السؤال
السلام عليكم
أعاني من ارتباك في التحدث مع الأشخاص، وخوف من مواجهتهم في بعض الأحيان، أتعرض للسخرية أحيانا، أو الشتم، ولا أستطيع الرد خوفا من أن أتعرض للضرب.
أعاني من كثرة التفكير، ولا أستطيع النوم في مكان لوحدي بسبب التفكير بوجود أحد في الخزانة، أو خلف الباب.
متعلق كثيرا بوالدتي رغم أن عمري الآن 32 سنة، ومتزوج، ولدي أولاد.
كثير الوسواس، فأي شخص ينظر إلي أعتقد أنه يريد أن يضحك على شكلي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
شكرا لك على الكتابة إلينا.
بعض ما ورد في سؤالك يشير لحالة من الرهاب الاجتماعي حيث يضطرب الإنسان عند الحديث مع بعض الناس، وخاصة من الكبار ومن المسؤولين، فقد يشعر بالارتعاش، واحمرار الوجه، وجفاف الفم، وقد يجد صعوبة في النظر في وجه هؤلاء الأشخاص أو حتى في القدرة على الكلام، وإيجاد الكلمات المناسبة للتعبير عما في نفسه، بينما نفس الشخص لا يجد أي صعوبة في الحديث مع أفراد أسرته وأقربائه وأصدقائه، حيث يكون حديثه معهم عاديا وطبيعيا، وقد يجد صعوبة في الرد إن تكلم معه أحد كما هو الحال معك.
والحل هو في أن تحاول اقتحام مثل هذه المواقف، وأن تختلط مع زملائك وأصدقائك، فهذه فرصة مناسبة للتدريب على مثل هذه المواجهات، وعلى هذه الأحاديث، فأنجع طرق العلاج، هو العلاج النفسي المعرفي والسلوكي، من اقتحام ومواجهة ما يخافه الإنسان، حتى يعتاد على مثل هذه المواجهة، ومن خلال الوقت ستجد نفسك في حال أفضل من الثقة في نفسك من الحديث مع الآخرين، والنظر في وجوههم، ومن دون أي حرج أو ارتباك.
ومشكلة صعوبة النوم بمفردك لها علاقة ربما بتعلقك بوالدتك وبالأفكار الوسواسية، والغالب أن لهذا علاقة بطريقة تربيتك الأولى، وبمدى شعورك بالاطمئنان عندما كنت صغيرا، واستمر معك الحال لهذا العمر الذي أنت فيه.
عندي شعور بأنك إن تمكنت من تجاوز الخجل، أو الرهاب الاجتماعي فستتحسن الظروف والمشكلات الأخرى التي أشرت إليها، فحاول أن لا تتجنب لقاء الآخرين، وعود نفسك على مواجهتهم، حتى تطمئن وتشعر بالثقة في نفسك، مما سيعينك على تجاوز الصعوبات الأخرى.
وفي الموقع الكثير من الأسئلة التي تتحدث عن الوسواس القهري، فقد يفيد الرجوع إليها.
وفقك الله.