كيف الخلاص... وقد بليت بالمخاوف والوساوس؟

0 448

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أعاني من مشكلة أتعبتني كثيرا, فأنا خالد, وعمري 32 سنة, المشكلة بدأت منذ 10 سنوات إثر حادث ترك معه مخاوف كثيرة, منها رهاب الساحة, الدم, الأماكن المرتفعة, الدم الاجتماعي..إلخ.

حيث أصبحت لا أستطيع أن أسافر إلى أي مدينة بقصد البحث عن عمل, مع العلم أني أعيش في مدينتي إنسانا عاديا دون أن أشعر بالرهاب، وعندما يتكلم الناس عن مناطق بعيدة, أو مواقف في العمل أشعر أني لا أستطيع العمل وحدي في تلك المنطقة, وينتابني شعور بالخوف والضعف والإحباط.

علما أني كنت أتابع مع طبيب نفسي لمدة 3 سنوات تقريبا, أخدت أدوية كثيرة, ومن ثم أخذت لوديوميل مدة طويلة, واستبدلتها بأنافرانيل حتى أنهيته.

والحمد لله الحالة خفت كثيرا, مثل رؤية الدم, ومخاوف أخرى, لكن لا تزال مخاوف السفر, وعدم القدرة على تحمل المسؤولية, والتشاجر دفاعا عن إهانتي أو حقوقي.

الآن أصبحت أشعر بالعصبية الدائمة, وسرعة الغضب, والإحساس بالإرهاق, وعدم القدرة على العمل, وبعض الأحيان حتى على المشي إلى مكان قريب.

فهل هذا نفسي؟ أحس بالبرد مع أني عملت تحليل دم وليس هناك سكري ولا فقر دم، ولا توجد أعراض الغدة مثل الشعر، البشرة.. إلخ.

والآن يجب أن أعمل عملية لتعديل الحاجز الأنفي, وأنا خائف من مشاكل التخدير الكلي, علما أني تركت الانافرانيل لمدة 9 شهور.

أرجو أن تساعدوني, فقد عانيت وتعبت كثيرا.

وفقكم الله ورحم والديكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ kamal حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

حالة المخاوف التي تعاني منها هي حالة متداخلة, وكما ذكرت يظهر أن رهاب الساحة هو الذي يسيطر عليك, الربط ما بين هذه الأعراض والحادث هو ربط منطقي؛ لأن معظم المخاوف متعلمة ومكتسبة.

الرهاب والخوف أيضا يرتبط في بعض الأحيان بنوع من الوساوس, وأنا أعتقد أنه بنى لديك فكرة وسواسية؛ لأنك لا تستطيع السفر من مدينة إلى أخرى لتبحث عن عمل, هذا المكون الوسواسي أعتقد هو الذي أعاقك, وهو الذي يؤدي إلى توطيد وتقوية المخاوف لديك.

فكن يا أخي الفاضل قويا في توجهك نحو نفسك, بل كن صارما مع نفسك, واعلم أن المخاوف، وكذلك الوساوس لا تعالج إلا من خلال المواجهات والتحقير واستبدالها بما هو مضاد لها، وكن حريصا على ذلك.

وبالنسبة للعلاج الدوائي: أنت ذكرت أنه بجانب هذا الخوف لديك عدم استقرار نفسي عام, وأنك سريع الغضب والتوتر، وأعتقد أنه يوجد حقيقة مبرر كاف لأن تتناول دواء يساعدك -إن شاء الله- في إزالة المخاوف, وكذلك يزيل عنك التوتر والعصبية.

أما التشاجر فليس من مكارم الأفعال, ويا أخي الكريم حاول أن تبتعد عنه, وهو يؤدي إلى الإثارة وردود الأفعال السلبية، فيجب أن تجعل لنفسك ضوابط صارمة في هذا السياق.

الدواء الذي أشرحه لك في هذه المرة ليس الانفرانيل وإنما الدويركسات الذي يسمى علميا باروكستين, أعتقد أنه دواء مفيد جدا في حالتك, والجرعة المطلوبة هي (10) مليجراما -أي نصف حبة يوميا لمدة أسبوعين- وبعد ذلك اجعلها حبة كاملة, أي عشرين مليجراما, تناولها بانتظام يوميا لمدة شهر, وبعد ذلك اجعلها حبتين في اليوم أي (40) مليجراما, وهذه يمكن أن تتناولها بمعدل حبة صباحا وحبة مساء, استمرعلى هذه الجرعة لمدة شهرين, ثم خفضها إلى حبة ونصف في اليوم لمدة شهرين آخرين, ثم اجعلها حبة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر, ثم نصف حبة يوميا لمدة شهر, ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر, ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا دواء مفيد, ومدة العلاج التي ذكرناه لك ليست طويلة أبدا, هي الجرعة العلمية التي تفيد في مثل حالتك إن شاء الله تعالى، وبالطبع أنا مسرور جدا أن كل فحوصاتك طبيعية، وعلى ثقة تامة أنك بشيء من التفكير الإيجابي, وكبح المخاوف, وتوسيع شبكة النسيج الاجتماعي لديك, وأن تكون فعالا, وتغلق تماما أمام المخاوف, وتتناول دواءك؛ أعتقد أنك -إن شاء الله تعالى- سوف تكون على خير، وسوف تتبدل الأمور تماما.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات