مشكلتي أنني لا أحب القراءة، ما نصيحتكم؟

0 581

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أريد أن أخدم الإسلام، أريد أن يكون عندي ثقافة عالية من ناحية الدين والشريعة، لكنني لا أعلم كيف أبدأ؟!

مشكلتي أنني لا أحب القراءة، وإذ أخذت في بعض الأحيان كتابا عن الدين وأحاول القراءة فيه لكنني أشعر بالملل فورا، لأنني أولا لا أحب القراءة، وأشعر بأن الكتاب ممل ولا يجذبني لقرائته.

أريد أن أعلم ماذا فعل العلماء والشيوخ حتى وصلوا إلى تلك المرحلة من هذه الناحية؟ وكيف بدأوا؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وفاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه..

بداية نرحب بك - ابنتنا الفاضلة - في موقعك، ونشكر لك هذه الرغبة، فإن الرغبة في الخير خير، فكيف إذا كانت الرغبة في طلب العلم وفي التطلع للوصول إلى مراتب العلماء، والعلماء هم ورثة الأنبياء، والحيتان في بحرها والنمل في حجرها يصلون على معلم الناس الخير، فهنيئا لك بهذه الرغبة التي نتمنى أن تحوليها إلى عمل، وهنيئا لك بهذه النية الصالحة التي نتمنى أن تتحول كذلك إلى عمل، فإن الإنسان لا يزال بخير ما نوى الخير وعمل الخير.

أرجو أن تعلمي أن طلب العلم فعلا يحتاج إلى مذاكرة، لكن الخطوات الأولى هي أن يتلقى الإنسان العلم عن أهله، عن الداعيات وعن العالمات وعن الفقهاء، وإذا كنت لا ترغبين في القراءة فبإمكانك أن تلتحقي بأكاديمية المجد العلمية فتتابعي الدروس المنتظمة، ثم بعد ذلك ستحتاجين إلى قليل من المذاكرة لأنك سمعت الدروس كما هي، وكذلك غيرها من الأكاديميات التي تعتمد على الغرف الصوتية وشرح الدروس بهذه الطريقة، في هذا الزمان الذي أصبح التواصل فيه بين البشر من السهولة بمكان.

إذن نحن ندعوك إلى تنفيذ هذه الرغبة بالكيفية التي تتاح لك، ومعلوم أن الدراسة من بعد ونظام الجامعات المفتوحة ونظام الأكاديميات عن طريق القنوات، هذا نظام فيه فوائد كثيرة خاصة بالنسبة للفتيات، فإنه قد يصعب على الفتاة أن تنتقل من مكان إلى مكان، أو توجد جامعة تدرس فيها، ولكن تستطيع بهذه الطريقة أن تدرس، وهذه الطريقة كما قلنا ليست كافية، فهناك مراكز للتحفيظ، وهنالك مراكز للدعوة، ومعاهد علمية نسائية منتشرة -ولله الحمد- في بلدكم، فينبغي أيضا أن يكون هناك التحاق بهذه المراكز حتى تتلقي العلم مباشرة من العالمات والفقهيات والداعيات.

إن التواصل مع العلماء – مع الداعيات – والأخذ عنهم مباشرة، هذا من الجوانب المهمة في التلقي وفي الطلب، بل العلم الشرعي هذا الجانب يعتبر أساسيا فيه، لأن الإنسان يتلقى عن العلماء وعن الداعيات السمت والأخلاق، ويتعلم منهم الحرص والإصرار على طلب العلم، لذلك هذه المعاني يتعلمها الإنسان من خلال الجلوس للعلماء.

كما أن الدروس في معاهد العلمية والدراسة المرتبة يتيح للإنسان جانب المنافسة وجانب الحماس والاندفاع، لأنها لا تجد نفسها وحدها، تجد أخريات يذكرن ويجتهدن فتبدأ هي أيضا في الاجتهاد والتقليد لهن في مذاكرة العلم، لذلك يتحقق روح التنافس الإيجابي الشريف الذي يحمل الإنسان على الاجتهاد في الطلب وعلى السعي في طلب العلم ومواصلة هذا الطريق.

من هنا نحن ندعوك إلى تحويل هذه الرغبة إلى عمل، ونشكر لك هذا الحرص على الخير، وأرجو ألا تتوقفي ولا تنزعجي من مسألة القراءة، فإن كثيرا من الناس في البداية لا يحب القراءة، لكن بعد ذلك يحصل له إقبال ويحصل له حب للدراسة والقراءة، فلا يضع الكتاب من يده، وهذه مرحلة ستصلين إليها بحول الله وقوته.

لذلك ننصحك بقراءة الكتب الجذابة، كتب السير، سير السلف، قصص أمهات المؤمنين، إلى غير ذلك، بداية مشوقة، ثم بعد ذلك تنتقلين إلى العلوم الأخرى النافعة التي ربما تحتاج إلى شيء من العزيمة وشيء من الإصرار، ونسأل الله أن يعينك على الخير، ونتمنى أن نسمع أنك أصبحت داعية مميزة تقدم الخير والدعوة لبنات جنسها، ونسأل الله أن ينفع بك بلاده والعباد.

وانظري هذه الاستشارات ذات الصلة: ( 239451 - 265573 - 278885 - 282586 ).

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات