أخت زوجي تسيء معاملتي..ما توجيهكم؟

0 392

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم، وسدد خطاكم، ووفقكم لما يحب ويرضى.

أعيش مع زوجي وأخته المطلقة في استراليا في نفس البيت، مشكلتي أنه عندما قام بخطبتي لم يوضح لي أن أخته ستعيش معي إلى أجل غير مسمى، وعندما سألت أمي والدته عن وضع ابنتيها قالت: إنها تكمل دراسات عليا في استراليا، وبناء على ذلك توقعنا أنها على أطول مدة فسوف لن تعيش معي أكثر من سنتين.

وبعد الزواج اتضح لي أنها لا تدرس، وأنها تجلس في استراليا على أمل الحصول على الجنسية، وهو أمر قد يأخذ سنوات.

المشكلة أن زوجي كثير السماع لأهله، وبمجرد أن يتحدث معهم على الهاتف، أو يتكلم مع أخته التي تعيش معنا بعدها يتغير علي، ويعاملني معاملة سيئة، مع العلم أنه وأهله اقترحوا علي أن تترك أخته البيت، وتعيش لوحدها، ولكني رفضت بقولي بيت أخيها موجود، قبل فتره تغير علي زوجي، ولم أعد أعرف ما به، ووجدت أنه يتعامل مع أخته بطريقه ممتازة، فعلمت أنها تكلمت له، وشكت عني.

علما بأني -والله شاهد على كلامي- لم أفعل أي شيء سيئ لها، ولتأكيد شكي قمت بفتح جوال زوجي، وقرأت ما بعثت به من رسائل له بما يخصني.

كانت الرسائل كلها شكوى عني وسب في، وكلام كاذب عني فصعقت، وعلمت وقتها أنها تريد طلاقي، وتريد تفريقي عن زوجي، فخيرت زوجي بيني وبينها، ولكن والله في ساعة غضب مني خصوصا بعد دخولها على غرفتي دون إذني، وقامت بيننا مشاجرة.

قام زوجي -أصلحه الله-، وقال لها بأن تبحث لها عن مسكن، المهم قررت أن تخرج من البيت، وقامت بترتيب أغراضها وتريد الآن أن تخرج من البيت، بعد ذلك قام زوجي بمحاوله لإرضائها وثنيها عن الرحيل عن البيت، ولكنها لم تسمع له.

ثم قام بمكالمة أمها لثنيها، ولكن أمها قالت له إنه لا دخل له بها، وأنها موافقة على أن تخرج أخته من بيته، أنا أشعر بالذنب، ولا أدري ماذا أفعل أخاف من عقاب الله؟ مع العلم أنها تعمل، وأن زوجي لم يقصر معها ماديا، وهي لا تريد الزواج فهي ترفض حتى أن تري الرجال الذين يقومون بخطبتها بحجه أنها غير مستعجلة على الزواج.

أنا لي معها تقريبا سنة ونصف لم تحترم زوجي يوما، ولم تطع أوامره، وعندما يسألها ألي أين تذهب تخبره بأنه لا دخل له بها، وأنها حرة تخرج وتدخل كما تريد، وأنه لا سلطه له عليها، مع العلم أن زوجي طيب، ويخاف الله وهو الآن خائف من قطيعة الرحم، وهي ترفض أن تخبره إلى أين هي ذاهبة.

أطلت عليك -أبي الفاضل- جزاك الله عنا، وعن المسلمين خيرا، وعيد أضحى مبارك عليك، وعلى الأمة الإسلامية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مسلمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه..

بداية نشكر لك تواصلك مع موقعك، ونشكر لك كذلك ما تقومي به من واجب تجاه أخت الزوج، ونشكر لزوجك أيضا هذا الحرص على الخير، وهذا الصبر على هذه الشقيقة، ونسأل الله أن يسهل أمرها، وأن يلهمها السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

لا يخفى عليك أن وجود مثل هذه الأخت في بيت مثل بيتك مجلبة لمعاني الغيرة والتوترات، ولكن ينبغي أن تديروا المسألة برفق، وتحسنوا التعامل معها والصبر عليها، لأنك في النهاية -ولله الحمد- تكسبين الجولة خاصة، وقد وضح لك أن الأسرة بكاملها تعرف صفات هذه الأخت، وتعرف شراسة طباعها، وتعرف عنادها التي تعاند فيه حتى هذا الشقيق الذي تسكن معه فتخالف أمره كما ظهر لك.

لذلك إذا عرفت هذه الأشياء فإنا ندعوكم إلى أن تستمروا في الإحسان إليها، وفي الوقوف إلى جوارها، وفي الشفقة عليها، ولكن ليس هناك داعيا لأن تؤنبوا ضميركم، فأنتم لم تقصروا، ليس هناك داعيا لتأنيب الضمير، فأنتم أديتم ما عليكم وزيادة، ولذلك أرجو أن تستمروا في هذا الخير، ولا يعتبر هذا الأخ قاطعا للرحم، وعليه أن يجتهد في حماية أخته وحراستها، وفي مساعدتها على كل أمر يرضي الله تبارك وتعالى.

قد أحسن أيضا بحرصه على أن تكون الأخت إلى جواره، لأنه محرم لها، وأن تكون تحت عينه، وأرجو أن يسهل الله أمرها، وأنت لابد أن ترتفعي فوق هذه الخلافات والأمور الموجودة، فإن الغيرة بين أخوات الزوج وأم الزوجة والزوجة هذه من الأمور المعتادة والموجودة، لأن الزوجة جاءت تشاركهم في حب أخيهم، وفي جيبه – هكذا يظنون – كذلك أيضا هذا الأمر بين النساء معروف ومألوف، خاصة في هذا العصر الذي فيه ثقافة النساء معظمها ثقافة المسلسلات، تركز بكل أسف على مثل هذه التوترات في داخل الأسر.

أنا حقيقة سعيد جدا بهذه المشاعر النبيلة منك ومن زوجك، بهذا الإحساس بالظلم، وأنك تريدين أن تصححي الوضع، رغم أنك مظلومة، ورغم أن الأخت هي أيضا هي التي بادرت بالإساءة إليك، وإلى أخيها.

أشكر للأخ أيضا هذا الحرص على صلة الرحم والتفكير بهذه الطريقة، وإذا كنتم تفكرون بهذه الطريقة، فهذه بشرى لكم بالقبول عند الله تبارك وتعالى، لأن طريق الجنة محفوف بالصعاب ومحفوف بالأشواك، فواصلوا على ما أنتم عليه من الخير، وقابلوا إساءتها بالإحسان، وقطيعتها بالوصال، وهجرانها بالسلام والاهتمام بها والسؤال عنها.

أعتقد أنها ستعود إلى صوابها، وستعود إلى وضع - إن شاء الله تعالى – مريح لكم ولها، والمهم جدا والمشروع الهام هو أن تشجعوها على أمر الزواج، ولكن ليس في ظل هذه التوترات، لأنها سترفض عنادا لكم، ولكن لا يخفى أن مصلحة أي امرأة في أن تتزوج وتمضي في حياتها، وإذا لم يحدث هذا فستكون مصدرا للإزعاج لأسرتها ولأهلها، خاصة وهي بعيدة عن البلد الأصلي وبعيدة عن أهلها.

أرجو أن تجدي من أهلك كذلك التشجيع، -والحمد لله- طالما كان الأخ متفهما لطبيعة أخته، طالما كان أهلها هم الذين اقترحوا أن تكون وحدها في السكن، وألا تسكن معكم، فمعنى ذلك الحرج مرفوع بالنسبة لكم، فحاولوا دائما أن تسددوا وتقاربوا وتحسنوا التعامل معها والملاطفة لها، وتقدير الظرف – أيضا – الذي تمر به، فإن وجود أخت في بلد غريب وهي ليست متزوجة، تواجه صعوبات وتواجه معاناة، هذا كله لا شك أنه يؤثر على تصرفاتها.

المهم هو تفهم الزوج للظروف التي تعيش أخته فيها، فطالما كان زوجك يعلم بطبيعة أخته، ويعرف أنها سبب في بعض التوترات والمشاكل فعليه أن يقدرك ويحتفي بك، ويشكر لك هذا، وأنت من جانبك ينبغي أن تصبري لأجله على هذه الأخت، وتحسني إليها، وتحاولي أن تكتمي وتحتملي، دائما لا تشتكي منها، ولا تعامليها بنفس السلاح، وبهذه الطريقة أنت - إن شاء الله تعالى – ستكسبين الجولة في الدنيا، وتكسبين الأجر والثواب – وهذا هو المهم – عند الله تبارك وتعالى.

نسأل الله أن يسهل أمرك، وأمر الزوج، وأن يبرم لهذه الأخت أمر رشد وخير، وأن يرزقها الزوج الصالح الذي يعينها على إكمال المشوار، ونشكر لكم الخدمات التي قدمتموها، ونتمنى منكم المزيد من المساعدة لها والشفقة عليها والوقوف إلى جوارها، وأهم من ذلك الصبر عليها وابتغاء الأجر والثواب في الإحسان إليها، ونسأل الله تبارك وتعالى لكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات