أعاني من خوف شديد عندما أكون بمفردي، فما الحل؟

0 571

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا أعاني من مشكلة قد تبدو غريبة بعض الشيء!!

أنا أبلغ من العمر 19 عاما، بمعنى أنني لست صغيرة على ما أشعر به، ولكني أعاني من الخوف بشدة، فأنا لا أستطيع أن أجلس في البيت بمفردي، ولا حتى أستطيع أن أنام إلا أن ينام أحد بجانبي، ولا أعرف أنام إلا بذلك، لدرجة أن إخوتي الكبار يكونون نائمين بنفس الغرفة، ويكونون معي بنفس المكان، ولكني لا أستطيع النوم، وأشعر بالخوف الشديد.

والأكثر غرابة من ذلك: أن خوفي يزداد أكثر عندما أصلي وأنا في مكان ما بمفردي، ويزداد أيضا إذا استمعت للقرآن الكريم!

وأخاف أيضا من سماع صوت الأذان إذا كنت بمفردي، ولا أستطيع الصلاة إلا إذا كان أحد معي في نفس الغرفة حتى لا أخاف.

فما حل هذه المشكلة؟ وكيف أتخلص منها وأتغلب عليها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مني حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على الكتابة إلينا، والتواصل معنا في الشبكة الإسلامية.

تكثر بين الناس حالات الخوف، حيث تبدأ من الطفولة، إلا أنها ليس بالضرورة أن تزول بانتهاء مرحلة الطفولة، فكثير ما يصاب الكبار بحالات من الخوف، سواء الخوف، أو الرهاب من أمر محدد: كالقطط، والكلاب، والأفاعي، والحشرات، أو الخوف من المرض، أو الخوف بشكل عام، ومن دون شيء محدد، كحالات الخوف من المستقبل، وكأن المستقبل والأيام القادمة ستأتي بما لا يسر.

ومن خصائص الخوف أو الرهاب أنه غير منطقي، فليس بالضرورة أن يكون مفهوما بالنسبة لنا، فلا نستطيع في كثير من الأحيان فهم أسبابه، وقد لا يكون في حياة الشخص ما يشير إلى مصدر هذا الخوف.

وفي حالات قليلة يمكن ربط الخوف بحادث صادم معين، كهجوم كلب على الشخص، والذي يتطور عنده الأمر ليصبح عنده رهاب الكلاب بشكل عام، أو حدوث حالة من الخوف من المرض أو الموت بعيد فقدان قريب أو عزيز بمرض أو وفاة.

فهل يا ترى هناك في حياتك ما يمكن أن يفسر تطور هذا الخوف عندك من قريب أو بعيد؟

وأحيانا قد يكون أكثر من سماع محاضرة مؤثرة عن الموت وأهوال يوم القيامة، وخاصة إذا كان هذا الشخص يمر في ظروف شخصية حرجة في حياته، كسفر، أو انتقال من مرحلة تعليمية لأخرى، أو مرض قريب.

وسواء عرفنا السبب، أو الارتباط، أو لم نعرفه، فإن العلاج يكاد يكون واحدا، وهو التطمين إلى أن شيئا لم يحدث من هذا الرهاب، بالرغم من أن هذا الرهاب يبدو وكأنه حقيقي، وكأن أمرا فظيعا على وشك أن يحدث.

ويقوم العلاج النفسي على مبادئ العلاج المعرفي، من محاولة تغيير الأفكار السلبية المتعلقة بهذا الرهاب، واستبدالها بأفكار أكثر إيجابية وأكثر موضوعية.

وربما نستعمل العلاج السلوكي مع أو من دون العلاج المعرفي، وهو من خلال تعريض الشخص المصاب للأشياء والمواقف التي تثير عنده عادة حالة الخوف، حتى يهدأ، ويطمئن، ويرتاح لوجوده وجها لوجه في مواجهة ما يخيفه.

وفي بعض الحالات - وخاصة الشديدة - يمكن أن نضيف للعلاجات السابقة استعمال أحد الأدوية المهدئة، وخاصة إذا ما ترافق الرهاب باضطراب النوم وصعوباته، والأمثل أن يشرف طبيب نفسي على هذا العلاج لاعتبارات متعددة.

ومن بدهي القول أن أقول: أن الخوف عند سماع القرآن، أو عند الصلاة، يجب أن لا يتخذ سببا للابتعاد عن كتاب الله، أو عن الصلاة، ففي ذكر الله دوما راحة وطمأنينة للنفس، ولو بعد شيء من العلاجات الأخرى.

ومن الأفضل الاستماع إلى الرقية الشرعية فإن فيها نفع كثير فهي إن لم تنفعك لن تضرك، كذلك المحافظة على أذكار الصباح والمساء.
عافاك الله، وخفف عنك ما أنت فيه.

مواد ذات صلة

الاستشارات