لا أخرج من المنزل وأتهرب من مقابلة الناس.. كيف أرجع لطبيعتي؟

0 485

السؤال

أنا تقريبا لي عامين في المنزل، لا أخرج أبدا إلا للضرورة القصوى، مثل السوق، ونادرا جدا أتسوق، دائما أكون في غرفتي, بمعنى لا أجلس مع عائلتي كثيرا، إذا خرجت خارج المنزل، أشعر بخوف وقلق وأتمنى الرجوع بسرعة، وإذا جاء أناس لمنزلنا لا أستقبلهم، وأهرب إلى غرفتي، وأتهرب منهم، وإذا أصرت عائلتي علي بالخروج من المنزل أشعر كأنهم يريدون أن يقبروني! شعور غريب لا أستطيع وصفه.

حاولت أن أتغير، وأقابل الناس، وأكون اجتماعية، لكن لم أستطع، أريد حلا لكي أكون طبيعية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لمياء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا والكتابة إلينا.
من الواضح أن الذي عندك هو حالة من الرهاب، أو الخوف الاجتماعي حيث يميل الإنسان لاجتناب اللقاء بالآخرين، ويرتبك من لقاء الناس والاجتماع بهم في بعض الظروف الاجتماعية، فقد تجدين صعوبة في اللقاء والحديث مع الناس، وخاصة الغرباء، مع ما يرافق هذا الخوف من الارتباك، والأعراض الجسدية كالقلق، والتنميل، وضعف التركيز في فهم ما يقال لك، وبالتالي عدم الرغبة في الخروج من البيت، أو من اختصار هذا اللقاء بالناس، والعودة السريعة للبيت أو غرفتك الخاصة.

وبسبب كل هذا فأنت لا تشعرين بالثقة الكبيرة في نفسك، مما يجعلك لا ترتاحين للاجتماع والتعامل مع الآخرين، وحتى أفراد أسرتك، وربما تهربين من كل هذا ببعض الحجج التي تقدميها للآخرين، فما العمل الآن؟

إن تجنب لقاء الناس، وعدم الخروج من البيت، لا يحل المشكلة، وإنما يجعلها تتفاقم وتشتد، وتزيد في ضعف الثقة بالنفس، ولذلك عليك العودة للقاء الناس، والاختلاط بهم، وعدم تجنبهم، ولو بالتدريج، وستجدين من خلال الوقت أن ثقتك في نفسك أفضل وأفضل، وستصبح مقابلة الناس، والحديث معهم أسهل بكثير من السابق.

ويقوم هذا العلاج الفعال لهذه الحال على مبدأ العلاج السلوكي من خلال اقتحام لقاءات بالناس، وتحمل ما تشعرين به من الانزعاج، وعدم الانسحاب من هذه المواجهة.

وإذا طالت المعاناة ولم تتحسن، فلا بأس من مراجعة أخصائية نفسية للحديث معها، ورسم بعض الخطوات العملية السلوكية للتغلب على هذا الخوف.

حماك الله من كل سوء، ويسر لك أمورك

مواد ذات صلة

الاستشارات