السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالب في المرحلة الثانوية في آخر سنة، ومحتار في هذا العلم، علم النفس، مع أني أعشق هذا العلم، وفي جعبتي الكثير من الأفكار، لأقدمها له في سبيل الدين ورفعة الوطن.
لكن أقوال بعض الأشخاص أثارت لدي بعض التساؤلات التي أغرقتني في دائرة واقع علم النفس في بلدي السعودية، ومحدودية الوظائف، وأن هذا التخصص مهمش.
أتمنى أن تفيدوني، وشكرا لمجهوداتكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عيسى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
أظنك تقصد من رسالتك رغبة دراسة علم النفس في المستقبل، بعد أن تنهي دراستك الثانوية، لكن واجهتك بعض التساؤلات والشكوك حول جدوى دراسة هذا العلم ومحدودية الوظائف في هذا التخصص.
من جانبي أقول لك إن الإنسان حياته مقسمة إلى مراحل وكل مرحلة يجب أن يعطيها الإنسان ما تستحقها من وقت وجهد، ليتقن واجباته بصورة جيدة، وهذا يساعده على الانتقال للمراحل التي تليها.
القفز فوق الأشياء ليس جيدا أبدا، أنت الآن في مرحلة الدراسة الثانوية كل همك يجب أن يكون الحصول على التميز والتفوق في الشهادة الثانوية، وهذا -إن شاء الله تعالى- يفتح لك أفاقا عظيمة جدا، بعد ذلك تقرر أي الكليات الجامعية تريد الالتحاق بها هذا أمر يسير -والحمد لله تعالى- الفرصة التعلمية متعددة، أن أردت أن تدرس علم النفس أو خلافه لا إشكال في ذلك.
اختيار المادة الدراسية والتخصصية يقوم على أسس معينة، الرغبة، المقدرة، الحوجة السوقية لهذه الدراسة، والإشباع العلمي الخاص، ومدى إمكانية التطور والعمل من أجل الدراسات العليا، هذه هي الأسس والشروط التي من خلالها يقرر الإنسان المجال الذي يريد التخصص فيه.
أقول لك علم النفس من العلوم اللطيفة والممتازة جدا، ومن العلوم التي تطورت بشكل سريع جدا، ومن يقرأ عن بداياتها وعن المدرسة التحليلية فقط قد تأتيه الكثير من الشكوك والتنازعات لكن الآن الأمور اختلفت تماما، علم النفس من العلوم الراقية والمحترمة، وهنالك تطور هائل وهنالك حقائق أصبحت واضحة يقوم على أساسها هذا العلم، فأرجو أن تأخذ الأمور بشيء من المنطق والهدوء والعقلانية، ولا تزعج نفسك، وخذ الحياة مرحلة لمرحلة، وأسأل الله تعالى أن يوفقك.
بالنسبة لمحدودية الوظائف، على العكس تماما أقول لك أن المملكة العربية السعودية بلد -الحمد لله- متقدم والله وسع على الناس من أرزاقهم والإمكانيات العلمية هائلة جدا، والإمكانيات الوظيفية على العكس تماما، أمامك فرص عظيمة جدا، وإن شاء الله تعالى تقدم لنفسك ولوطنك ولدينك أحسن ما يكون.
أسأل الله لك التوفيق والسداد وجزاك الله خيرا وبالله التوفيق والسداد.