كيف أقنع والدتي لتوافق على ارتدائي النقاب؟

0 644

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

لم أقرر أن أكتب لكم ثانية إلا وقد ضاق قلبي, لقد كنت استشرتكم من قبل في النقاب, وأنني صيدلانية من المغرب, وكنت أخاف من نظرة الناس, وخفت على قلة الزبائن في صيدليتي بسبب النقاب، وكان جوابكم -والحمد لله- مشجعا, فقررت أن أرتديه في أول يوم من رمضان, بالرغم من اعتراض والدتي التي لا أملك سواها في البيت, فإخوتي في الخارج, وأبي متوفى عليه رحمة الله.

بعد ثلاث أشهر من تجهيز الملابس لبسته أول يوم في رمضان, وذهبت به إلى المسجد للتراويح, وسألت أمي أن تذهب معي فرفضت, وقالت أنها لن تخرج معي أبدا بهذا الزي, فهي تهتم كثيرا بكلام الناس, تألمت كثيرا لذلك, فهي الوحيدة التي أخرج معها لأي غرض كان, مع العلم أنني تخليت عن جميع أصدقاء السوء منذ التزامي ولبسي الحجاب منذ سنتين.

ثاني يوم في رمضان خرجت به ولم تخرج معي أمي, فبدأت وساوس الشيطان, وبكيت كثيرا, فخلعته في اليوم الثالث, وشجعتني أمي على ذلك.

الآن أصبحت نفسي ضائقة جدا, أريد أن ألبسه ثانية, فأرجوكم انصحوني, هل علي إثم فيما فعلت؟ وهل ربي غاضب علي, حيث أني أشعر بفتور في العبادات, وماذا أفعل مع أمي؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

مرحبا أحتنا الكريمة في استشارات إسلام ويب.

ونشكر لك دوام تواصلك معنا، ونسأل الله تعالى أن يثبتك على الخير, ويهيئ لك من يعنيك عليه.

نحن نتفهم الصعوبة التي قد تجدينها في أول ارتدائك للنقاب ما دمت من أسرة لم تألفه من قبل، ولكن تلك المشقة ستكون سببا لزيادة أجرك, وارتفاع قدرك عند الله تعالى، فإن المؤمنة حين تتمسك بتعاليم دينها مع عدم من يناصرها على ذلك تكون من الغرباء الذين بشرهم البني صلى الله عليه وسلم بقوله (طوبى للغرباء) وقد تبين من هم الغرباء بقوله: (الذين يصلحون إذا فسد الناس) وقال صلى الله عليه وسلم لعائشة: (إنما أجرك على قدر نصبك -أي تعبك-).

ونحن نكبر فيك أيتها الكريمة هذه العزيمة التي دفعتك لاتخاذ تلك القرارات الشجاعة في طريق الخير, كقطع الصلة بالرفقة السيئة, وإعداد ملابس الحشمة والحجاب، والبدء بلبس النقاب لأيام، ونتمنى أن تراجعي أمرك ثانية, وتدركي أن سعادتك في إرضاء ربك, ومما يعنيك على ذلك:

1- التعرف على النساء الصالحات ومجالستهن.

2- الاستعانة بالله تعالى وطلبه التثبيت.

3- أن تتذكري عظم الأجر.

وأما أمك فلا شك أنها غير مصيبة فيما طلبته منك, ولا يلزم طاعتها فيه, فطاعة الله مقدمة على طاعتها، ولكن مع هذا ننصحك بالتلطف بها, والإحسان إليها, وإن خالفتك, وحاولي أن تسمعيها بعض المواعظ التي تبين حكم الحجاب، ونحن على ثقة من أنها ستألف هذا الذي تنكره عليك, وقد ييسر الله تعالى لك مع كثرة الدعاء لها اقناعها بما أنت عليه.

نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير ويعينك عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات