السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
أنا فتاة عمري 18 عاما، أعاني من وسواس شديد في العقيدة منذ أشهر، والله الذي لا إله إلا هو أني أموت في اليوم عشر مرات، وأخاف من الموت على الكفر.
أنا ملتزمة -ولله الحمد- أحافظ على صلاتي، وقراءة القرآن، وحجابي ولا أتابع الأغاني والمسلسلات، الأفكار التي كانت تأتيني بالبداية عن وجود الله والإلحاد، والتشكيك في صحة القرآن، والرسول صلى الله عليه وسلم، فيشككني بأننا لسنا على الحق، وبأن النصارى يتبعون الحق، -والعياذ بالله- أفكار أخاف أنا أتفوه بها فأكفر.
أصبحت أقرأ عن المسيحية كثيرا، ورغم عدم اقتناعي بأفكارهم إلا أن الوساوس لا تغيب عني لحظة واحدة، وبنفس الوقت أقرأ عن الإعجاز العلمي بالقرآن، ومعجزات الرسول؛ لأهرب من هذه الأفكار السيئة، ولكن تعود دون جدوى.
دائما أفكر بأن هناك دينا آخر غير الإسلام، وأننا لا نعلم عنه، الأفكار هذه أتعبتني جدا، وأخاف أن أقتنع بها في يوم من الأيام.
ماذا أفعل فأنا والله أصبحت تائهة، كيف أتغلب على هذه الوساوس؟ كيف أقتل هذه الأفكار؟ كيف أقنع نفسي بأن الإسلام دين الحق، والنصارى على باطل؟!
أنا مستمرة منذ أسبوع على قراءة سورة البقرة، وشرب ماء زمزم، وأسأل الله أن يشفيني يا رب.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
لابنة الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
مرحبا بك ابنتنا العزيزة في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يمن عليك بالشفاء العاجل، لتحصيل ذلك ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم من أصيب بالوسوسة بقوله صلى الله عليه وسلم: (فليستعذ بالله ولينته) فهذا أمثل دواء، وقد جربه الموفقون، فانتفعوا به بإذن الله تعالى، وهذا الدواء يتلخص في أمرين:
أولا: الأعراض عن تلك الوساوس حين تطرأ والاشتغال بغيرها، وعدم الاسترسال معها والبحث فيما تمليه عليك.
الثاني: الاستعاذة بالله تعالى واللجوء إليه.
ونحن على ثقة تامة من أنك إذا جاهدت نفسك للأخذ بهذا الدواء النبوي فإن الله تعالى سيذهب عنك هذه الوساوس.
وأما عن خوفك منها على إسلامك فنحن نبشرك بأنك على الإيمان، وأنها لن تضرك؛ فكراهتك لها وخوفك منها دليل على وجود الإيمان في قلبك، ولولا وجود الإيمان في قلبك المخالف لهذا الوساوس ما كنت ستشعرين بما تشعرين به الآن من الحزن والألم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم هو على هذه الحال : ( ذاك صريح الإيمان) فجعل كراهة تلك الوساوس والخوف من التكلم بها دليلا على الإيمان.
ونحن نستغرب أيتها الكريمة من محاولة الشيطان أن يقنعك بصحة دين النصارى ويشكك في الإسلام فكيف يتصور عاقل أن دين النصارى القائلين بأن عيسى ابن الإله، وهو إله، ثم يعتقدون بعد ذلك بأن هذا الإله كان في بطن امرأة، ثم خرج طفلا صغيرا ثم ترعرع ونما، هذا يقبله عقل صحيح؟! والأعجب من ذلك وأغرب أن هذا الإله بزعمهم اعتدى عليه جماعة من اليهود، فأهانوه وقتلوه وصلبوه، وهو مع ذلك لا يدفع عنهم نفسه! بل العجب كيف يراه الإله الأب يفعل به الناس ذلك ثم لا يدافع عنه، وهو يستغيث به ويستنصره! كل تلك الفضائح والمخازي في دين النصارى تصرف كل عاقل عن التفكر في تلك الديانة الباطلة فضلا عن أن يعتقد صحتها.
أما الدين الحق الذي بعث الله به عيسى عليه السلام، وكذا دين موسى عليه السلام فحق، ونحن نؤمن به ونصدقه، ولكنه لا يخالف دين محمد صلى الله عليه وسلم إلا في بعض الأحكام والشرائع التي كانت المصلحة في تغيرها، فبعث الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم مصدقا لإخوانه من الرسل بشريعة تصلح لكل زمان ومكان وأوجب على الناس اتباعه، فمن كفر به وعانده فقد كفر بجميع الرسل؛ لأن الرسل بشروا به.
ونحن ننصحك -أيتها الكريمة- بأن تكثري من مجالسة العلماء، وطلبة العلم، والاستماع للمحاضرات والدروس النافعة لتشغلي نفسك بالحق قبل أن تشغلك بالباطل، وبالاستمرار على طلب العلم والتفقه في الدين سيقوي إيمانك، وتتنور بصيرتك، فلا يجد الشيطان إلى إضلالك سبيلا.
وفقك الله لكل خير.