دمرت حياتي بسبب جزي لأسناني.. أرشدوني وأنقذوني

0 551

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوتي الكرام أبلغ من العمر 24 عاما، وأعاني منذ أكثر من سنة من الجز على الأسنان أثناء النوم، وهذه المشكلة دمرت حياتي تماما، وسببت لي ألما شديدا في الفكين، والأسنان، والأذن اليسرى، وتمزق جزئي في جلد الخد الأيسر من الداخل نتيجة لكثرة الجز، وصداع لا يكاد يوصف.

في الفترة الأخيرة أصبح صرير الأسنان يحدث معي بشكل يومي، حتى ذهبت إلى طبيب الأسنان، وبعد الفحص قال لي: هذه المشكلة ليست من اختصاص طبيب الأسنان، بل هي من اختصاص الطبيب النفسي، ويلزمك الذهاب للطبيب النفسي حتى لا تخسر صحتك، وتدمر أسنانك، وكتب لي مسكن فيفادول للصداع إلى أن أذهب إلى طبيب نفسي.

بعدها ذهبت إلى الطبيب النفسي، وشرحت له حالتي، وقال لي: عليك بعدم الإكثار من المنبهات مثل القهوة والشاي، والحرص على ممارسة الرياضة، والبعد عن القلق والتوتر، ووصف لي دواء Zyprexa ، وكنت آخذ حبة يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ولكن بدون أي فائدة تذكر، ولم تتحسن حالتي نهائيا، ورجعت للطبيب، وقال لي: لن تشاهد أي تحسن إلا بعد مرور فترة طويلة من استخدام العلاج بعدها قررت التوقف عن أخذ العلاج؛ لأني لم أر أي تحسن، مع العلم أني اكتشفت أن أبي يتواصل مع معالج روحاني، وقام بإعطائه اسمي، واسم أمي، لأنه يعتقد أني مسحور، وحتى أمي أيضا تعتقد أني مسحور!

وقلت لأبي أن هذا لا يجوز فقال لي: أنت لا تعلم مصلحة نفسك الذي يشد أسنانه، وهو نائم في الغالب يكون مسحورا، وساءت نفسيتي أكثر من أول، حتى حياتي انقلبت رأسا على عقب؛ لأن هذه العادة الخبيثة تسببت في التالي.

1 / فصلي من العمل؛ لأن ألم الفكين والصداع شديد جدا فلم أستطع الدوام، وكثر غيابي، وحتى في بعض الأحيان أذهب إلى الدوام، ولكن لا أستطيع أن أنجز عملي على أكمل وجه، فأخرج إلى البيت حتى صدر قرارا بفصلي من العمل، مع العلم أني أحضرت تقارير طبية، ولكن دون جدوى.

2/ أنام في الملحق الخارجي للمنزل؛ لأن أخي الأصغر يشتكي دائما من إزعاج صوت صرير أسناني.

3/ لدي خلاف مع أمي؛ لأنها تريد أن تخطب لي أحدى قريباتي، ولكن أنا لا أستطيع الزواج، وأنا أجز على أسناني ( مع العلم أني مستاء لعدم طاعة أمي).

4/ أواجه مشكلة في الأكل لوجود بعض التمزقات في الجلد الداخلي للخد بسبب الجز المستمر بشكل يومي تقريبا.

5/ لا أتهنا في النوم؛ لأنه في أكثر الأحيان يوقظني أبي، ويقول لي لا تشد على أسنانك، لماذا تشد عليها! وكأن الأمر بيدي.

6/ تركت الصلاة منذ فترة؛ لأني عندما أكون في وضعية السجود يحدث ألم في الفكين، ومع الوقت تركتها نهائيا.

هل لديكم حلا لمشكلتي التي أشغلتني حتى عن طاعة الله؟ وأصبحت طوال اليوم أفكر في طريقة للتخلص منها إلى أن وصل بي الأمر إلى السهر، وتجنب النوم خوفا من أن أنام، ويحدث لأسناني صرير، لكن مع كثرة السهر أحمرت عيناي واستسلمت للنوم.

مع خالص شكري وتقديري لجهودكم المبذولة وفقكم الله جميعا، وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد صالح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

أخي عملية جز الأسنان كثير من المختصين يعتبرونها عادة مكتسبة، وهي بالفعل عادة تأخذ الطابع النمطي، والترددي، والوسواسي، وهكذا تستمر.

والعملية فيها جانب إرادي، وجانب غير إرادي بالطبع؛ لأنها تحدث غالبا في بدايات النوم، أو النوم غير العميق.

أيها الفاضل الكريم أولا: مشكلتك ليست خطيرة، لكن أتفق معك أنها مزعجة، والعلاج يتمثل في الإصرار على تمارين الاسترخاء، والإكثار منها، وإسلام ويب لديها استشارة تحت الرقم (2136015) أرجو أن تحرص على تطبيق هذه التمارين.

ثانيا: الطبيب الذي ذكر لك أن تبتعد عن المنبهات كلامه صحيح.

ثالثا: يجب أن تكون في حالة استرخاء ذهني وجسدي لمدة ساعة قبل النوم، كن مسترخيا، وكن إيجابيا في تفكيرك، وتأمل في أشياء طبيبة، واقرأ أذكار النوم هذه -إن شاء الله تعالى- تبعث فيك طمأنينة كبيرة جدا.

رابعا: هنالك تمارين سلوكية يمكن أن تقوم بها في أثناء النهار، أجلس على الكرسي، وأنت في حالة هدوء، وتصور أنك تقوم بالضغط على أسنانك، ويحدث هذا الجز، ولا تقم بالتطبيق الفعلي، وإنما تأمل فقط أنك تقوم بهذا الفعل، ومع هذا التأمل قم بالضرب على يديك بقوة وشدة بجسم صلب حتى تحس بألم شديد، الهدف من هذا التمرين السلوكي هو أن تربط ما بين الفعل الوسواسي المتكرر، والرتيب والمرفوض، والمؤلم، وجد علماء السلوك أن هذا يؤدي إلى ما يعرف بفك الارتباط الشرطي؛ لأن الألم منفر للإنسان بطبيعته، كرر هذا التمرين (10 -15) مرة صباحا ومساء، -وإن شاء الله- هذا يقلل كثيرا من هذا الذي تعاني منه.

الجزء الأخير في العلاج أنت تحتاج إلى أدوية، وأرى أن عقار دوقماتيل، والذي يعرف باسم سلبرايد سوف يكون جيد جدا بالنسبة لك، والجرعة هي أن تتناوله بجرعة (50) مليجرام صباحا ومساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها (50) مليجرام مساء لمدة شهرين، ثم توقف عن تناول الدواء، وهنالك علاج دوائي آخر يعرف باسم فافرين، واسمه العلمي فلوفكسمين أيضا هو جيد ومفيد أبدأ في تناوله بجرعة (50) مليجرام ليلا لمدة شهر، ثم تجعلها (100) مليجرام ليلا لمدة شهر، ثم تجعلها (200) مليجرام ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى (100) مليجرام ليلا لمدة ثلاثة أشهر ثم (50) مليجرام ليلا ثلاثة أشهر، ثم (50) مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء، هذا أخي هو العلاج لحالتك .

أنصحك بأن تصرف انتباهك عنها تماما، ولا تفكر فيها كثيرا، واشغل نفسك، وكن حيويا ونشطا في أثناء النهار، وتجنب النوم النهاري هذه كلها -إن شاء الله تعالى- تفيدك كثيرا.

أشكر لك تواصلك مع إسلام ويب، بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات