ماذا أفعل مع والد خطيبتي وقد عقد الخطبة؟

0 434

السؤال

تقدمت لخطبة فتاة، ورأيتها -النظرة الشرعية- والمهم أريد أن أتزوج ولكني حاليا لا أعمل، كنت من قبل أعمل في أكثر من مجال، وجمعت مبلغا من المال بفضل الله، واشتريت بيتا وأثاثا، وأملك المهر، وأملك تكاليف الوليمة.

عندما كلمت أباها أني أريد الزواج قال لي: لا بد أن يكون لك عمل، قلت الآن ليس عندي عمل، الآن أنا أتفرغ للزواج وبعد الزواج سأشتري محلا وأتجر فيه، فما الحل؟

هو الآن يرفض الزواج حتى أجد عملا، وأنا -الحمد لله- أملك المنزل والمهر، والعمل الذي طلبه قلت له سأبحث عن وظيفة بعد الزواج، وقلت له أنا حاليا سأتفرغ للزواج فلم التعقيد؟ هذا ما حدث من البنت وأهلها!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عامر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نسأل الله أن يقدر لك الخير، ونرحب بك في موقعك، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، ونسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يعينك على إيجاد وظيفة تعينك على صعوبات الحياة.

أرجو أن تعلم أن رأي الفتاة هو الأساس، فهل الفتاة راضية؟ وهل الفتاة ممكن أن تقبل بك الآن وأنت بلا عمل؟ إذا كان هذا هو رأي والد الفتاة فلماذا أيضا لا تبحث عن وظيفة؟ أي وظيفة بحيث تدخل على زوجتك ثم بعد ذلك تواصل مشوار الحياة والعمل، لأن الذي يفهم من كلام والد الزوجة أنه ربما كان يشك في هذه الأشياء، فهل عندك إثباتات صحيحة أنك تملك أموالا وأرصدة وبيتا؟ إلى آخره....

الأمر الثاني: بعضهم يجعل هذا معيارا لتحمل المسؤولية، فإنه يخشى من الشاب الذي لا يعمل، والزوجة تحتاج إلى مصروفات، وغدا سوف يأتي الأولاد والمسؤوليات، فبعض الرجال يفكر بهذه الطريقة من الذي ينفق عليهم؟ مثل هذا الرجل قد يكون عالة على الأسرة والفتاة، وقد يترك الفتاة بعد ذلك ويهملها، ويجعلها أمام الأمر الواقع أنه لا عمل له، فهو يتخوف من التجارب الفاشلة.

نحن نتمنى أن تثبت له أولا أنك تملك هذه الأشياء، وأن عندك ما تستطيع أن تتاجر به، وتبدأ عملا جديدا بعد الزواج، وأن هذه الأموال خالصة لك وباسمك أنت؛ لأن هذه الأشياء أيضا قد يهتم بها أولياء بعض البنات لأنها تدل على مسؤولية الزوج وقدرته على تحمل المسؤولية.

الإنسان بعد الزواج تأتيه مسؤوليات جديدة، والزوجة أيضا تريد أن تكون لها حياة كريمة، ولها متطلبات، وكذلك أيضا قد يأتيهم أبناء يحتاجوا إلى الإنفاق عليهم، وغير ذلك، مع أننا أيضا من الناحية الشرعية لا ننسى أن الله هو الرزاق، وأن هؤلاء يأتون بأرزاقهم، ولكن عليك أن تبحث عن السبب ثم التوكل على الكريم الوهاب سبحانه.

لا أظن أن تجد صعوبة في إرضائه، حتى ولو ذهبت وقدمت الأوراق وعرضت نفسك على بعض الجهات، ووجدت وعودا ولو مجرد وعود بأنهم سوف يقبلوا بك، فإن نظرة والد الزوجة سوف تتغير، كذلك أيضا أن يكون للزوجة دور في إقناع أهلها إذا كانت هي تعرف هذه الحقائق، ومقتنعة بك، وراضية بك كما أنت راض بها، طالما وجد الحب ووجد الميل، فالمسألة تحتاج إلى تضحيات من الطرفين، لذلك أرجو أن يكون لها دور في إقناع أهلها، وأن تبدؤوا هذا المشوار، وعند ذلك يكون لها دور في تشجيعك على البحث عن وظيفة، والوظيفة دليل على تحمل الرجل المسؤولية كما قلنا وكما مضى معنا.

إذا كان هنالك فضلاء عقلاء يعرفونك ويمكن أن يؤثروا على الرجل أرجو أن يكون لهم دور في أن يتدخلوا ويبينوا لوالد الزوجة أنك تملك أموالا، وأنك تسطيع أن تعمل، وأنهم عرفوا عنك الجدية في العمل، وليس الاتكال، ولا التكاسل، فهذه المحاولات أرجو أن تبذل بهذه الطريقة.

من جانبك أنت عليك أن تسعى ولو مجرد سعي، وهذا هو المطلوب الشرعي ( امشوا في مناكبها)، (فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله) فالله يريد أن نفعل الأسباب وهو الرزاق الوهاب سبحانه.

الناحية الثانية: عليك أن توضح له أنك تملك الأشياء التي ذكرتها وأنها ملك خاص بك، وأن عندك رصيد، ولذلك أنت تفكر في عمل تجارة، ومعنى ذلك أن عندك أموالا غير هذه الممتلكات.

الأمر الثالث: ذكرناه وهو أن الفتاة ينبغي أن يكون لها دور في إقناع أهلها، وكذلك أيضا ينبغي أن يكون أصحاب الوجاهات والفضلاء ممن يعرفونك أو يعرفوا الرجل، ينبغي أن يكون لهم دور في إقناعه حتى يعينوك على الزواج، ونتمنى أن يكون للزوجة دور في تشجيعك على العمل.

ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

وبالله التوفيق السداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات