أعاني من رفة العين عندما أنظر إلى وجه من يتحدث معي، ما العلاج؟

0 395

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أسأل الله تعالى أن يجزيكم خيرا على ما تقدمونه.

منذ ثلاث سنين كنت لما يتحدث معي أحد الناس أو لما أكون في محاضرة في جامعتي أو درس في المسجد فأحيانا كنت لا أضبط نظرات عيني, بمعنى أن عيني مثلا تتجه شمالا ويسارا، أو ما يعرف برفة العين, ولكن لم يكن الأمر مبالغا فيه، فقد كان بسيطا وطبيعيا, ولم أكن أعط للأمر أهمية كبيرة، لأني أعلم كثيرا من الناس يصيبهم مثل ذلك, وكنت إذا ما نظر إلي أحد الناس فإني لا أضع عيني في عينه، فلا أحد النظر له، كما يحد هو مخافة أن تحصل تلك الرفة, ولكن كما قلت كان الأمر عاديا.

تطور هذا الأمر قبل ثلاثة شهور، فقد كنت في محاضرة, فلم أتمكن من ضبط نظراتي, فأخذت عيني تتجه شمالا ويمينا بصورة مبالغ فيها, فلاحظت أحد الطلاب يضحك علي, فأدى هذا إلى زيادة في تلك الرفة خاصة في هذه المحاضرة, ثم تطور أكثر لما عزمت أن أحد النظر إلى من ينظر إلي وإلا أصرف بصري.

لما عزمت على ذلك حصل ما كنت أخاف منه, وما زاد الأمر سوءا أن من يراني يضحك علي، وهذا أكثر ما يؤلمني, فتطور هذا الأمر, فأصبحت أمشي في الشارع وأنا كلما ينظر إلي أحد ( صحيح أني أصرف بصري عنه ) فعيني أفقد السيطرة عليها, ثم أنظر إلى من رآني فأراه يحاول أن يكتم ضحكه, فزاد حتى أصبحت كل ما أرى إنسانا فإن عيني تضطرب وأفقد السيطرة عليها، حتى ولو كنت لوحدي مثلا أشاهد التلفاز.

اصبحت كل ما أريد أن أخرج (حتى للمسجد الذي يستغرق المشي له دقيقة أو أقل) فيصيبني حالة من الهلع والخوف فتزداد نبضات قلبي وأرتبك فيزداد الأمر سوءا.

حاولت أن أعالج نفسي بأن أمنع نفسي من مراقبة نظراتي، وبالثقة بالنفس، وفعلا تحسنت بدرجة 85 %, بل مرت علي أيام تحسنت لربما بنسبة 99 %, فما إن أقول قد حلت مشكلتي فيأتيني وسواس بأن هذا الأمر سيعود لي غدا، فأصاب بحزن وباكتئاب، وفعلا يحدث ما أخاف منه.

الآن هكذا أيامي يوم في تحسن ويوم في انتكاسة, فأنا الآن لي ثلاثة أشهر لم أذهب إلى جامعتي، وجالس في البيت لا أخرج إلا للصلاة, بل وتمضي علي أيام لا أستطيع أن أذهب للصلاة، بالرغم من قرب المسجد من بيتنا, وأقضي أيامي بالبكاء.

أحيانا أشعر بأن حل مشكلتي بأن أمشي في الشارع، وأنا ناس لمشكلتي، فحاولت أن أنسى هذا الأمر، وأنا أمشي فلم أستطع.

ذهبت إلى طبيب نفسي فأوصاني بأن أعود وأمارس حياتي كما كنت من قبل، وبأن لا أراقب نظرات نفسي وأنا خارج من المنزل، وبأن أمارس الرياضة وبأن أفكر في حياتي المستقبلية، وفعلا تحسنت حالتي فلم أكمل جلساتي معه، فعادت لي تلك الرفة.

ذهبت إلى آخر فأعطاني مهدئا لا أدري ما اسمه! وذهب الخوف الشديد عند خروجي من المنزل، ولكني لا زلت أعاني من مشكلتي هذه.

سمعت أن من طرق الحل بأن أكرر هذه الحركات التي تحصل معي تكرارا شديدا، وأنا لوحدي حتى أشعر بالإجهاد، وفعلا فعلت ذلك فرأيت تحسنا ولكن لا يمكنني أن أكمل حياتي وأنا كل يوم أفعل هذه الحركات, فعيني أصبحت تؤلمني من كثرة ما أفعلها.

الآن لما أمشي في الشارع أشعر بأني غريب ومريض, والحمد لله على كل حال، وإذا رأيت شخصا يفعل هذه الرفة أمامي فإن نفسي تطمئن ولا تحدث هذه الرفة مطلقا، لأني أشعر أني غير ملام, فتختفي هذه الرفة حينها.

أنا صاحب الاستشارة رقم الاستشارة: (2144854)، وبفضل الله تحسنت وذهب الخوف عند إمامة المصلين, لكنه ذهب بسبب مجيئ هذه المشكلة.

ساعدوني على الحل، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

رفة العين والتي قد يصحبها أيضا حركة عضلية لاإرادية وفي الوجه انقباض وانبساط مفاجئ، قد تكون تعبيرا عن وسواس قهري، فالوساوس قد تكون على هذه الشاكلة، والقلق النفسي يعلب دورا كبيرا في مثل هذه الحالات، وحدوث هذا النوع من وساوس الأفعال.

أنت لديك خلفية نفسية تدل على وجود القلق، فهنالك قلق المخاوف، والذي تحدثنا في الاستشارة السابقة ونصحنا بعقار سيرتللين، وأنت هنا تعبر بوضوح عن وجود قلق وتوترات ومخاوف، قد تكون وصلت إلى مرحلة الهلع والفزع في بعض الأحيان.

ممارستك العلاجية هي ممارسة صحيحة جدا، العلاج عن طريق التجاهل والمزيد من الثقة بالنفس، وصرف الانتباه، ويضاف إليها تمارين الاسترخاء كعلاج رئيسي لمثل هذه الحالات، ونضيف إلى ذلك بالفعل تكرار هذه الحركة تلقائيا حتى تحس بالإجهاد وتكرر ذلك على الأقل ثلاثة مرات في اليوم، هذا أيضا علاج جيد وعلاج وفاعل جدا، فأرجو أن تواظب عليه.

يضاف إلى ذلك العلاج الدوائي، والدواء مهم جدا في حالتك، وأنا أعتقد أن عقار سيرتللين هو نفسه سوف يكون مناسبا مع شيء من التعديل، وهو أن تظل على الجرعة العلاجية، وهي حبتان في اليوم، أي (100) مليجرام لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، بعد ذلك تجعلها حبة ونصف أي (75) مليجراما، تتناولها يوميا لمدة شهرين ثم حبة واحدة يتم تناولها لمدة ثلاثة أشهر ثم نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر.

هذه الوصفة الطبية إن شاء الله تعالى تفيدك كثيرا في الجانب الوسواسي والقلقي والتوتري، وكذلك في جانب المخاوف، ولاشك أنك سوف تلاحظ أن مزاجك العام قد تحسن كثيرا.

هذا هو الذي أنصح به، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات