السؤال
لدي حالة مرضية غريبة منذ حوالي عشرين عاما، أعاني منها كثيرا وتتعبني، أقوم من النوم وآكل خلال الليل أكثر من مرة، تبدأ هذه الحالة كل ليلة من بعد النوم بساعة، أي إذا نمت التاسعة أستيقظ في العاشرة تماما، أشعر بأنني أريد أن أقاوم، ولا أريد أن آكل في الليل، ولكن عبثا فإن شيئا داخلي يجبرني على الأكل، وتتكرر العملية حوالي أربع إلى خمس مرات ليليا، تعبت من هذا الوضع، عندما أستيقظ في الصباح أشعر بكره لنفسي، ولا أطيق أي شيء من حولي، كل ليلة أقول يجب ألا أتناول أي شيء، ولكن كما قلت عبثا شيء يتحكم بي ويدفعني للأكل بطريقة لاإرادية، ساعدوني، هل هناك أي حل لهذه المعضلة المميتة والمدمرة؟ وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رولا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
هنالك ما يعرف باضطرابات الشهية للطعام، وهي متعددة، ومنها اضطراب الشهية القهري، والذي قد يأخذ أي صورة من الصور، يعني أن الإنسان يتناول الطعام قهريا، ونقصد بقهرية أن الأمر تحت إرادته، لكن استجابة لنوع من الدفع القهري، أي إذا لم يقم بهذا الفعل لا يرتاح، هذا من الحالات التي تأتيك حين تتناول الطعام قهريا، الأمر أيضا فيه شيء من الطابع الوسواسي، ويعالج كما تعالج الوساوس القهرية، أعتقد أن حالتك أقرب لهذا الأمر.
الأمر الثاني: أن بعض الناس قد يحصل لهم انخفاض في درجة السكر في الدم، وبصورة تلقائية قد يحس الإنسان بشيء من الجوع حتى ولو كان بسيطا، ومن ثم يتناول الطعام ويرتاح، وهكذا، وبعد ذلك يبدأ عنده النمط الوسواسي، أي يكون عادة مكتسبة، وإن كان بدايتها بداية مرضية، مثل مرض السكر في الدم.
أرجو أن تقومي بالفحوصات المطلوبة، وتقابلي طبيب الغدد، وهذه خطوة مهمة؛ لأن التأكد من مستوى السكر ومستوى الكرتوزون في الدم مطلوب، وإذا اتضح أن الأمر وساوسي فقط -كما تفضلت- يجب أن يقاوم من خلال عدم الاتباع، وعدم الاتباع يعني التجنب والتجاهل، والتجاهل يتطلب الإصرار وفرض الإرادة على النفس القهرية، هذه هي الخطوات التي نسميها بالخطوات المعرفية، وسوف تجدين أن الأمر فيها صعوبة بعض الشيء في بداية الأمر، لكن بالإصرار المستمر -إن شاء الله- ستتخلصين من هذه العادة.
الأدوية المضادة للوساوس والأفعال القهرية أيضا ذات فائدة في علاج مثل هذه الحالات، ودواء برزواك يعتبر دواء مثاليا جدا، يمكنك أن تبدئي في تناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم، وقوة الكبسولة هي عشرون مليجرام، تناوليه لمدة شهر، بعد ذلك اجعليها كبسولتين في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.