كيف أتعامل مع زوجي الذي ليس لديه إحساس بالمسؤولية؟

0 560

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

زوجي يعتقد بأني أعاني من مشكلة نفسية، ولا أدري كيف أتعامل معه؟ فهو يكذب ويحور في كلامه ويبالغ، ثم يحكي للناس بأنه يعيش في معاناة معي، رغم أنني أقوم بدور الرجل والمرأة في البيت، لبروده وعدم إحساسه بالمسؤولية، مع العلم أن أبوه بارد الطبع مثله، وأمه دائمة الكذب.

أرجو علاجا سريعا لهذه المشكلة، فنحن على وشك الانفصال.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ heba حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإصلاح ذات البين بين الأزواج، لا يتأتى إلا إذا كان كل منهما يقوم بواجبه، واحترم الشراكة الزوجية.

أيتها الفاضلة الكريمة: يجب أن تقيمي زواجك، وإن كانت هناك مشكلة فعلية بينك وبين زوجك، فكوني متجردة وصادقة مع نفسك، وابحثي في الجوانب التي ربما يكون زوجك قد ساهم بها في هذه المشكلة، والجوانب التي ساهمت أنت بها في اضطراب العلاقة الزوجية.

كلامي قد يكون غريبا بعض الشيء، ولكنها حقيقة مهنية، ونشاهدها كثيرا، فحاولي أنت أن تنظري إلى الجوانب الإيجابية في زوجك – وهذا مهم جدا –، أما التركيز على السلبيات فقط فإنه لا يفيد، كما يجب عليك أن تنظري إلى سلبياتك، وحاولي أن تضعيها في المسار الصحيح، فهذا يقلل ويضيق تماما الفجوة فيما بينكما، وأنا أقول لك أن المرأة الذكية هي المرأة التي تحفظ زواجها وزوجها، كيف؟ هذا متروك لكل زوجة ومنهجها، وحنكتها، وحكمتها في التعامل.

كوني طيبة مع زوجك، حتى وإن كان يكثر الكذب، لا تواجهيه صراحة في هذا الأمر، حولي كلامه لتجعليه أنت صادقا، ومن خلال التناصح – من خلال الاهتمام – أعتقد أن زوجك يمكن أن يتغير.

والإنسان في مثل موقفك لابد أن يسأل نفسه: هل فعلا زوجي بكل هذا السوء؟ أم أنا أبالغ في تقييمه سلبيا؟ أم أن تحملي قد قل؟

فتحمل الزوجة يقل إذا كان لديها مشكلة، كعدم تواؤم، أو عدم توافق، أو قلق، أو عسر في مزاجها، في بعض الأحيان قد يصل لدرجة الاكتئاب.

نقطة مهمة جدا: أنا لا أريدك أبدا أن تنعتي والد ووالدة زوجك بما ذكرت عنهما، حتى وإن كان من وجهة نظرك أن والدة زوجك كاذبة، وأن أبوه باردا، فلا تزر وازرة وزر أخرى، وهؤلاء يعتبرون أيضا في مقام والديك.

فأيتها الفاضلة الكريمة: أنت محتاجة حقيقة بأن تكوني كاظمة للغيظ، بأن تنظري إلى الجوانب الإيجابية في الناس، وأن تكوني ذكية في إدارة شؤون أسرتك وبيتك وزوجك.

أيتها الفاضلة الكريمة: لا أنصحك بالانفصال أبدا، وأقول لك: إذا كانت الأمور خرجت عن النطاق الذي لا يمكن تحمله، ففي مثل هذه الحالة ابحثي عن مناصح لك ولزوجك، فهذا قد يكون مختصا في الإرشاد الأسري، أو أحد أفراد الأسرة يكون مقبولا لدى الطرفين.

أنصحك أيضا أن تتواصلي مع إحدى الأخوات الداعيات في حيكم أو في مدينتكم، فسوف تجدين منها النصح والإرشاد والاستبصار والمساندة، وهذا مهم جدا في الحياة.

جزاك الله خيرا، وبارك الله فيك، وأسأل الله أن يوفق فيما بينكما، وأن يؤلف على الخير قلوبكما، وأن يصلح ذات بينكما.

مواد ذات صلة

الاستشارات