادر خوفك، لأن التجنب يزيد منها، والذي أريده منك أيضا هو أن تصرفي انتباهك عن هذا الخوف من خلال الاجتهاد في دراستك وتوزيع وقتك بصورة صحيحة، ولا تدعي للفراغ مجالا.
بالنسبة لمواضيع الأحلام وتفسيرها: هذا نوع من الإدراك الخاطئ، كثير من الناس تأتيهم إيحاءات ذاتية من خلال هذه الأحلام وليست صحيحة أبدا، معظمها من الشيطان، معظمها من القلق، من التوتر، من الإرهاق، والإنسان يجب أن يتبع ما ورد في السنة، يسأل الله تعالى خير هذه الأحلام ويستعيذ بالله من شرها، وألا يحكيها لأحد، وألا يفسرها تفسيرات خاطئة، وأن يتفل على شقه الأيسر ثلاثا، وهكذا.
هنالك معالجات الدين وضح لنا السلوك الإنساني بصورة رائعة، وأعطانا الحلول، وهي حلول طيبة وجميلة وسهلة، ولا تكلف الإنسان أي شيء، فأرجو أن يكون هذا هو منهجك أيتها الفاضلة الكريمة.
بالنسبة للعلاجات الدوائية فهي موجود، هنالك أدوية فعالة جدا لعلاج المخاوف، لكن أعتقد أن حالتك بسيطة، ونسبة لسنك أيضا لا أعتقد أنك في حاجة لعلاج دوائي حقيقي، فقط حاولي أن تغيري نفسك معرفيا من خلال ما ذكرته لك.
مارسي أيضا تمارين رياضية - أي نوع من التمارين - حتى رياضة الحبل داخل المنزل، أو استعمال الكردمل أو أي شيء من هذا القبيل في داخل البيت فيه خير كثير لك - إن شاء الله تعالى -.
تطبيق تمارين الاسترخاء أيضا جيد ومفيد، وإسلام ويب حرصت أن يكون لها استشارة بسيطة جدا وواضحة لكيفية تطبيق تمارين الاسترخاء، فأرجو أن ترجعي إليها، الاستشارة تحت رقم: (2136015).
ذكرت لك مسبقا الاستفادة من الوقت وتوزيعه بصورة صحيحة، وموضوع الدراسة، والمساعدة في أعمال المنزل، وأن تكوني مفيدة لنفسك ولأسرتك، الثقافة والقراءة الحرة،هذه كلها تطور من مهارات الإنسان وتقويه نفسيا ليستطيع أن يتخلص من قلقه ووساوسه ومخاوفه.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.