السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أختي الفاضلة: الرجاء الرد على استفساراتي بسرعة لو تفضلت.
أنا سيدة أبلغ 40 عاما, كان عندي 3 أولاد ذكور وبنت, وقبل عام ونصف توفيت ابنتي نتيجة مرض السرطان, وكان عمرها 6 سنوات, وعمر أصغر أبنائي 3 أشهر, ومنذ أن توفيت انقطعت الدورة الشهرية منذ شهر 7/2011 إلى شهر 3/2012, وقال لي الاطباء إن السبب غير معروف, وأن نتائج الهرمونات جيدة لديك.
وإليك سيدتي الفاضلة النتائج كما هي في نهاية أيلول من العام الحالي, حيث قال لي أحد الأطباء إنه لا أمل لك في الإنجاب مرة ثانية؛ لأن مخزون البويضات منته تقريبا, وهو ما يحدده فحص AMH:
fsh=3.71
LH=3.5
testosterone=0.25
prolactin=25.19
TSH=1.48
AMH=.1
بعد النتائج هذه ذهبت لطبيب آخر, قال إن "AMH" لا يقرأ بدون الكشف على المبيض بواسطة السونار, وعندما فحصني قال إن المبيض ضعيف فقط, وأعطاني فيتامينات (DHEA), وأدوية لتنزيل الدورة, ومن ثم كلوميد, والآن موعد الإخصاب المفترض, فهل هنالك أمل في حالتي؟
أرجوكم ساعدوني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
عوضك الله عز وجل بكل خير, وجعل صبرك واحتسابك في ميزان حسناتك يوم القيامة, يوم يجزى الصابرون أجرهم بغير حساب.
وبالنسبة للتحاليل التي أرسلتها فإن لي عليها ملاحظتان:
الأولى: هي أن هرمون الحليب يعتبر مرتفعا, ولو أنه ارتفاع بسيط, ولكن يجب أن يتم تناول علاج لخفضه في مثل حالتك.
الملاحظة الثانية: هي أنه كان من الضروري عمل تحليل لهرمون يسمى الاستروجين, ويسمى(E2) حتى تتضح الصورة أكثر, فإن كان هذا الهرمون منخفضا, فإن سبب انقطاع الدورة الشهرية عندك هو على الأغلب ناتج عن الحالة النفسية التي مررت بها عند وفاة طفلتك -تقبلها الله-, ففي مثل هذه الحالات وبسبب الانفعال والحزن الشديد, يحدث ارتفاع في هرمون الشدة النفسية, وهو هرمون (الكورتيزول ) وهذا الهرمون يؤثر سلبا على الهرمون الذي ينظم عمل النخامة, والتي هي بدورها مسؤولة عن نشاط المبيض, وبالتالي لا تستطيع النخامة القيام بوظيفتها الطبيعية بتنشيط المبيض فتنقطع الدورة الشهرية.
كما أن تلك الظروف النفسية التي مررت بها, قد تكون هي السبب في ارتفاع هرمون الحليب بهذا الشكل البسيط.
بالنسبة لهرمون الـ AMH فهو يعتبر منخفضا عندك بعض الشيء, وهذا لا يعني انعدام وجود البويضات في المبيض, وإنما يعني أن الخصوبة قد بدأت تقل عن السابق, وهذا متوقع عند أي سيدة تتخطى 38 من عمرها, بغض النظر عن انتظام الدورة.
إذن الحالة عندك هي انقطاع طمث بسبب الشدة النفسية, وهي ليست سن يأس باكر كما تظنين, وفي مثل هذه الحالة فقد أظهرت الدراسات الحديثة بأن ما نسبته 70% من هذه الحالات تستعود الدورة ثانية إلى طبيعتها بدون علاج, لكن قد يأخذ ذلك فترة تصل من 6-8 سنوات.
ولذلك فمن كانت بمثل عمرك وظروفك وترغب في الحمل؛ فإن الانتظار ليس خيارا أو حلا مناسبا, بل يجب أن يتم البدء بالعلاج من الآن، والعلاج يجب أن يوجه حسب رغبتك, فإن كنت راغبة بالحمل فيجب العمل على تنشيط المبايض, لكن أنبه هنا إلى نقطة هامة جدا ويغفلها كثير من الأطباء للأسف, وهي أنه يجب أن يكون التنشيط باستخدام الأبر المنشطة فقط, وليس الكلوميد, لأن المبيض في أغلب هذه الحالات لا يستجيب على الكلوميد, لذلك على طبيبك أن يبدأ معك بالإبر مباشرة, وليس بحبوب الكلوميد.
وبالطبع فإن الأمل موجود في هذه الحالة, فمع استخدام الأبر فإن المبايض ستستعيد نشاطها, وتطور بويضات, ويحدث الحمل إن شاء الله، وإن لم تكوني راغبة بالحمل فيجب إعطاء هرمونات معيضة مثل حبوب: (البرجليتون) لتنزيل الدورة بشكل شهري, وللتعويض عن الهرمونات الناقصة من المبيض.
نسأل الله العلي القدير أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية دائما.