السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
متزوجة منذ حوالي شهر، وأواجه مشكلة قد تكون سببا في تدمير حياتي، أكره أن يلمسني زوجي، أو يكون قريبا مني، أشعر بالاشمئزاز من هذه الحركات، لا أشعر بالشهوة أبدا، لا أريده أن يقبلني، أو يحضنني، وعندما يفعلها أقوم بالصد ومحاولة الهروب، وتنتهي بالبكاء، ويصبح يومي كئيبا تعيسا، لا أريد الأكل، ولا النظر في وجهه، أو حتى الكلام معه، نعم حتى الآن أنا عذراء! في آخر مرة حاول أن يضمني ويداعبني تمهيدا للجماع لم أستطع منع نفسي من صده، ومحاولة التخلص منه، وفي يوم الملكة عندما قابلني وفجأة وبدون سابق إنذار قام بتقبيلي بشدة ورغما عني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أتفهم وضعك -يا عزيزتي- والحقيقة هي أنه في حال كان الزواج قد تم بناء على رغبتك وموافقتك, وكنت تحبين زوجك, فإن النفور من العلاقة الجنسية بهذا الشكل يخفي وراءه مشكلة نفسية, أو تجربة سلبية مؤلمة, أو أفكارا قديمة غير صحيحة عن الزواج والعلاقة الجنسية، مثلا في بعض الحالات تكون الفتاة قد تعرضت لحادثة اعتداء، أو شاهدت -عن قصد أو بدون قصد- ممارسة جنسية بين شخصين, أو حتى فيلما سينمائيا فيه حادثة اعتداء جنسي, أو غير ذلك من مشاهدات, فخلفت مثل هذه الحوادث عندها رواسب سلبية، وأفكارا مشوهة عن الزواج وعن العلاقة الجنسية.
وفي بعض الحالات أيضا يترسخ في ذهن الفتاة مفهوما بأن العلاقة الجنسية هي شيء معيب ومخجل, ويجب أن تترفع عنه, وفي حالات أخرى تنظر إليها على أنها شيء قذر ومقزز, ويجب ألا تمارسه الفتاة !!
كل هذه المفاهيم الخاطئة قد يكون وراءها أحداث أو مواقف، أو أفكار، نشأت عليها الفتاة وتعلمتها، ثم أصبحت في عقلها الباطن كخبرات قديمة تسيطر عليها وعلى تصرفاتها، وكونك قد طلبت المساعدة؛ فإن هذا يؤكد على أنك مدركة لوجود المشكلة، وعازمة على حلها -إن شاء الله-.
الحل -يا عزيزتي- يجب أن يبدأ من داخلك, فيجب عليك أن تقومي بإعادة برمجة أفكارك -إن صح التعبير- وإعادة تكوين فكرة جديدة عن العلاقة الجنسية، فالجهاز التناسلي عند الإنسان يجب أن ينظر له على أنه كأي جهاز آخر في الجسم, له وظيفة حيوية وهامة، والرغبة الجنسية يجب أن ينظر لها على أنها رغبة موظفة لخدمة هدف, ولم توجد فقط من أجل الشعور بالمتعة مؤقتا, فالعلاقة الجنسية بين الذكر والأنثى هي من أرقى العلاقات, لكن عندما تتم في إطارها الشرعي المباح, وقديما كان عندما يراد الإشارة للعلاقة الجنسية بين الزوجين كان يقال عنها (لحظة الحياة) وذلك كناية أو تعبيرا عن الهدف الحقيقي من هذه العلاقة, فليس الهدف متعة فقط، ولا تفريغ شهوة, وإنما ولادة حياة جديدة عندما يشاء الله رب العالمين.
لذلك -يا عزيزتي- يجب أن نرتقي بتفكيرنا في فهم معنى العلاقة الجنسية، ومعرفة الهدف منها, وألا نسمح بتشويه هذا المعنى والهدف الراقي، ابحثي في داخل نفسك عن السبب الذي يجعلك تنفرين من هذه العلاقة, وصارحي نفسك به, واعملي على استبدال أي فكرة سلبية بأخرى إيجابية, فمن حق هذا الإنسان الذي اختارك من بين الكثيرات لتشاركيه حياته, أن يشعر بأنك راغبة به, وأن يستمتع بك وتستمتعي به, فتبدآن حياة مشتركة معا, وتكونان أسرة ناجحة تكونان فيها أما وأبا عظيمين -إن شاء الله-.
ولعل الصراحة في مثل هذه الأمور تحل الكثير من المشاكل, فيمكنك أن تصارحيه بقولك مثلا: إنك تحبينه وترغبين به, لكن هنالك بعض المشاعر الخارجة عن إرادتك, وأنك بحاجة إلى مساعدته للتغلب عليها، وبالتالي سيتفهم الوضع ويتعاون, فيبدأ معك بالتدريج, وبما يمكنك تقبله, وفي كل مرة يتم زيادة المحاولة، أو إطالة مدتها, إلى أن تتمكنا من إتمام العلاقة الجنسية بشكل كامل, وهنا ستزول كل مخاوفك؛ لأنك ستعيشين اللحظة التي كنت تخافينها وتتفادينها, وستدركين بأن خوفك كان لا مبرر له, وستنكسر الحلقة المفرغة التي كنت تدورين بداخلها.
قد يفيدك في المحاولات الأولى تناول دواء يزيل الخوف ويرخي العضلات، مثل: حبوب (LEXOTANIL) عيار 3 ملغ، يمكنك تجربة تناول حبة قبل الجماع بساعة مثلا, فهو سيساعدك كثيرا، وسيريح أعصابك، ويجعلك متعاونة ومسترخية.
نسأل الله العلي القدير أن يكتب لك كل الخير في حاضرك ومستقبلك.