هل للوضع النفسي علاقة بالاستفراغ وانتفاخ البطن؟

0 634

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تحية من القلب للقائمين على هذا المنبر الراقي, والذي أتاح لنا التعرف على كثير من مشاكلنا, وعرفنا كيفية التصدي لها.

قد أطيل عليك بسؤالي, لكن أعتقد أنه مهم جدا بالنسبة لي, فقد عانيت كثيرا من حالتي المرضية.

أنا شاب عمري 20 سنة, منذ 9 أشهر كنت أعاني من القيء كل صباح, ومن ألم خفيف في المعدة, وصف لي الطبيب دواء رايبال و لابركس, وفعلا عندما أخذته تحسنت كثيرا, وشفيت تماما.

أنا الآن خارج أرض الوطن, منذ 4 أشهر أخذت مكملا غذائيا اسمه تروماس, يحتوي على نسبة دهون كبيرة, ولا يحتوي على هرمونات, وكنت أمارس الأثقال كل يوم لأجل زيادة وزني.

بعد شهر توقفت عن الرياضة, وعادت الحالة إلى الأسوأ, والمشاكل هي:

1- استفراغ عند الاستيقاظ صباحا (فقط بلغم) مع انتفاخ في البطن, وإخراج الغازات من الشرج والفم.

2- ألم شديد فوق السرة وأسفل البطن قليلا.

3- سوء هضم, وتحسس من أغلب الأطعمة, وشعور بالأم في المعدة عند الطعام.

4- نسيان وهلوسة بشكل مستمر.

5- كسل وخمول عقلي وجسدي.

6- ضعف الشخصية, وتلعثم في الكلام عند مقابلة الآخرين.

7- حرقة في البول.

هذه الحالات تزيد عند فترة الصباح, وتخف عند المساء, مما جعل وزني ينقص 6 كيلو ليصبح 63 كيلو خلال الفترة المرضية.

ثم أخذت نفس الدواء مرة أخرى فلم أستفد شيئا, وأخذت بعض الأدوية, منها(nexium 40mg , losec ,motilium ,Klacid 500mg) ولم أستفد شيئا.

ذهبت واستشرت الطبيب, وأجريت كافة التحاليل, وتأكد الطبيب أن كل شيئ سليم, ولم أقم بعمل المنظار, قال لي: لا حاجة له, ولكن تحليل الغدة تبين أن لدي نسبة كسل ضعيفة, وأعطاني الطبيب دواء الغدة إثيروكس 25 م.غ, وبعض الأدوية للقولون العصبي, منها: (dogmatil 50 mg,duspatalin 200mg).

استخدمتهم 20 يوما, ولم تخف الأعراض, ولكن شعرت بالراحة قليلا على دواء (duspatalin) وإلى الآن أستفرغ كل صباح وأشعر بالألم, ولا أستطيع الذهاب إلى العمل بسبب حالتي المرضية, وأغلب وقتي في المنزل, ولا أستطيع القيام بأي شيء.

صدقا فكرت بالانتحار, وأصبحت أشك أني مسحور, أو هناك جن في داخلي.

أرجو عدم تجاهل سؤالي, والإجابة عليه في أقرب وقت, وجزاكم الله كل خير, ووفقكم, سائلا المولى عز وجل أن يجعل عملكم هذا في ميزان حسناتكم، وأن يوفقكم لما فيه خير العباد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

هناك بعض الأمور التي أريد التوقف عندها في رسالتك وهي:

- أن الأعراض عادت وزادت بعد التوقف عن الرياضة.

- الاستفراغ يكون صباحيا وفقط بلغم, وليس طعاما.

- لم تذكر أن هذه الأعراض توقظك في الليل.

- هناك أعراض أخرى مثل الكسل, والخمول العقلي والجسدي.

- حرقة في البول, ونقصان الوزن.

أكد لك الطبيب أن الفحص الطبي سليم, والتحاليل ( لم تذكر ما هي هذه التحاليل) وكلها سليمة, ما عدا النقص البسيط في نشاط الغدة الدرقية, وأنت ما زلت تتناول الثايروكسين.

هناك بعض الأعراض التي تشكو منها, والتي يمكن أن تكون بسبب القولون العصبي, وهي أن الأعراض لا توقظك في الليل, ومنها آلام البطن, والشعور بالامتلاء, وانتفاخ البطن بالغازات, وارتباط الأعرض بوضعك النفسي.

أما القيء فهو عرض من أعراض القولون العصبي, إلا أنه ليس عرضا شائعا مثل آلام البطن, والغازات, والإمساك, والإسهال, إلا أنه لا يكون مترافقا بخروج قيء مراري (وهو القيء الذي يخرج معه سائل أخضر).

ومن ناحية أخرى فإنه لا يكون هناك نقص في الوزن إلا إذا كان هناك أمور أخرى تسبب النقص في الوزن, مثل وضعك أنت وهو الوضع النفسي الذي تمر به, وشعورك بالاستياء, والرغبة في الانتحار, والكسل العقلي, وضعف الشخصية.

الآلام في القولون العصبي لا تكون مستمرة, ويمكن أن تزيد مع أطعمة معينة, ومع الوضع النفسي, ولا يكون هناك آلام في الليل, لذا فإن كان هناك آلام في البطن في الليل وتوقظك من النوم؛ فيفضل في مثل هذه الحالة عمل منظار للمعدة, وصورة بالأمواج فوق الصوتية للمرارة والبطن, وبهذا تكون قد استنفذت كل الإجراءات التشخيصية لاستبعاد أي مرض عضوي.

وطالما أنك شعرت بالراحة على دسباتالين فيفضل الاستمرار عليه, وإن كان هناك غازات كثيرة؛ فيمكن تناول دواء دسفلاتيل ثلاث مرات في اليوم, ويتم تناوله بمضغه.

نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.

++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة الدكتور/ محمد حمودة - استشاري أول طب أمراض الباطنية والروماتيزم.
وتليها إجابة الدكتور/ محمد عبدالعليم - استشاري طب أول في الأمراض النفسية.
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

بارك الله فيك, وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

أعراضك الجسدية متعددة ومتشعبة وكثيرة، يمكن أن نضعها في إطار حالة نفسوجسدية تسمى تجسيد, أو أن الأعراض الجسدية يكون منشؤها أيضا وضع نفسي معين، وأنت لديك مؤشرات واضحة جدا أن الجانب النفسي يلعب دورا كبيرا في كل أعراضك هذه, خاصة الأعراض المتعلقة بالجهاز الهضمي.

هنالك ضيق يشعرك بعدم الارتياح، وشعورك بالوهن, وهذه كلها أعراض نفسية، ولا شك في ذلك، ولا شك أنك فكرت في الانتحار وهذا يزعجني كثيرا، لكني لا أعتقد أنك سوف تنتحر؛ لأنك في نهاية الأمر مسلم، وأن الحياة طيبة, وأن المستقبل -إن شاء الله- لك, وأن ما بك لا يستحق أن تنتهي حياتك من أجله لتكون من أصحاب الجحيم.

يا أيها الفاضل الكريم: أمورك -إن شاء الله- محلولة تماما، إذا ذهبت إلى الطبيب النفسي سوف تجد الحل, أنت محتاج إلى أدوية مضادة للاكتئاب, ومحتاج بالطبع لتعيد نمط حياتك إلى حيويته, بأن تمارس الرياضة, بأن تتواصل اجتماعيا، وأن ترفه عن نفسك، وتبحث عن العمل، وأن تكون في فصول الدراسة.

أزعجني جدا حين ذكرت أن لا وظيفة لك, ولا دراسة لك, هذا لا يمكن أبدا، قيمة الحياة في العلم, والدين، والعمل, فيا أخي الكريم اجعل لنفسك نصيبا من ذلك.

إذن ذهابك إلى الطبيب النفسي سوف يكون أفضل، وإن لم تستطع أقول لك بجانب الأدوية التي تتناولها الآن هنالك دواء فعال وممتاز جدا، ويعرف باسم إفكسر (Efexor) واسمه العلمي هو فنلافاكسين (Venlafaxine) دواء ممتاز ومتميز، ويمكن الحصول عليه.

ابدأ في تناوله بجرعة كبسولة واحدة (75) مليجراما, تناولها يوميا لمدة ستة أشهر, بعد ذلك اجعلها كبسولة يوما بعد يوم لمدة عشر أيام, ثم كبسولة مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة أسبوعين, ثم توقف عن تناول الدواء.

فنلافاكسين مكلف نسبيا فيما يخص سعره, فإن لم يتيسر لك الحصول عليه فالدواء البديل -وسعره إن شاء الله تعالى معقول جدا- هو عقار يعرف باسم زولفت, واسمه العلمي سيرتللين, هذا -أيها الفاضل الكريم- البداية منه حبة واحدة يوميا لمدة ستة أشهر, أيضا ليلا بعد الأكل، بعد ذلك اجعلها حبة يوما بعد يوم لمدة عشرة أيام, ثم حبة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة أسبوعين, ثم توقف عن تناول الدواء.

بالطبع إن تواصلت على الدوقماتيل فهو دواء مساند وجيد جدا, أما دوسباتالين فهو دواء يستعمل عند اللزوم، وأضف لك شراب النعناع المقلي المركز فهو جيد جدا, وكذلك تناول البقدونس.

بارك الله فيك, وجزاك الله خيرا, ونسأل الله لك العافية والشفاء.

مواد ذات صلة

الاستشارات