هل أخبر الفتاة أني أريدها لتنتظرني أم ماذا؟

0 587

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أبلغ من العمر 22 عاما, وأنا طالب جامعي سنة ثانية, ولي زميلة في العمل, أيضا هي طالبة جامعية, إنني أعشقها من طرف واحد, وأريدها زوجة لي, ولكنني لست مهيأ للزواج؛ بسبب أنني لم أنه دراستي الجامعية, فهل أصارحها وأطلب منها انتظاري حتى أنهي دراستي, وأتقدم لطلبها, أم إذا كان لي نصيب سآخذها بدون هذه الخطوة, وأنا أخشى إن لم أصارحها أن تضيع وتتزوج من غيري, فماذا أفعل؟

جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد القادر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك ابننا في موقعك، ونشكر لك هذا التواصل، ويؤسفنا أن نقول إن وجود الرجال مع النساء هو سبب الكوارث، وسبب لهذه المشكلات، وأرجو أن تعلم أن الإسلام لا يبيح لك التواصل إلا وفق غطاء شرعي، وإلا وفق علاقة معلنة محددة، فلا تستعجل بهذه الخطوة، ولكن إذا كان هناك مجال لتغير بيئة العمل وتبتعد عن مواطن النساء فذلك هو الأصل، وإن كان هذا متعذر فعليك أن تبحث عن وسيلة الوصول إليها، ونتمنى أن يكون ذلك عن طريق محرم من محارمك، فتدخل أسرتك في الموضوع.

إذا كان بإمكان الخال أو العم أو الأخت (أو الشقيقة) –أو غيرها من المحارم– إذا كانت تستطيع أن تكلم الفتاة لتعرف أولا وجهة نظرها، وهل هي مرتبطة أم لا، وهل لها رغبة في الزواج أم ليس لها رغبة، وهل ستقبل بك أم لا، يعني مثل هذه الأسئلة قبل أن تمضي مع هذه العواطف –التي نحن نسميها بالإعجاب، وأنت سميتها عشقا، وهذه مرحلة متقدمة– لكنك أشرت إلى أنه من جهة واحدة ومن اتجاه واحد، وهذا من الخطورة بمكان، لأننا لا نعرف ما هي مشاعر الفتاة، وهل هي مرتبطة؟ وهل ستقبل بك؟ وهل أسرتك ستقبل بها؟ وهل أسرة الفتاة يمكن أن يقبلوا؟ يعني إشكالات كبيرة.

لذلك نحن نتمنى ألا تستمر مع هذه العواطف حتى لا تدخل في نفق مظلم يصعب عليك الرجوع منه، عليك أن تتوقف الآن لتصحح هذه العلاقة أو تقطع هذه العلاقة، فإما أن تصححها بأن توضع في إطارها الشرعي، وتعرف جوابا نهائيا، وتتأكد من أنها يمكن أن ترضى بك، أو تعرف الجانب الآخر أنها مرتبطة أو أنها غير راغبة أو إلى غير ذلك، حتى تكون على بينة من أمرك، فإن العلاقة واستمرارها بهذه الطريقة هي تضييع لوقتك، وربما يكون في ذلك جري وراء السراب.

نحن نتمنى في مثل هذه الأحوال إذا كنت تعرف محارمها أن تتواصل عن طريقهم، وتعلن رغبتك بالارتباط بها، وإن كنت لا تعرف فعليك أن تأتي بمحرم من محارمك –عمة، أخت، خالة، كما قلنا– من أجل أن تنظر في رغبة الفتاة، ولا مانع من أن تكلمها، وإن كان هذا متعذر, وكان في مكان العمل هناك نساء كبيرات في السن وبإمكانهم أن يسألوا مثل هذا السؤال ليكن وسيطة خير، فإن ذلك أيضا من الحلول التي نضطر إليها في مثل هذه الأحوال.

فإذا تبين لك أنها راغبة فعند ذلك عليك أن تطرق باب أهلها، وتأتي البيوت من أبوابها، وننصح قبل ذلك أن تخبر أسرتك، أن تتأكد من أن الأسرة ستوافق على هذا الأمر، وحبذا لو تكلموا هم بلسانك، وتقدموا لطلب يد الفتاة، أو طلبوا الانتظار من أهلها، لأن هذا يحتاج إلى أن يتعرفوا على الأسرة، ودائما نحن نقول إن الزواج ليس بين شاب وفتاة فقط، ولكن بين بيتين، وبين أسرتين، وبين قبيلتين، ولكن حتى يحصل هذا نتمنى أن تبتعد عن النظر إليها، وتبتعد عن المكان الذي هي فيه، واشغل نفسك بالمفيد، ولا تمضي وراء هذه العواطف، التي –كما أشرت– لأنها من جانب واحد، كما أن عواطف الفتاة مجهولة، ولا تدري هل تكتمل الصورة ويتحقق لك ما تريد؟ أم تكون الأخرى؟

والعاقل دائما لا يدخل نفسه في مثل هذه المشاكل، حتى لا تكون خصما على سعادته في مستقبل أيامه، إلا بعد أن يتأكد أن الأمر ممكن، والإسلام لا يبيح أي علاقة إلا بغطاء شرعي، إلا بعلم أهل الفتاة وأهل الفتى، إلا أن يكون هدف العلاقة هو الزواج، وحتى في حالة الخطوبة نحن لا ننصح بإطالة المدة، بل نريد للإنسان إذا وجد الفتاة المناسبة أن يسرع في تهيئة نفسه ثم يدخل هذا القفص الذهبي، ولا يتأخر في موضوع الزواج، لأنه ما من إنسان تأخر في موضوع الزواج إلا وندم، وما من إنسان تأخر في موضوع الزواج وأطال الخطبة إلا كان ذلك سببا لفتح ملفات قديمة، وإلا كان ذلك سببا لخصم السعادة الأسرية في مستقبل أيامهم، فإن طوفان العواطف بين الخطيبين هو خصم من مخزون العواطف الذي سيكون بين الزوجين.

فالإسلام دعوة إلى أن يختار الإنسان صاحبة الدين، فإذا وجدها عليه أن يطرق باب أهلها، ثم بعد ذلك من حق الأهل أن يسألوا عنه، ويسأل عنهم، ويأتي بأهله، فإذا حصل الوفاق والاتفاق ووجد الارتياح والميل وتقاربت الأرواح –والأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف– فعند ذلك لا مانع من أن يكمل هذا المشوار، ليكمل نصف دينه، ثم يتقي الله تبارك وتعالى في النصف الآخر.

نسأل الله أن يقدر لك ولها الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد، ونخبرك بأن الإنسان أيضا إذا احتار في أمر فإن عليه أن يصلي صلاة الاستخارة، وهي طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير.

نسأل الله أن يأخذ بناصيتك إلى الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه. ونكرر شكرنا لك على التواصل مع الموقع.

مواد ذات صلة

الاستشارات