هل أنا أصيب بالعين ..وما العلاج؟

0 581

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة أبلغ من العمر 23 عاما، أعاني منذ فترة طويلة من مرض لا أعرف ما هو هذا المرض؟! أنا في دوامة من الأفكار المستمرة والمسيطرة، ولا أستطيع مقاومتها، وتدور حول حدوث مرض أو سوء لي ولغيري! والذي أنا في حيرة منه أن معظم هذه الأفكار تحدث وتصبح حقيقة.

مثلا، تأتيني فكرة ارتفاع درجة الحرارة لأخي، فترتفع حرارته، وهكذا، أي بمجرد وجود الفكرة ولو عابرة تحدث، وتصبح حقيقة، والشيء الثاني الذي أنا في حيرة منه أنني أنظر إلى إخواني نظرة غريبة، ولا إرادية، كأنها نظرة تفقدية، لشكلهم وجسمهم بدون إرادة مني.

كذلك أختي عمرها 11سنة مصابة بمرض الصرع، ولم تتناول أي دواء، وأنا أشك أنني السبب في إصابتها به، مع أن الوالد كان مصابا به وقد شفاه الله، وبعض إخواني مصاب به.

الذي جعلني أتأكد أنني السبب في مرضها أنها لا تأتيها النوبة إلا إذا أتتني فكرة سقوطها، وتكون هذه الفكرة مسيطرة علي إلى أن تأتيها النوبة وتسقط، فتزول عني الفكرة وأرتاح بعدها، ولا أفكر فيها، ثم بعد 3 أو 4 أيام تعاود الفكرة من جديد فتسقط أختي، وهكذا كل أسبوع على هذا الحال.

أفيدوني ما هو العمل الذي يجب أن أقوم به تجاه أختي التي أنا السبب في عذابها بهذه الفكرة؟ فأنا الآن أصبحت لا أستطيع النظر إليها وأشعر بالحزن والذنب تجاهها، وأتمنى الموت لتعيش مثل باقي الأطفال!
ما هو هذا المرض الذي أنا مصابة به؟ هل هو وسواس أم أنني أصيب بالعين؟ لأن المرض كأنه محفز شديد الأفكار ومنفذ العين، أي تتحقق الفكرة أكثر من مرة.

هل يمكن الشفاء من هذا المرض؟ وكيف بعد الله عز وجل؟ أختي إذا كانت مصابة بسبب عيني ماذا أفعل لها؟

مع العلم -ولله الحمد- أنني محافظة على الأذكار وقيام الليل، ولا أتمنى أن يحدث لأي شخص مكروه، ولا أكره أحدا ولا أحقد على أحد، وإذا كنت أصيب بالعين هل هو يعتبر من المس أم أنه يكون بسبب عائن آخر؟

جزاكم الله خيرا على هذا الموقع الذي يعتبر مريحا لنا بعد الله عز وجل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ روان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

إن هنالك ظاهرة معروفة - وهي ظاهرة الإيحاء الاجتماعي – فكثيرا من الناس يكتسبون أفكارا وتصرفات منشؤها اجتماعي وهي ليست صحيحة، أن يفكر الإنسان في شيء ويحدث، هذا لا يعني أبدا أن الإنسان لديه قوة خارقة أو يجب أن يكون متشائما.

الأمور تلتقي بمجرد الصفة (قدرا) وليس أكثر من ذلك، وعليه أنت لديك هذه الأحاسيس، وهي أحاسيس إيحائية نفسية، وليس أكثر من ذلك، وأنت لست سببا في أي شيء، لا في مرض أختك ولا في غيره.

نترك الأسباب لرب الأسباب، ونكون متوكلين على الله تعالى، ونعرف أنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، ولغيرنا.

ليس هنالك ما يدعوك للذنب، وأنت بالفعل تعانين بالطبع من الوسوسة، والوسوسة دائما تعالج من خلال التحقير، ومن خلال أدوية معروفة في إزالة الوسوسة ومنها عقار (بروزاك) والذي يعرف علميا باسم (فلوكستين) وجرعته هي كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم يتم التوقف عنه، هذا إن كنت تريدين بالفعل علاجا حاسما لهذا الفكر الذي يقلقك وطابعه وسواسي في ذات الوقت.

موضوع العين والسحر والمس وخلافه: نؤمن بذلك تماما، لكن نؤمن أيضا أن الله خير حافظ وأن المؤمن لا يصيبه إلا ما كتب الله له، وأن من يتوكل على الله فهو حسبه، والمسلم مكلف بأن يحرص على صلاته وتلاوة قرآنه وأذكاره، وأن الله بذلك سيحفظه، فإنه لا سبيل لشيطان ولا سلطان له على المؤمن، إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مؤمنون، وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله، هذا يكفي تماما، والأمر يجب ألا يكون أكثر من ذلك.

بعد ذلك يجب أن تصرفي انتباهك تماما عن هذا التفكير الذي أنت فيه، وذلك من خلال المزيد من الحيوية والأنشطة، وأن تكوني فعالة، وأن يكون لك نسيج اجتماعي جيد، هذا يفيدك كثيرا، وأعتقد أن ذهابك إلى مراكز تحفيظ القرآن – على وجه الخصوص – سوف يساعدك كثيرا، لأن القرآن فيه خير الدنيا والآخرة، وفي ذات الوقت سوف تلتقين بالصالحات من النساء، وهذا - إن شاء الله تعالى – يقلص لديك هذا الفكر التسلطي الإيحائي، وكذلك الفكر الوسواسي.

بالنسبة لأختك: المطلوب هو أن يذهب بها إلى الطبيب ليقيم حالتها، ويعطيها العلاج المناسب إن كان هنالك حاجة لهذا العلاج.

الأمر في غاية الوضوح، ليس هنالك ما يحزنك، ليس هنالك ما يجعلك تتجنبين النظر إلى أختك، على العكس يجب أن تكوني فعالة وتأخذي بيدها وتقفي بجانبها، تجاهلها وعدم النظر إليها هذا ليس جيدا، ولا تحملي نفسك أبدا ذنبا لم تقترفيه.

نسأل الله لها العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات