خطيبي أعتقد أنه ضعيف الشخصية فهل أكمل مشواري معه؟

0 434

السؤال

أنا فتاة عمري 27 سنة، تقدم لخطبتي شاب معي في الوظيفة، لكني لا أعرفه جيدا، وعقد قراني عليه، لكنه بعد يوم من العقد جلب أمه إلى بيتنا، يقول إني قليلة الكلام ولا أتكلم معه كثيرا، وهو يريد البنت تتكلم كثيرا، وجلب معه القرآن الكريم لأحلف بأن أهلي لم يجبروني عليه، أظن أنه ضعيف الشخصية أمام أهله، ولا أعرف ماذا أفعل، هل أبقى معه؟ وأنا متأكدة أنه سوف تحدث مشاكل كثيرة بيننا، أو أفسخ العقد، وهذا في مجتمعنا صعب، ماذا أفعل؟ ساعدوني أرجوكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وفاء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك - ابنتنا الفاضلة - في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونتمنى أن تكملي المشوار مع هذا الشاب، ولا أعتقد أن هذا السؤال الذي سأله يعد إشكالا، وسيأتي الكلام بينكما في وقته المناسب، وستتكلمين معه، وحاولي بعد أن أصبح خطيبا لك أن تتجاوبي معه، لأن هذا أيضا من الأمور المهمة التي لابد أن تهتم بها الفتاة.

ولا أظن أنه ضعيف الشخصية، ومثل هذه الأمور أرجو ألا تركزي عليها، فالمهم أن تتعاوني مع هذا الزوج، وتعاونيه على صعوبات الحياة، والمرأة تستطيع أن تعين زوجها على إثبات جهده عندما تقدمه وتعطيه المهام وتحاول أن تظهر له النجاحات التي عنده، كذلك أيضا طالما كانت هذه الخطوبة تمت بعلم أهلك وعلم أهله وبهذه الموافقة وتمت -ولله الحمد- المراسيم، فأرجو أن تكملي المشوار، وتقلعي عن مثل هذه التوقعات، وتذكري أنه لا يوجد رجل ليس عنده نقائص ولا عيوب، ولا توجد امرأة كذلك خالية من النقائص والعيوب، ولكن طوبى لمن غمرت سيئاته في بحور حسناته.

والمرأة لا يمكن أن تجد رجلا بلا عيوب، كما أنها أيضا لا تخلو من العيوب، ولذلك المسألة تقوم على فهم هذه القضية، فمن الذي ما ساء قط؟ ومن الذي له الحسنى فقط؟ وكفى بالمرء نبلا أن تعد معايبه، والإنسان إذا تفكر يجد فينا نحن معشر الرجال نقصا، ويجد في النساء كذلك نقصا، كلنا ذلك البشر الضعيف الناقص، ولذلك النبي - صلى الله عليه وسلم – وجه بهذا المعنى فقال: (لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر) فالإنسان عندما ينظر في سلبيات أي إنسان ينبغي – والإنصاف يقتضيه – أن ينظر أيضا في الإيجابيات، بل أن يضخم الإيجابيات، و الأصل أن الناس معظمهم فيهم إيجابيات، والسلبيات هي القليلة التي لا تؤثر.

فاجتهدي في إكمال هذا المشوار، ونحن أيضا لا نفكر إنهاء هذه العلاقة، وإذا كنت تتوقعين أن هناك علاقة بدون صعوبات فهذا لا يمكن أن يوجد على وجه هذه الأرض، فالمهم هو أن يتفاعل الإنسان مع واقعه، أن تتعايش المرأة مع الرجل الذي وضعه الله تبارك وتعالى في طريقها، والحمد لله أن هذه الخطبة تمت مراسيمها بطريقة صحيحة بحضور أهلك، وبحضور أهله، وها هي أمه تزوركم، ولذلك أرجو أن تظهري له الرضا وتظهري له الفرح، وحذاري أن تعيشي ثقافة المسلسلات، فأمه لن تكون عدوة لك، وأسرته لو كانوا لا يريدونك ما جاءوا به، وهو الآن يصر على أن تجاوبي معه وأن تتكلمي معه، ونحن نتمنى أن تعطيه ما يريد، ونتمنى أن تكملوا المشوار، وبعد ذلك عندما يتم الزواج سيسمع الكلام الذي يسره، وتسعدي أنت أيضا بقربك منه، وحاولي أن تتعاملي مع أهله بحكمة، فالمرأة العاقلة تعتبر أم الزوج كأم لها، وأخوات الزوج كأنهم أخوات لها، فهي تكرمهم وتحترمهم، وعندها سيبادلها الزوج الاحترام لأهلها، وبالإكرام لها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يديم عليكم النعم، وأن يعينك على إكمال هذا المشوار.

وأرجو أن تعلمي أن مسألة الفراق ومسألة الطلاق مسألة ليس فيها مصلحة، وأن المتضرر الأكبر منها هو الفتاة، وأهلك قطعا لن يقبلوا، والمجتمع كذلك لا يقبل مثل هذا الفراق لأجل هذه الأسباب التي لا تكاد تذكر، بل هي مجرد أوهام وتخيلات، سواء كان اتهامه لك بقلة الكلام أو اتهامك له بأنه ضعيف الشخصية، فهذه أمور نعتقد أن الوقت عليها مبكر، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يديم بينكما الألفة والمحبة، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات