كيف أتخلص من مراقبة نفسي وعدم تكيفي مع ما أمر به؟

0 515

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
أعاني منذ فترة من الوسواس القهري، وها أنا أستخدم العلاج منذ شهرين تقريبا، -والحمد لله- بدأت الأمور تتحسن، ولكن المشكلة الآن أصبحت بعقلي الباطني، أشعر وكأنه يعيش عالما آخر غير واقعي، وكأنه يدور في دوامة أخرى، كغرفة تعمها الفوضى، وأصبحت كمن هو مقسوم إلى قسمين. الأول يعيش بعفوية وطبيعية، والآخر يراقب كل فكرة، وكل تصرف وكل حركة، وكل جملة.

حتى بدأت الشعور بأن حقيقتي هي عبارة عن خيال، وبأني سأعجز ذات يوم عن التحكم بذاتي.

جعلت لي هذه الحالة، وكأنني صعب التكيف مع أي محيط حولي، وفي كل خطوة أسأل نفسي هل قمت بها بشكل طبيعي أم لا؟ وهل هذا يعني بأني شفيت أم لا؟

أريد أن أعلم كيف أعيد ترتيب نفسي، وكيف أعالج مسألة العقل الباطني، والذي يطغى على عقلي الظاهري؟ وكيف أتخلص من مراقبة نفسي؟ وأتخلص من شعور اللاتكيف الذي أمر به؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد ث حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

الوساوس القهري هو مرض المتناقضات يجر صاحبه هنا، ويستدرجه هنالك، وهكذا، إذن نوعية هذه المشاعر التي وصفتها بالدوامة هي جزء من الوساوس القهرية، ولا أعتقد أنها قضية تتعلق بالعقل الباطني مع احترامي الشديد لرأيك، فكلها تحت تحكم العقل كالشعور الإدراكي، وهي تعالج من خلال التحقير، وعدم الاكتراث لها، وهي لا تخلو أيضا من شيء مما يسمى باضطراب الأنية، أو التغرب عن الذات.

هنالك من ينصح بتناول عقار زاناكس بجرعات صغيرة في مثل هذه الحالات، وهي أي الجرعة ربع مليجرام ليلا لمدة أسبوعين، ثم ربع مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوع، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء، هذا يراه البعض وإن كنت لا أحب الزاناكس، وهنالك دراسات تشير أن تناول جرعات صغيرة من مضادات الذهان قد تفيد، لكن هذا أمر يجب أن لا نذهب نحوه كثيرا.

أيها الفاضل الكريم: تجاهل هذه الفكرة حقرها تماما، لا تجعل نفسك مقسما بينما هو واقعي، وما هو غير واقعي، وقل لنفسك هذه كل أفكار وجزئيات مرتبطة بالوساوس القهرية، ويجب أن أصرف انتباهي عنها، وأن لا أهتم بها، هذه هي المعالجات المطلوبة.

وأما مراقبة النفس في حدود ما هو معقول، فلا بأس بها؛ لأن النفس إذا لم نضع لها الضوابط والكوابح ربما تسرح وتمرح، ومن المهم جدا أخي وكنوع من صرف الانتباه عن هذه الأعراض، أن تحسن إدارة الوقت هذا نركز عليه كثيرا، حسن إدارة الوقت، وأن يشعر الإنسان أن الواجبات أكثر من الأوقات، ويعمل من خلال المنهج بأن يدير وقته بصورة فعالة، أعتقد أن ذلك لن يعطي أي مجال للفراغ ليدخل الإنسان ويسترسل في وسواسه؛ لأن الوساوس تحمل الكثير من التناقضات، والتنازعات والاندفاعات الغير صحيحة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات