السؤال
السلام عليكم.
أنا مخطوبة، وعندي مشكلة، أفيدوني أفادكم الله.
إن خطيبي جيد في الطباع والأخلاق، ومقبول بالنسبة لي، ويعاملني جيدا، وهو في الشكل ليس ما كنت أتمناه، فكلما رأيت أحدا أفضل منه شكلا أو أطول منه أشعر وكأني غير مقتنعة بخطيبي، ويراودني هذا الشعور كثيرا.
كما أنني دائما ما كنت أتمنى أن أعيش قصة حب كالأفلام والمسلسلات، وأن يكون زوجي وسيما مثلهم، وفي قرارة نفسي أنا مقتنعة بأن هذا لا يجوز شرعا.
كما أن هذه الخطوبة كانت استجابة لرغبة أمي الدائمة في أن تسعد بي في حياتها، خاصة لأن عددنا(6) تزوجت اثنتان فقط وبقى 3 ، وهذا أول شخص يتقدم لي وأقبل بالحديث معه.
وجدت فيه اختلافات دينية، فأنا ملتزمة بصلاتي، وفي وقتها، أما هو فيصلي ولكن من الممكن أن يجمع أو يؤخر الصلوات، مما جعلني أيضا أتردد كثيرا، إلى درجة أنني تحدثت معه لإنهاء العلاقة، ولكن شعرت أنه متمسك بي، ورفض إنهاء العلاقة.
كما أنه معترف بخطئه في تأخير الصلاة، وبدأ فعلا في تغيير هذه العادة، وأنا مقتنعة تماما أنني إذا تركته فما الضامن بأن يأتي فتى الأحلام الخيالي المثالي في الشكل والدين والأخلاق؟!
خاصة وأناعندي23 سنة، ولكن أريد أن أتخلص من هذا الإحساس المتكرر، والذي يجعلني أندفع لإنهاء العلاقة، وأريد أن أكون مقتنعة به 100% ولا أنظر لغيره أبدا.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ asi kh kh حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك لك في خطيبك، وأن يجمع بينكما على خير، وأن يجعلكما من سعداء الدنيا والآخرة، وأن يرزقك القناعة به والرضا به، وأن يجعلكما متعاونين في تأسيس أسرة مسلمة صالحة طيبة مباركة، إنه جواد كريم.
بخصوص ما ورد برسالتك - أختي الكريمة الفاضلة – فاسمحي لي أن أقول لك بأن الخطأ إنما هو خطأك، لأن قضية الزواج ليس فيها ترضية للأم أو للأب في الغالب، وإنما فيها حوار ونقاش، فإن اقتنع الإنسان أقبل على الأمر برغبته أو باقتناعه.
أما إذا لم يقتنع فمن حقه أن يقول لا، وهذا أمر كفله الشرع لكل فتاة مسلمة، أنت تقولين إنك تزوجت تحقيقا لرغبة والدتك – حفظها الله تعالى – وها أنت الآن تقولين بأن هذا الشخص ليس هو الشخص المناسب بنسبة مائة بالمائة، وإن كان فيه بعض الخير، إلا أنه ليس هو الشخص الذي كنت تنتظرينه أو تتمنينه زوجا لك.
أنت كنت تعيشين في عالم الخيال، وتريدين رجلا وسيما وتعيشين معه الأفلام الرومانسية، وهذا الكلام في الواقع مجرد كلام - ابنتي الفاضلة – لأن الحياة الزوجية لا تبنى على الحب وحده.
وأحب أن أضيف إلى معلوماتك معلومة وهي: أن دراسة متأخرة جدا في أمريكا أثبتت أن الحب قبل الزواج يؤدي إلى نسبة عالية من الطلاق بعد الزواج، بل إن هذه الدراسة ذهبت إلى أكثر من ثمانين بالمائة من الحياة الزوجية التي سبقها حب وتعارف قوي كانت فاشلة بعد الزواج.
بإذن الله تعالى سيأتي هذا الحب بعد الزواج، مادام الرجل متجاوبا، لأنك ذكرت بأنه ملتزم ومحافظ على الصلاة، وهو كان يجمع الصلوات بغير عذر أو يؤخرها عن وقتها، إلا أنه نتيجة تذكيرك له بدأ يتغير، وأنا أعتبر أن هذه علامة صحة، وتدل على أن هذا الرجل معدنه طيب ونقي، وأنه بمقدورك أن تعيدي تغيير سلوكه مرة أخرى، لأن الرجل الذي يتغير في بعض الجوانب يبدي استعدادا ظاهرا على أن يتغير في كل الجوانب، وهذه علامة خير - بإذن الله تعالى –
كل الذي عليك أن تحاولي النهوض به، والنهوض به ليس أمرا صعبا ما دام قد عقد عليك عقدا شرعيا، فأرى بارك الله فيك أن تتكلمي معه بوضوح، وأن تركزي على تلك النقاط التي ترين أنها نقاط ضعف حتى تصبح قوية.
أما إذا كانت مجرد خطبة كالخطبة العادية المعروفة في مصر، وليس هناك كتب كتاب فليس من حقك أن تتكلمي معه أي كلام مطلقا، لأنه يعتبر شخصا أجنبيا عنك، وليس له أي حق في أن يتكلم معك أي كلام خاصا أو عاما، وإنما شأنه شأن غيره من الرجال العاديين.
أما إذا كان قد عقد عليك فمن حقه ومن حقك أن تتكلما معا في كل المواضيع، وأن يناقش معك كل القضايا، لأنك زوجته بمعنى الكلمة، والباقي فقط إنما هو الدخول الذي يتم بناء على اتفاق بينكما بعد الانتهاء من إجراءات تجهيز الأثاث والبيت وغير ذلك.
لذا أقول بارك الله فيك: إن شعورك بعدم الراحة بنسبة مائة بالمائة هذا لأنك كنت وضعت لنفسك رؤيا وتصور لفارس الأحلام، فلما جاء هذا مخالفا لهذه الرؤيا فإن نفسك إلى الآن ما زالت ترفضه، ولكن أحب أن أقول لك بأن هذه الرؤيا التي وضعتها والتصور الذي وضعته ليس واقعيا، وإنما هو من نسج الخيال، خاصة مع مشاهدة الأفلام والمسلسلات والقصص، هذا الذي يجعل الحياة الزوجية الطبيعية حياة كئيبة، بل يجعل الحياة المحرمة حياة جميلة ورائعة.
أرى أن تتوكلي على الله وأن تقبلي بما قسم الله تبارك وتعالى لك، وكما ذكرت إذا كان قد عقد عليك فأرجو أن تدرسي نقاط الضعف التي عنده وتحاولي النهوض بها، ولكن بشرط ألا تجرحي مشاعره، ولا تجعليه كالطفل أمام معلمته، لأن هذا الأمر لا يقبله أي رجل من الرجال العقلاء مطلقا، وإنما عليك أن تبدي له الحب والاحترام والتقدير، وفي وسط هذا الجو الرائع تقدمين النصيحة مغلفة بأسلوب رائق وجميل حتى يقبلها الرجل، لأن كبرياء الرجل قد يدفعه إلى رد الحق مع الأسف الشديد حتى وإن كان في أمس الحاجة إليه.
أسأل الله تبارك وتعالى أن يبارك فيك، وأن ييسر أمرك، وأن يصلح ما بينك وبين زوجك، وأن يجعلكما من سعداء الدنيا والآخرة، إنه جواد كريم.
هذا وبالله التوفيق.