السؤال
السلام عليكم.
لدي مشكلة كبيرة مع زوجي، فهو غير ملتزم شرعا، وابنة عمه كذلك أيضا، فهي غير ملتزمة ومطلقة، ولا أريد أن يكون كلامي سيئا، ولكن بما أنها تعمل في مجال التأمين والرهن العقاري، فهي دائما تحث زوجي على أخذ قرض، وأنا امرأة محجبة، بينما هي تتبع الموضة، ولا تتحجب أمام زوجي الذي يطلب مني أن أكون مثلها، ولذا ندخل معا في مشاجرات كبيرة، وأنا خائفة من أن تنهدم حياتي الزوجية بسبب ذلك، ولدي ثلاثة أطفال، ولا أدري كيف أتعامل مع هذه المشكلة؟
أرجو المساعدة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Farheen حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نرحب بك في هذا الموقع، ونشكر لك هذا الحرص على الخير، ونسأل الله أن يرد زوجك إلى الصواب، وأن يرد ابنة عمه إلى الحجاب، وأن يلهمك الرشاد، فهو ولي ذلك والقادر عليه.
نشكرك لك حقيقة هذا السؤال الذي يدل على غيرتك على الحق، وغيرتك على زوجك، وكل ذلك مما تشكرين عليه، ونسأل الله أن يعينك على صلاح هذا الزوج الذي نتمنى أن تقتربي منه أكثر، وأن تظهري له ما وهبك الله من مفاتن وجمال عندما يكون عندك، فإن الزوجة ينبغي أن تبالغ في هذا الزمان في إظهار مفاتنها لزوجها، وإذا أظهرت الشقيات والمتبرجات وقليلات الدين ما وهبهن الله من جمال بالحرام، فإن الزوجة عليها أن تظهر بسحرها الحلال، وجمالها ومفاتنها لزوجها حتى تعفه، وتكون عونا له أمام المغريات الكثيرة، ولذلك هو الجانب الذي نتمنى أن تشغلي نفسك به.
وربما تكونين غير مقصرة، ولكن المسئوليات، فبعض النساء إذا صار عندها أطفال، وصار عندها مسئوليات، تقصر في هذا الجانب، بخلاف المطلقات، والمتبرجات، والفاسقات، فربما أظهرن مفاتنهن، وبالغن في الزينة لإخداع الأزواج، ويقصدن الغافلين عن طاعة الله تعالى.
فأول خطوة هي:
أن تهتمي بهذا الجانب غاية الاهتمام، وأن يرى منك زوجك كل جميل، وعليك أن تذكريه بالله بعيدا عن الكلام عن ابنة عمه، حتى لا يضطر إلى الدفاع عنها، وعند ذلك تستطيعين أن تبيني له أهمية الالتزام، والدين، والحجاب، والحشمة، وأنه دليل على الخير، دون أن تذكري ابنة عمه، لأن هذا فيه حرج لمشاعره، وربما يحمله الدفاع عنها لأن يقول كلاما جارحا بالنسبة لك مثل هذا الكلام الذي يقوله.
أما بالنسبة للحرام، والرهن العقاري، والدخول في الربا، والتي تشجعه تلك الفتاة المتبرجة بنت العم، فعليك أن تذكريه بالله تعالى الذي يمحق الربا سبحانه وتعالى، والذي هدد أهل الربا، وقال : { فأذنوا بحرب من الله ورسوله }، قولي له: ما لنا بحرب الله من طاقة، ولا نريد الربا، والله تعالى أغنانا، وعليك أن ترفضي الربا، لأن الله حرمه، ليس لأن ابنة العم هي التي أخبرته.
ولابد أن تفصلي هذه الأمور، حتى لا نعطي شياطين الإنس والجن فرصة فيما بيننا، واجتهدي في تقليل المشاكل، ومساحات التوتر، واهتمي بزوجك والبيت والأسرة، وأكثري من التوجه إلى الله تعالى، وأرجو أن تعلمي أن بنت العم هذه هو يعرفها من قبل، ولكنها اختارك، ورضيك زوجة، فلا تعجلي بالكلام عنها، فالخصام من أجلها سبب إلى أن يميل إليها، وأن يهتم بها أكثر من هذا الاهتمام الذي تحاولين أن تلفتي نظره إليها.
أرجو أن تعلمي أن الزوج إذا وجد الراحة، والجمال، والهدوء في بيته، ولم يجد الخصام، لا يمكن أن يلتفت لغير زوجته، ولا أظن أنه يلتفت لغيرك، وأنت صاحبة الأطفال، وصاحبة البيت، وأنت الأصل، فلذلك أرجو أن تحافظي على بيتك وأسرتك، وتكونين عونا لزوجك على الخير.
وحاولي أن تفوتي كل فرصة لشياطين الجن والإنس، ولا تجعلي هذا التوتر سببا لهروب الزوج، وسببا لارتمائه في أحضان الأخريات، فإن الزوج إذا لم يجد المرأة التي تتفهمه، وتبدي مفاتنها له، وتحسن إليه، وتقدره، ووجد مثل هذا التقدير والاحترام والثناء في الخارج، فقد يكون هذا سببا في ميله، وانحرافه، خاصة إذا كان ضعيف الدين، وقد يكون سببا في أن يتزوج بأخرى إذا كان صاحب دين، ولكن كل ذلك تملكه المرأة، لأن عندها أسلحة كبيرة ومؤثرة، وعندك عيال بين يديك، وأنت الأصل الذي اختارك هذا الزوج، فاقتربي منه، كما قلنا تفنني في إظهار المفاتن في التقرب إليه، ولا تأتي بسيرة تلك المرأة ولا بغيرها من الفاسقات المتبرجات، واشغلي نفسك بحبه، وبطاعة رب الأرض والسموات، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، فهو ولي ذلك والقادر عليه.
وبالله التوفيق والسداد.