رهبتي من لقاء الناس يصيبني بالرعشة والتبول أحيانا، فما العلاج؟

0 314

السؤال

السلام عليكم

مشكلتي تتلخص في خجل مرضي من مواجهة المجتمع، على الرغم من كوني أحب الآخرين، وأرغب فعليا في تكوين علاقات ايجابية، إلا أن رعشتي الداخلية والتي تخرج على شكل بقع حمراء في وجهي وجسدي، وتلعثمي في الكلام جعلني أميل للصمت، ناهيك عن ارتعاشة اليدين وتقلص عضلات الوجه.

أحيانا أتبول لا إراديا، لدي رغبة شديدة في البكاء، إذا ما اضطررت للقاء مجموعة من الناس أو اضطررت للوقوف أمامهم لشرح درس تمهيدا لعمل ما.

الآن يتملكني الاكتئاب لكوني لا أعمل، ولا حتى أبحث عن عمل بسبب رهابي وقلقي من الفشل وانهزاميتي.

أتمنى أن أرى نفسي يوما وأنا أمشي بثقة وأتحدث بطلاقة وأقهقه أيضا دون أي قدر من الخجل، ضاعت حياتي وأنا أقف خلف الآخرين وأتركهم ليتحدثوا بلساني.

سمعت عن البروزاك ولسترال وآثارهما العلاجية الفعالة وقلة الجانبية منها، علما بأني لم أتعاط سوى أندرال في حالة الضرورة لينظم ضربات قلبي المتسارعة! فأيهما أفضل لحالتي؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ noor حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

إن شرحك جيد ودقيق جدا لحالتك، وهو أنك بالفعل تعانين من قلق الرهاب الاجتماعي، لكن مشكلتك الحقيقية الأساسية أيضا هي أنه لديك درجة عالية من القلق التوقعي الافتراضي، يعني أنك تتهيبين الموقف قبل وقوعه، وهذا يسبب إشكالية حقيقة، ولابد أن تكوني أكثر ثقة في نفسك، وأن تعرفي أن موضوع الرهاب الاجتماعي ليس ضعفا في الشخصية أبدا، وتأكدي تماما أنك غير مراقبة من الآخرين.

مشاعر التغيرات الفسيولوجية التي تحدث لك هي مشاعر خاصة داخلية لا يطلع عليها غيرك، حتى موضوع احمرار الوجه ليس بالصورة التي تتصورينها.

من الوسائل العلاجية السلوكية الجيدة - قبل أن نتحدث عن الدواء – تطبيق تمارين الاسترخاء، ولدينا في إسلام ويب استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن تطلعي عليها وتطبقي ما بها.

ثانيا: عليك بالمواجهة في الخيال، ونقصد بالمواجهة في الخيال هي أن ترسمي صورة ذهنية لموقف اجتماعي يتطلب منك المواجهة، مثلا: تقديم عرض لموضوع ما أمام زميلاتك أو أمام الأساتذة، أو موقف آخر هو: تحضير لحفل أو مناسبة لديكم واستقبال الضيوف أو الزائرين عددهم كبير جاءوا بيتكم، وهكذا.

إذن تصوري هذه المواقف الاجتماعية والتي يمكن أن ينزلها الإنسان إلى أرض الواقع، وذلك من خلال التفكر والتدبر والتمعن، وأن تعيشي شريط أو كل الأحداث التي سوف تمرين بها من خلال هذا التعرض في الخيال، فسيكون هذا إنجاز علاجي كبير جدا، لأن التعريض أو التعرض في الخيال يسهل على الإنسان التعرض في الواقع.

ثالثا: هنالك بعض الأنشطة الاجتماعية المهمة، ومن أهمها التواصل الأسري الداخلي، بعض الناس يكونون غير فعالين حتى في منازلهم وبين أسرهم، أريدك أن تأخذي مبادرات دائما، أن تتحدثي مع أهل بيتك بطلاقة، وأن تنظري إليهم في وجوههم، وهكذا، تطوير المهارات الاجتماعية مهم جدا.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا أقول لك إن علاج زولفت والذي يعرف تجاريا أيضا باسم (لسترال) ويعرف علميا باسم (سيرترالين) هو الأفضل، والجرعة هي أن تبدئي بنصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجراما – تناوليها ليلا بعد الأكل لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة ليلا، واستمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

أما بالنسبة للإندرال فأنا افضل أن تجعلي برنامجك العلاجي على النحو التالي: تناولي الإندرال عشرة مليجرام صباحا ومساء لمدة شهر، ثم عشرة مليجرام صباحا لمدة شهر آخر، ثم بعد ذلك لا مانع من تناوله عند اللزوم.

أرجو ألا تتناولي الشاي والقهوة بكميات كبيرة، لأنها من المثيرات التي قد تؤدي إلى تسارع في ضربات القلب، وهذا في حد ذاته قد يزيد الخوف والهلع.

والله الشافي.

مواد ذات صلة

الاستشارات